رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟
باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تعبد من دون الله
روى مالك في الموطأ: أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد. اشتد غضبُ الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد""1".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن المصنف رحمه الله لما حذر في الباب الذي قبله من الغلو في الصالحين أراد أن يبين في هذا الباب أن الغلو في القبور وسيلةٌ إلى الشرك المضاد للتوحيد وذلك بعبادة الأموات. كما أراد أيضاً التحذير من الغلو في القبور.
ترجمة الإمام مالك: هو الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي –إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة توفي سنة 179 هـ رحمه الله تعالى.
اللهم: منادى مبنيٌ على الضم في محل نصب، والميم المشددة زائدة.
وثناً: هو المعبود الذي لا صورة له: كالقبور والأشجار والعُمد والحيطان والأحجار ونحوِها.
المعنى الإجمالي للحديث:
خاف –صلى الله عليه وسلم- أن يقع في أمته مع قبره ما وقع من اليهود والنصارى مع قبور أنبيائهم من الغلو فيها حتى صارت أوثاناً، فرغِب إلى ربه أن لا يجعل قبره كذلك. ثم نبّه –صلى الله عليه وسلم- على سبب لحوق شدة الغضب واللعنة باليهود والنصارى. أنه ما فعلوا في حق قبور الأنبياء حتى صيّروها أوثاناً تعبد، فوقعوا في الشرك العظيم المضاد للتوحيد.
مناسبة الحديث للباب:
أن الغلو في القبور يجعلها أوثاناً تُعبد؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد" وبيّن ذلك بقوله: "اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
ما يستفاد من الحديث:
1- أن الغلو في قبور الأنبياء يجعلُها أوثاناً تُعبد.
2- أن من الغلو في القبور اتخاذها مساجد، وهذا يؤدّي إلى الشرك.
3- إثبات اتصاف الله سبحانه بالغضب على ما يليق بجلاله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه مالك في موطئه برقم "85" وأحمد في مسنده "2/246".
ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19].
قال: كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره.
وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: كان يلت السويق للحاج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التراجم:
1- ابن جرير هو: الإمام الحافظ محمد بن جرير الطبري، صاحب التفسير مات سنة 310 هـ رحمه الله.
2- سفيان: الأظهر أنه سفيان بن سعيد الثوري إمامٌ حجة عابد، مات سنة 161هـ. رحمه الله.
3- منصور هو: ابن المعتمر ثقةٌ فقيهٌ مات سنة 132هـ. رحمه الله.
4- مجاهد هو: ابن جبر ثقة إمام في التفسير، أخذ عن ابن عباس وغيره مات سنة 104هـ. رحمه الله.
5- أبو الجوزاء هو؛ أوس بن عبد الله الرّبعي ثقةٌ مشهورٌ مات سنة 83هـ. رحمه الله.
يلت السويق: أي يخلطه بسمن ونحوه.
عكفوا على قبره: أقبلوا وواظبوا واحتبسوا عليه.
مناسبة الأثر للباب:
أن سبب عبادة اللات هو الغلو في قبره حتى صار وثناً يُعبد.
وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "لعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُّرج""1" رواه أهل السنن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهل السنن: أي: أبو داود والترمذي وابن ماجه. ولم يروِه النسائي.
زائرات القبور: أي: من النساء.
والسُّرج: أي: الذين يوقِدون السرج على المقابر ويضيؤونها.
معنى الحديث إجمالاً:
يدعو –صلى الله عليه وسلم- باللعنة وهي الطرد والإبعاد عن رحمة الله للنساء اللاتي يزُرن القبور؛ لأن زيارتهن يترتب عليها مفاسد منا النياحة والجزع وافتتان الرجال بهن. ولَعن الذين يتخذون المقابر مواطن عبادة أو يضيؤونها بالسّرج والقناديل؛ لأن هذا غلوٌ فيها ومدعاة للشرك بأصحابها.
مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على تحريم الغلو في القبور؛ لأن ذلك يصيّرها أوثاناً تُعبد.
ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم الغلوّ في القبور باتخاذها مواطن للعبادة؛ لأنه يفضي إلى الشرك.
2- تحريم تنوير المقابر؛ لأن ذلك وسيلةٌ لعبادتها.
3- أن الغلو في القبور من الكبائر.
4- أن علة النهي عن الصلاة عند القبور هي: خوف الشرك، لا لأجل النجاسة؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قرن بين اتخاذها مساجد وإسراجها ولعن على الأمرين. وليس اللعن على إسراجها من أجل النجاسة، بفكذا الصلاة عندها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه أبو داود برقم "3236" والترمذي برقم "320" وابن ماجه برقم "1575"، وأحمد في مسنده "1/229، 287، 324، 337".
يتبع باب ما جاء في حماية المصطفى –صلى الله عليه وسلم- جناب التوحيد وسده كل طريق يوصّل إلى الشرك
باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تعبد من دون الله
روى مالك في الموطأ: أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد. اشتد غضبُ الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد""1".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن المصنف رحمه الله لما حذر في الباب الذي قبله من الغلو في الصالحين أراد أن يبين في هذا الباب أن الغلو في القبور وسيلةٌ إلى الشرك المضاد للتوحيد وذلك بعبادة الأموات. كما أراد أيضاً التحذير من الغلو في القبور.
ترجمة الإمام مالك: هو الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي –إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة توفي سنة 179 هـ رحمه الله تعالى.
اللهم: منادى مبنيٌ على الضم في محل نصب، والميم المشددة زائدة.
وثناً: هو المعبود الذي لا صورة له: كالقبور والأشجار والعُمد والحيطان والأحجار ونحوِها.
المعنى الإجمالي للحديث:
خاف –صلى الله عليه وسلم- أن يقع في أمته مع قبره ما وقع من اليهود والنصارى مع قبور أنبيائهم من الغلو فيها حتى صارت أوثاناً، فرغِب إلى ربه أن لا يجعل قبره كذلك. ثم نبّه –صلى الله عليه وسلم- على سبب لحوق شدة الغضب واللعنة باليهود والنصارى. أنه ما فعلوا في حق قبور الأنبياء حتى صيّروها أوثاناً تعبد، فوقعوا في الشرك العظيم المضاد للتوحيد.
مناسبة الحديث للباب:
أن الغلو في القبور يجعلها أوثاناً تُعبد؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد" وبيّن ذلك بقوله: "اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
ما يستفاد من الحديث:
1- أن الغلو في قبور الأنبياء يجعلُها أوثاناً تُعبد.
2- أن من الغلو في القبور اتخاذها مساجد، وهذا يؤدّي إلى الشرك.
3- إثبات اتصاف الله سبحانه بالغضب على ما يليق بجلاله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه مالك في موطئه برقم "85" وأحمد في مسنده "2/246".
ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19].
قال: كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره.
وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: كان يلت السويق للحاج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التراجم:
1- ابن جرير هو: الإمام الحافظ محمد بن جرير الطبري، صاحب التفسير مات سنة 310 هـ رحمه الله.
2- سفيان: الأظهر أنه سفيان بن سعيد الثوري إمامٌ حجة عابد، مات سنة 161هـ. رحمه الله.
3- منصور هو: ابن المعتمر ثقةٌ فقيهٌ مات سنة 132هـ. رحمه الله.
4- مجاهد هو: ابن جبر ثقة إمام في التفسير، أخذ عن ابن عباس وغيره مات سنة 104هـ. رحمه الله.
5- أبو الجوزاء هو؛ أوس بن عبد الله الرّبعي ثقةٌ مشهورٌ مات سنة 83هـ. رحمه الله.
يلت السويق: أي يخلطه بسمن ونحوه.
عكفوا على قبره: أقبلوا وواظبوا واحتبسوا عليه.
مناسبة الأثر للباب:
أن سبب عبادة اللات هو الغلو في قبره حتى صار وثناً يُعبد.
وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "لعن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُّرج""1" رواه أهل السنن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهل السنن: أي: أبو داود والترمذي وابن ماجه. ولم يروِه النسائي.
زائرات القبور: أي: من النساء.
والسُّرج: أي: الذين يوقِدون السرج على المقابر ويضيؤونها.
معنى الحديث إجمالاً:
يدعو –صلى الله عليه وسلم- باللعنة وهي الطرد والإبعاد عن رحمة الله للنساء اللاتي يزُرن القبور؛ لأن زيارتهن يترتب عليها مفاسد منا النياحة والجزع وافتتان الرجال بهن. ولَعن الذين يتخذون المقابر مواطن عبادة أو يضيؤونها بالسّرج والقناديل؛ لأن هذا غلوٌ فيها ومدعاة للشرك بأصحابها.
مناسبة الحديث للباب:
أنه يدل على تحريم الغلو في القبور؛ لأن ذلك يصيّرها أوثاناً تُعبد.
ما يستفاد من الحديث:
1- تحريم الغلوّ في القبور باتخاذها مواطن للعبادة؛ لأنه يفضي إلى الشرك.
2- تحريم تنوير المقابر؛ لأن ذلك وسيلةٌ لعبادتها.
3- أن الغلو في القبور من الكبائر.
4- أن علة النهي عن الصلاة عند القبور هي: خوف الشرك، لا لأجل النجاسة؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قرن بين اتخاذها مساجد وإسراجها ولعن على الأمرين. وليس اللعن على إسراجها من أجل النجاسة، بفكذا الصلاة عندها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" أخرجه أبو داود برقم "3236" والترمذي برقم "320" وابن ماجه برقم "1575"، وأحمد في مسنده "1/229، 287، 324، 337".
يتبع باب ما جاء في حماية المصطفى –صلى الله عليه وسلم- جناب التوحيد وسده كل طريق يوصّل إلى الشرك