مضى ثلث رمضان و لكن لم يفت بعد الأوان

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
الحمد لله الرحيم الرحمن، و الصلاة و السلام على سيد ولد عدنان، محمد و الآل و الصحب و الخلان.
و بعد:
قال تعالى
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ..))
و في الحديث النبوي ((الصيامُ جُنَّة و حِصنٌ حصينٌ من النار ))
مضى الثلث الاول من رمضان، و انقضت أيامه سريعا بما لم يكن او كان في الحسبان،
مضت بساعاتها بين الذكر و الفتور و الغفلة و النسيان، مضت ايامه و لا ندري كم نصيبنا
من القبول فيها، كم ركعة سنتمنى يوم القيامة أننا لو كنا نؤديها ، أو كم ساعة فرطنا فيها
و بجبال من ذهب نود يوم الحساب لو كنا نقدر ان نشتريها، مضت أيامه و تبقى انفسنا
رهينة المحاسبة و الملامة ، على قلة البذل و الجهد الذي لم يبلغ مستحقه و تمامه،
أين نحن من اجتهاد الصالحين ،و عبادة العارفين و الانبياء من قبلهم و المرسلين ،
هل حقا رأينا في انفسنا او رأى علينا من حولنا تغييرا إيجابيا في السلوك و المظهر،
في المعاملة و حسن المعشر ، في بسط اليد بما نستطيعه انفاقا و اطعاما لمن ضاق به العيش و أعسر.
هل استغرقنا وقتا طويلا بين دفتي القرآن ، و وجدنا منه حلاوة في التلاوة رق لها الفؤاد و ترقرقت العينان.
هل ندرك أننا في خضم موسم تجارة يوشك أن ينقضي و يذهب، و التاجر الذكي من يحوز منه ما امكنه
من ربح متاح تعددت ابوابه لا ينضب ، فهل بلغنا نصيب الطمع في العبادة، و نافسنا الاخرين فيه نبتغي الزيادة،
إن كنا تأخرنا فلنقدم، و ان كنا قصرنا فلنعوض، و ان كنا تراخينا فلنشد العزم و الحزم و للعهد نجدد.
بقي الثلثان و هما للتعويض عما فات كثير، و انت يا قارئ مقالتي هذه بها لجدير. فتوكل على العزيز القدير ،
و ابتغ لنفسك و اهلك الخير الوفير. و صلى الله على محمد البشير النذير و الحمد لله رب العالمين.
 

المواضيع المشابهة