السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في البداية اشكرك اخي الغالي على
المسابقة الشيقة و الممتعة و الهادفة
التي تناسب هذا الشهر الفضيل
فأنت كما عهدناك مميزا بكلماتك
و طرحك و اختيارك و فقك الله لكل خير
الاجابة هو الصحابي ابو ايوب الانصاري
ابو أيوب الأنصاري
رضي الله عنه
أبو أيوب الأنصاري واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري.
شهد: العقبة، وبدرا، وأحدا، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
روى أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ مائَة حَدِيث وَخَمْسَة وَخَمْسُونَ حَدِيثا. وروى عنه عدد من الصحابة.
وهو من الذين جمعوا الْقُرْآن حفظاً على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
وَكَانَ مع عَليّ بن أبي طالب، رضي الله عَنْهُ، ومن خاصته. فقد شهد أبو أيوب مع عَليّ الجمل وصفين، وَكَانَ عَلَى مقدمته يوم النهروان. وورد المدائن فِي صحبته.
كذلك لم يقعد عن الغزو في زمان عمر وعثمان ومعاوية، وشارك في غزاة يزيد بن معاوية بالقسطنطينية 49هـ
لم يتخلف عن الجهاد إلا عاما واحدا، عندما استعمل عَلَى الجيش رجل شاب، فقعد ذلك العام، فجعل بعد ذلك يتلهف، ويقول: وما علي من استعمل علي “.
إسلام أبي أيوب:
أسلم أبو أيوب أسوة بكثير من الأنصار، على يد مصعب بن عمير ورافقه إلى بيعة العقبة. وكان عمره 26 سنة.
في طليعة مستقبلي النبي صلى الله عليه وسلم:
في المدينة استقبل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول كل قبيلة اقم عندنا في العدة والعدد ويقول خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فلما انتهت إلى بيت أبى أيّوب الأنصاري بركت ووضعت جرانها في الأرض. فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَاحْتَمَلَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَحْلَهُ، فلما دعاه الناس إلى بيوتهم قال عليه الصلاة والسلام: -ح: “المرء مع رحله”.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب وأقام عنده سبعة أشهر إلى أن بنى المسجد.
فنزل النبي صلى اللّه عليه وسلم في السفل وأبو أيوب في العلو ثم استدرك أبو أيوب رعاية للأدب فعرض عليه التحول إلى العلو فقال: السُّفْل أرفق أي بأصحابه وقاصديه.
أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ نَزَلَ فِي بَيْتِهِ الأَسْفَلِ، وَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ فَهُرِيقَ مَاءٌ فِي الْغُرْفَةِ، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ لَنَا نَتَتَبَّعُ الْمَاءَ شَفَقًا أَنْ يَخْلُصَ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلْتُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَكَ، فَانْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ.
فَأَمَرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَتَاعِهِ فَنُقِلَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنْتَ تُرْسِلُ إِلَيَّ بِالطَّعَامِ، فَأَنْظُرُ فَإِذَا رَأَيْتُ أَثَرَ أَصَابِعِكَ وَضَعْتُ فِيهِ يَدِي، حَتَّى كَانَ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيَّ، فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَثَرَ أَصَابِعِكَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَجَلْ، إِنَّ فِيهِ بَصَلًا، فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَ مِنْ أَجْلِ الْمَلَكِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوا “.
من حرس رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام
كان أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ من عداد الذين تناوبوا على حراسة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم: *سعد بن زيد الأنصاري، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وسعد بن معاذ، ومحمد بن مسلمة، وبلال، وزكوان بن عبد قيس، وعباس بن بشير».
في غزوة بدر:
سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ: هَلْ لَكُمْ أَنْ نَخْرُجَ فَنَلْقَى الْعِيرَ لَعَلَّ اللَّهَ يَغْنِمُنَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ. فَخَرَجْنَا، فَلَمَّا سِرْنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ أُمِرْنَا أَنْ نَتَعَادَّ، فَفَعَلْنَا، فَإِذَا نَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلا، فَأَخْبَرْنَاهُ بِعِدَّتِنَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ وَحَمِدَ اللَّهَ، وَقَالَ: عِدَّةُ أَصْحَابِ طَالُوتَ.
حرسه في غزوة خيبر:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ صَفِيَّةُ دَخَلَ الْفُسْطَاطَ مَعَهُ السَّيْفُ وَاضِعًا رَأْسَهُ عَلَى الْفُسْطَاطِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ الْحَرَكَةَ، فَقَالَ: *مَنْ هَذَا؟» فَقَالَ: أَنَا أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَارِيَةٌ شَابَّةٌ حَدِيثَةُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ وَقَدْ صَنَعَتْ بِزَوْجِهَا مَا صَنَعَتْ فَلَمْ آمَنُهَا، قُلْتُ إِنْ تَحَرَّكَتْ أَكُونُ قَرِيبًا مِنْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *يَا أَبَا أَيُّوبَ» ، مَرَّتَيْنِ.
مما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَلْعَبَانِ عَلَى صَدْرِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّهُمَا؟ قَالَ: *وَكَيْفَ لا أُحِبُّهُمَا وهما ريحانتاي من الدنيا».
عن أبي أيوب الأنصاري قال: بينما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واقف إذ توجه تلقاء المغرب فسلم وأشار بيده فقلت (على من تسلم يا رسول الله) قال (على رجال من أمتي يكونون في هذا المغرب بجزيرة يقال لها الأندلس حيهم مرابط وميتهم شديد وهم ممن استثنى الله من كتابه ” فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله “).
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: *أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذْ يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] فَأَيْنَ الْخَلْقُ عِنْدَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: ” أَضْيَافُ اللَّهِ، فَلَنْ يُعْجِزَهُمْ مَا لَدَيْهِ»
عَنْ أَبِي أَيّوبَ الأَنْصَارِيّ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، إذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ، أَكَلَ مِنْهُ وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ إِلَيّ. وَإِنّهُ بَعَثَ إِلَيّ يَوْماً بِفَضْلَةٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا. لأَنّ فِيهَا ثُوماً. فَسَأَلْتُهُ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: “لاَ. وَلَكِنّي أَكْرَهُهُ مِنْ أَجْلِ رِيحِهِ”. قَالَ: فَإِنّي أَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ
عن أبي أيّوبَ الأنْصَارِيّ قالَ: “كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا أكَلَ أوْ شَرِبَ قالَ الْحمدُ لله الّذِي أطْعَمَ وَسَقَى وَسَوّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجاً”
عن أبي أيوب الأنصاري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى أحدكم الغائط، فلا ستقبل القبلة ولا يولها ظهره، شرقوا أو غربوا).
عَنْ أَبِي أَيّوبَ أَنّهُ قَالَ: حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: كُنْتُ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئاً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “لَوْلاَ أَنّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللّهُ خَلْقاً يُذْنِبُونَ، يَغْفِرُ لَهُمْ. إنما كتمه أولاً مخافة اتكالهم على سعة رحمة الله تعالى وانهماكهم في المعاصي، وإنما حدث به عند وفاته لئلا يكون كاتما للعلم.
موقفه المشرف في حديث الإفك:
كان من أكبر الشرف له. وهو القائل لزوجته أم أيوب حين قالت له: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ ـ أي في حديث الافك ـ فقال لها: أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ فقالت: لا والله. فقال: والله لهي خير منك فأنزل الله: ((لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)) (النور، الآية: 12).
أبقى بيته مكانا للضيافة:
قدم وفد نصارى نجران على النبي صلى الله عليه وسلم فصلوا صلاتهم في المسجد النبوي إلى الشرق وقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه “دعوهم”. ثم عرض عليهم الإسلام، فابوا وتعاهدوا على الجزية، وغادروا إلى اليمن. فلم يلبث السيد والعاقب(عضوا الوفد) إلا يسيرا حتى رجعا إلى النَّبِيّ – صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم – فأسلما وأنزلهما في دار أَبِي أيّوب الْأَنْصَارِيّ.
في خلافة عمر بن الخطاب:
عن سليمان بن يسار أن أبا أيوب الأنصاري خرج حاجا حتى إذا كان بالبادية من طريق مكة أضل رواحله، ثم إنه قدم على عمر بن الخطاب يوم النحر فذكر ذلك له فقال له عمر: إصنع كما يصنع المعتمر ثم قد حللت، فإذا أدركت الحج قابلا فاحجج وأهد ما استيسر من الهدى.
عن طاووس أن أبا أيوب الأنصاري كان يصلي قبل خلافة عمر ركعتين بعد العصر، فلما استخلف عمر تركهما، فلما توفي عمر ركعهما فقيل له ما هذا؟ فقال: إن عمر كان يضرب عليهما.
في عهد الخلفاء الراشدين غزا أبو أيوب في مصر والشام والعراق. شهد فتح مصر، وغزا بحرها.
حين حصر عثمان في بيته:
حين جَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي مُنِعَ فِيهِ عُثْمَانُ الصَّلَاةَ سَعْدُ الْقَرَظِ – وَهُوَ الْمُؤَذِّنُ – إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ؟ فَقَالَ: ادْعُ خَالِدَ بْنَ زَيْدٍ، فَدَعَاهُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَهُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ عُرِفَ أَنَّ اسْمَ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، فَصَلَّى أَيَّامًا ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ بِالنَّاسِ،
في خلافة الإمام علي:
شهد أبو ايوب أنه سَمِع رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” أَلا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلِيِّي، وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ، وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ، وَأَعِنْ مَنْ أَعَانَهُ “.
وعنه رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيَّ وَعَلَى عَلِيٍّ سَبْعَ سِنِينَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ مَعِي رَجُلٌ غَيْرُهُ “.
وحين بويع الإمام علي أشير عليه بآراء كثيرة منها قصد الشام ومحاورة معاوية ومنها قصد العراق ومنها قصد مكة حيث تقصده الناس وتبايع فأشار أبو أيوب عليه فقال:
يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو أَقمت بِهَذِهِ الْبِلَاد لِأَنَّهَا الدرْع الحصينة ومهاجرة للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبهَا قَبره ومنبره ومادة الْإِسْلَام فَإِن استقامت لَك الْعَرَب كنت فِيهَا كمن كَانَ وَإِن تشعب عَلَيْك قوم رميتهم بأعدائهم وَإِن ألجئت حِينَئِذٍ إِلَى الْمسير سرت وَقد أعذرت فَقَالَ عَليّ إِن الرِّجَال وَالْأَمْوَال بالعراق وَلنْ يصيبنا إِلَّا مَا كتب اللَّه لنا ثمَّ أَخذ بِمَا أَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وعزم على الْمقَام بِالْمَدِينَةِ وَبعث الْعمَّال على الْأَمْصَار إلى أن صدت خيل معاوية عامل علي على الشام وكان ما كان من الفتنة والمعارك.
وقدم أبو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وهو امير الْبَصْرَة يومها، فَفَرغَ لَهُ بَيْتَهُ وَقَالَ لأَصْنَعَنَّ بِكَ مَا صَنَعْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَمْ عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ فَقَالَ عِشْرُونَ أَلْفًا فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا وَعِشْرِينَ مَمْلُوكًا وَقَالَ لَكَ مَا فِي الْبَيْتِ كُلُّهُ.
وسار حتى ورد عليهم نهروان، فعسكر على فرسخ منهم، وارسل اليهم قيس بن سعد بن عباده، وأبا أيوب الأنصاري، فاتياهم للمفاوضة فأصر الخوارج على موقفهم، فانصرفا الى على، فأخبراه… وامر على بالنداء في الناس ان يأخذوا اهبه الحرب، ثم عبى جنوده، فولى الميمنه حجر بن عدى، وولى الميسره شبث بن ربعي، وولى الخيل أبا أيوب الأنصاري، وولى الرجاله أبا قتادة. فعبّى علىّ- عليه السلام- أصحابه، ورفع راية أمان مع أبى أيوب الأنصارى، فناداهم أبو أيوب فقال:
– *من جاء هذه الراية منكم، ممن لا يقتل ولا يستعرض، فهو آمن، ومن انصرف منكم إلى الكوفة، أو المدائن، وخرج من هذه الجماعة، فهو آمن. إنه لا حاجة لنا- بعد أن نصيب قتلة إخواننا منكم- في سفك دمائكم.» فقال فروة بن نوفل الأشجعى:
– *والله ما أدرى: على أىّ شيء، أقاتل علىّ بن أبى طالب.» فانصرف في خمسمائة فارس. وخرج إلى علىّ منهم نحو ذلك. وكانوا أربعة آلاف، وبقي منهم في المواجهة 2800 قتلوا عن آخرهم.
أبو أيوب خلال العهد الأموي:
عن داود بن أبي صالح (عن أبي أيوب) الأنصاري قال داود: أقبل مروان بن الحكم فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر أي قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال: نعم جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ولم آت الحجر سمعته يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله.
سنة 40 هـ، ارسل معاويه ابن أَبِي سُفْيَانَ بعد تحكيم الحكمين بسر بن أبي أرطاة- وَهُوَ رجل من بني عَامِر بن لؤي فِي جيش- فساروا من الشام حَتَّى قدموا الْمَدِينَة، وعامل علي عَلَى الْمَدِينَة يَوْمَئِذٍ أَبُو أيوب الأَنْصَارِيّ، ففر مِنْهُمْ أَبُو أيوب، فأتى عَلِيًّا بالكوفة، ودخل بسر الْمَدِينَة، واجبر القوم على مبايعة معاوية.
وفي سنة 23 هـ: غزا مُعَاوِيَة أرض الروم حَتَّى بلغ عمورية، وَكَانَ فِي ذَلِكَ أبو أيوب الأنصاري، وعبادة بن الصامت، وأبو ذر، وشداد بْن أوس.
الغزوة الأخيرة:
ارسل معاوية سنة 49 هـ، جيشاً كثيفاً مع سفيان ابن عوف، إلى القسطنطينية، وندب فيه ابنه يزيد، فأوغلوا في بلاد الروم، وحاصروا القسطنطينية، وكان في ذلك الجيش ابن عباس، وعمرو بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري وكان عمره قد قارب الثمانين.
وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: فَمَرِضَ فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: إِنْ أَنَا مُتُّ فَاحْمِلُونِي فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ. [وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لولا مَا حَضَرَنِي لَمْ أُحَدِّثْكُمْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ: مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ] .
وفاته ودفنه:
كان أبو أيوب رضي الله عنه عندما خرج في غزوة الفسطنطينية قد تقدمت به السن وأصبح شيخاً كبير وكان يقول: قال الله تعالى: ((انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا … )) (التوبة، الآية:41) لأجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً.
أغزى أبو أيوب، فمرض، فقال: إذا متُّ فاحملوني، فإذا صاففتم العدوَّ، فارموني تحت أقدامكم. توفي سنة 52 ه، وكان قد بلغ الثمانين، وحمله المجاهدون واقتربوا أقصى ما يكون إلى الأسوار ودفنوا أبا أيوب، وامروا بالخيل فجعلت تقبل وتدبر عَلَى قبره، حَتَّى عفا أثر القبر.
هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم ، من أهل المدينة ، ومن قبيلة الخزرج ، وأمه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس ، كان له ولد فمات ، وتوفي وليس له ولد يرثه ولما هاجر المسلمون من أهل مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين أبي أيوب ومصعب بن عمير رضي الله عنه اسلام ابي ايوب كان أبو أيوب الأنصاري من اوائل الذين أسلموا من أهل يثرب إذ أسلم قبل هجرة المصطفى إليها وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية مع من بايع من أهل المدينة ،وهي بيعة على الجهاد والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهاد أبي أيوب وقد شارك أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه في غزوة بدر الكبرى وغزوة أحد وبني النضير وبني قينقاع وبني قريظة وغزوة الأحزاب وسائر الغزوات ، ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل أبو أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه شغوفاً بغزو الكفار حتى مات رضي الله تعالى عنه ، فقد غزا القسطنطينية في الجيش الذي أرسله معاوية بن أبي سفيان لتلك المهمة ، ولم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عاماً واحداً ، فإنه استعمل على الجيش رجلاً شاباً فقعد ذلك العام ، فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول : ما علي من استعمل علي ،وما علي من استعمل علي ، وما علي من استعمل علي، وكان رضي الله تعالى عنه يقول (انفروا خفافاً وثقالاً)سورة التوبة الآية 41 ، لا أجدني إلا خفيفاً وثقيلاً