درس اصلاح المقال الادبي في الحكاية المثلية للاولى ثانوي في تونس

admin

الادارة
طاقم الإدارة
#1
درس اصلاح المقال الادبي في الحكاية المثلية للاولى ثانوي في تونس


ليست الحكاية المثلية في كليلة ودمنة طريفة بفنها القصصي فحسب وإنما بتنوع وظائفها أيضا.
توسع في هذا القول من خلال شواهد دقيقة من كليلة ودمنة.




المقدمة:
التمهيد:
تشكل الحكاية المثلية في كتاب كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع ظاهرة إبداعية في النثر العربي القديم خلال القرن الثاني للهجرة وهي ذات أصول سردية موصولة بالخرافة والأسطورة والحكاية العجيبة،
تنزيل الموضوع:
ويرى بعضهم أن قيمة هذا الإبداع لا تكمن "في طرافة الفن القصصي فحسب وإنما في تنوع وظائف الحكاية أيضا"
طرح الإشكالية:
فما أوجه طرافة القص في كليلة ودمنة؟
وما مظاهر تنوع وظائف الحكاية فيها؟
الجوهر:
مقدمة الجوهر:
يستدعي هذا الموضوع من خلال صياغته القائمة على ثنائية النفي والإثبات علاقة التكامل بين الشكل الفني الطريف والمضمون الدلالي المتنوع، ولو شرعنا في استخلاص مظاهر طرافة الفن القصصي فإننا نستقصي مظاهر منه متعددة.
جوهر الجوهر:
إن القص لا يستقيم كما هو معلوم بداهة إلا بأساليب وأركان هي مقومات أساسية تقوم عليها كل حكاية، ومتى ولجنا عالم كليلة ودمنة ألفيناه يفتتح بعبارة سردية ذات محمول حكائي بها ينفتح القص وهي "زعموا أن ..." فهي سنة سردية راسخة تحقق وظيفة تواصلية تفتح الخطاب على جو عجائبي غرائبي هو من جنس الخرافة التي لا يعرف لها قائل و لا يتحمل تبعاتها سارد، وهي قاعدة كلامية تبرر الوهم ومخالفة الحقيقة .
كما يستند القص إلى أسلوب الحوار الذي يمسرح الأحداث في ساحة الخيال العجيب بين كائنات حيوانية ، والحوار في أغلبه ثنائي بين الملك والفيلسوف حينا والأسد والحيوان حينا آخر ، يقول الفيلسوف دبشليم "اضرب لي مثل .." فيجيب الفيلسوف بيدبا "زعموا أن .."وبدلك تتولد الأحداث ويتطور الحديث.
أما السرد فهو خطي تتابعي عادة يتدرج وفق برنامج اتصالي أو انفصالي من بداية معلومة يقترحها الملك إلى نهاية مرسومة من إنتاج الفيلسوف "إنما ضربت لك هذا المثل لتعلم"، والقصص ههنا مستقلة الأبواب يحكمها مبدأ التناظر حينا (باب الأسد والثور - الحمامة المطوقة ) أو مبدأ التقابل أحيانا ( باب الأسد والثور - الأسد وابن آوى الناسك)
أما الوصف فقد استبطن مشاعر الشخصيات وكينونتها المتقلبة "فدخل على شتربة كالكئيب الحزين" فهو تأطير للأحداث ولفضاء القص زمانا ومكانا وللشخصيات "صورة الصياد في باب الحمامة المطوقة".
ولو نظرنا في أركان القص فإنها تدور على فضاء موهوم زمانا ومكانا فالمكان مطلق والزمان كذلك، وفي ذلك تجريد للحكاية وحماية لها من أعدائها، أما الشخصيات فهي من عالم الحيوان (الأسد- ابن آوى -كليلة -دمنة- الحمامة-الغراب..) أو عالم الإنسان (الملك -الفيلسوف - الصياد..) وبين هؤلاء وأولئك علاقة الرمز بمرموزه، فكل حيوان له ما يطبقه في عالم الإنسان.
وأما الأحداث فهي ذات بنية تقوم على التضمين تدرجا من القصة الأصلية إلى القصة الفرعية ،وعلى التتابع ربطا بين قصص لا يربطها ببعضها منطق غير اشتراكها في أبواب الكتاب.وعلى التداول مراوحة بين قصتين في وقت واحد.
إن هذه الخصائص الفنية تجعل من الحكاية المثلية أثرا فنيا طريفا في الأدب العربي إذ أسس لعالم عجيب بقدر ما فيه من الهزل والإمتاع فإنه لا يخلو من الفائدة .


التخلص:فما هي وظائف الحكاية المثلية المتنوعة؟
لما كان المثل حجة يستدل بها المتكلم على حكمة ويخلص بها إلى عبرة فقد نهض بعديد الوظائف التزاما برسالة الأدب بما هو عطف للقلوب على قيم أصيلة في مواجهة واقع مترد على مختلف المستويات.
ولعل الوظيفة الأولى التي تتصدر مقاصد التأليف هي الوظيفة التعليمية، إذ ليست الأمثال سوى عبر وحكم يستفيد منها الناس جميعا قيما تربوية وفوائد سياسية واجتماعية ، فقد جعل الفيلسوف من التعليم مقصدا أصيلا لحكايته إذ يختمها بقوله مثلا "وإنما ضربت لك هذا المثل لتعلم أن صاحب الشر لايسلم من شره أحد". فالمثل يعلم الأخلاق والأدب وأصول التعامل الاجتماعي بين مختلف الأجناس والفئات.
أما الوظيفة الثانية فهي نقدية بالأساس ، نقد لمظاهر انحراف الواقع السياسي والقضائي والاجتماعي بغاية التوجيه والإصلاح : فسياسيا استحال الحكم استبداديا تتقاطع فيه السلطات الثلاث دون استقلالية حقيقية وهيمنت الحاشية الفاسدة التي تؤثر مصلحتها على حساب الجماعة شأن دمنة في باب الأسد والثور, فنقد ابن المقفع القيم المذمومة كالحسد والنميمة والدسيسة والكذب والخداع وفساد القضاء كما دعا في المقابل إلى الصدق والصداقة والتعاون والاتحاد كما في باب الحمامة المطوقة .
يضاف إلى ذلك الوظيفة الأدبية تحقيقا للجمالية والإبداع من خلال أسلوب المجاز والإيجاز وحسن البلاغة, وهي الوظيفة الأولى التي يستقيم بها الأدب إمتاعا وإبداعا .
كما أن الوظيفة العقلية تبدو بارزة من خلال الدعوة إلى استعمال العقل في الخير لا في الشر بديلا عن الغريزة التي يتأتى منها الهلاك.

إن العقل في الحكاية المثلية عقل عملي لا عقل علمي إ ذ يراد العلم للعمل به لا لمجرد المعرفة "إن العاقل لا يعدل عن الإخوان شيئا ", ومن تجليات النزعة العقلية في الحكاية المثلية ما ينص عليه ابن المقفع من ضرورة التخلي عن مقتضيات الغضب والاندفاع أو الاحتكام إلى ضرورات الغريزة كما وقع للحمامة المطوقة حين وقعت في الشرك نتيجة اندفاعها نحو الحبّ أو شان الأسد والثور إذ انقاد كلاهما إلى غريزة الخوف والنفس الغضبية دون النفس العاقلة.
إن تنوع هذه الوظائف إذن سبيل لإثراء كتاب كليلة ودمنة تحقيقا لرسالة أدبية هادفة فالأدب ليس ترفا فكريا إنما هو علم وعمل ومتعة وإفادة في وقت واحد.

الخاتمة:
خلاصة الأفكار:
إن كتاب كليلة ودمنة أدب حكائي عجيب يقوم على ظاهر فني قصصي ممتع وبديع وباطن نقدي جاد ومتنوع الوظائف، ما به استقام الكتاب إبداعا وإبلاغا وإقناعا فهو فن وفكر وأدب وعقل معا.
التقويم:
غير أن الكتاب يستمد مرجعيته من سياق هندي تحول إلى فضاء فارسي ومنه حوله ابن المقفع إلى اللغة العربية مستخدما لغة الرموز دون مواجهة مباشرة للواقع.
فتح الآفاق: فإلى أي مدى تدخل الكاتب في الترجمة زيادة وحذفا أم كان ناقلا أمينا للتراث الأجنبي؟
 
الكاتب المواضيع المشابهة القسم الردود التأريخ
admin السنة الاولى ثانوي 1

المواضيع المشابهة

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#2
رد: درس اصلاح المقال الادبي في الحكاية المثلية للاولى ثانوي في تونس

يعطيك العافية على روعة المجهود في تقديم الأطروحات القيمة و توضيح كل ما يهم من دروس ..شكرا و سلمت يدااااااااك:hh14 :