[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.7bal3rab.com/vb/backgrounds/17.gif');background-color:rgb(255, 20, 147);border:2px solid rgb(75, 0, 130);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
وَهَنَ جِسمُهُ لكن لَم يَتلاشَ من قائِمَةِ الأحياءِ رَسمُهُ.نَحُلَ عودَهُ لكنَهُ أذهَلَ العالَمَ بِصمودِهِ.قَدِروا على حُريَتِهِ فأوثَقوهُ بِالحَديدِ و السَّلاسِل، لكِنَهُم تَصاغَروا أمامَ إرادَتِه و ذَهَبَت مُحاولاتِ أسرِ روحَهُ بِلا طائِل.عَنيدُ مِن شَعبٍ أبِيٍ.عِملاقٌ لا يَحَني لِمُعتَدي. عَدِمَ آلاتُ الحَربِ و القِتال، لكِن لَم يَفِت في عَضدِهِ ضُعفُ الحال.خاضَ مَعركَةَ البُطونِ الخاوية.و خَصمُهُ سُلطَة آثِمَةٌ باغية.إن كانَت في المُفاوَضاتِ تُقدَمٌ التنازُلات، فَإنَّ أسيرَنا لَم يخضَع لتِلكَ القواعِد البَديهيات.فَأذعَنَ العَدُوُّ صاغِراً لِمَطلَبِه، ليتَنَسَّم بَطَلُنا الحُريَةَ و يَنَل إربَه.و لَم يَكُن هذا بالأمرِ الهَيِّن المُستطاع،غَيرَ أنَّ تَصميمَه على تحصيلِ مُبتغاهُ سِرُ عَمَلِهِ الشُّجاع. عافَ الطَعامَ منذُ أشهُرٍ طَويلة،و عَجِزَ سَجانوهُ عَن ثَنيهِ عَن القَرارِ و اختَبَروا كُلَّ جيلة.إن كُنتُ أختَلِفُ مَعَهُ في المَسلَك، فَلَستُ أبخَسُ حَقَه في تهنِئَتِه قَبلَ أن أُسبَقَ لِذلِكَ و أُدرَك.يا اللهُ كَم أذهَب الجوعُ بِملامِحِ وَجهِه،غَيرَ أنَّ عِنوانَهُ باقٍ و لَم يَتَغَير في كُنهِه.إن زَغرَدَ الأهلُ و احتَفى الأقارِب،و تَناثَرت الحَلوى و الأطفالُ بَينَ ناهِمٍ مِنها و طالِب.فَإنَّي لا أبرَحُ المَكانَ حَتّى أُدرِكُ غايَتي مِن الزيارَةِ،لِأعيشَ أجواءَ الظَفرِ بَعدَ الصَبرِ و أعي مَغزى العِبارَة.فَلَطالَما كانَ الفِلِسطينِيون الأسبَقَ لِلفِداءِ،و كُنّا نَكتَفي بِتَقَصي الأخبارَ عَتهُم و الثَّناء. و لَطالَما في كُتِبِ التأريخِ كانَت لَهُم تُفرَد، فُصولاً و أبواباً حِكاياتُها لَم تَزَل في الذهنِ تَتَرَدَد.فَأكرِم بِهِم مِن شَعبٍ سَخي،يَبذُل أغلى ما لّدَيهِ لِيَعيشَ بِكرامَةِ العَرَبي.و نَعودُ لِنُشارِكَ بَطَلَنا الفَرحَةَ و أنسُجُ الحُبكَة، و أزُجُ بِنَفسي مُتَناغِماً مَعَ كُلِ أُهزوجَةٍ و دَبكَة. إنّهُ عُرسٌ فِلِسطينيٌ جَديد،قَهَرَت فيهِ مَعِدَةٌ خاويَةٌ صَلابَةَ الحَديد.دُموعُ الفَرَحِ تِلكَ بِكَثرَةٍ أجِدها،و إشاراتُ الأصابِعِ بالنَّصرِلَم أفقِدها.أ هكذا عِندَهُمِ العُرسُ يَكون! فَايُّ عُرسٍ تُراهُ يَومَ لِلأقصى يَفتَحون.كَم تَخَيَلتُ نَفسي و أنا في بَغداد،أَنّي أُقَبِلُ جَبينَ ذلِكَ البَطلِ المُقداد.و أشُدُّ على يَديهِ مُصافِحاً،و اقضي طولَ عُمري عَن قَضِيَةِ شَعبِهِ بِالقَلَمِ مُنافِحاً.فَنَحنُ في العِراقِ و لا فَخَر، تَرَبَينا على حُبِ فِلِسطينَ مُنذُ الصِغَر
.و إنَّي لَأبتَهِلُ لِلمولى العَلِيَّ،أن يُكرَمَني بِصلاةٍ عِندَ الأقصى و تُرابِهِ الزَّكِيِّ.فَإن قَضَيتُ نَحبي و عَجِلَت لِيَ المَنونُ، فَيَكفي أن يعلَم بأُمنِيَتي أبطالُ غُصنِ الزَّيتونِ. كُنتُ عَن سامِرِ العيساوِيِّ أتحَدَّث و أُطري،فَهَنيئاً لَه الفِكاكُ مِنَ الأسر فَقَد أثارَ إعتِزازي بِهِ و فَخري.
و أطوي رِحلَتي في مُنتَدَى حُبِ العَرَب،و لِحُسنِ إصغائِكُمُ الشُكرُ و الإمتِنانُ وَجَب.كَتَبَها أخوكُم في لَيلَة صاحَبَها بَرد.فارِس بِلا جواد إسمُهُ "وَعد"..gif)
مع أطيب الأمنيات
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

وَهَنَ جِسمُهُ لكن لَم يَتلاشَ من قائِمَةِ الأحياءِ رَسمُهُ.نَحُلَ عودَهُ لكنَهُ أذهَلَ العالَمَ بِصمودِهِ.قَدِروا على حُريَتِهِ فأوثَقوهُ بِالحَديدِ و السَّلاسِل، لكِنَهُم تَصاغَروا أمامَ إرادَتِه و ذَهَبَت مُحاولاتِ أسرِ روحَهُ بِلا طائِل.عَنيدُ مِن شَعبٍ أبِيٍ.عِملاقٌ لا يَحَني لِمُعتَدي. عَدِمَ آلاتُ الحَربِ و القِتال، لكِن لَم يَفِت في عَضدِهِ ضُعفُ الحال.خاضَ مَعركَةَ البُطونِ الخاوية.و خَصمُهُ سُلطَة آثِمَةٌ باغية.إن كانَت في المُفاوَضاتِ تُقدَمٌ التنازُلات، فَإنَّ أسيرَنا لَم يخضَع لتِلكَ القواعِد البَديهيات.فَأذعَنَ العَدُوُّ صاغِراً لِمَطلَبِه، ليتَنَسَّم بَطَلُنا الحُريَةَ و يَنَل إربَه.و لَم يَكُن هذا بالأمرِ الهَيِّن المُستطاع،غَيرَ أنَّ تَصميمَه على تحصيلِ مُبتغاهُ سِرُ عَمَلِهِ الشُّجاع. عافَ الطَعامَ منذُ أشهُرٍ طَويلة،و عَجِزَ سَجانوهُ عَن ثَنيهِ عَن القَرارِ و اختَبَروا كُلَّ جيلة.إن كُنتُ أختَلِفُ مَعَهُ في المَسلَك، فَلَستُ أبخَسُ حَقَه في تهنِئَتِه قَبلَ أن أُسبَقَ لِذلِكَ و أُدرَك.يا اللهُ كَم أذهَب الجوعُ بِملامِحِ وَجهِه،غَيرَ أنَّ عِنوانَهُ باقٍ و لَم يَتَغَير في كُنهِه.إن زَغرَدَ الأهلُ و احتَفى الأقارِب،و تَناثَرت الحَلوى و الأطفالُ بَينَ ناهِمٍ مِنها و طالِب.فَإنَّي لا أبرَحُ المَكانَ حَتّى أُدرِكُ غايَتي مِن الزيارَةِ،لِأعيشَ أجواءَ الظَفرِ بَعدَ الصَبرِ و أعي مَغزى العِبارَة.فَلَطالَما كانَ الفِلِسطينِيون الأسبَقَ لِلفِداءِ،و كُنّا نَكتَفي بِتَقَصي الأخبارَ عَتهُم و الثَّناء. و لَطالَما في كُتِبِ التأريخِ كانَت لَهُم تُفرَد، فُصولاً و أبواباً حِكاياتُها لَم تَزَل في الذهنِ تَتَرَدَد.فَأكرِم بِهِم مِن شَعبٍ سَخي،يَبذُل أغلى ما لّدَيهِ لِيَعيشَ بِكرامَةِ العَرَبي.و نَعودُ لِنُشارِكَ بَطَلَنا الفَرحَةَ و أنسُجُ الحُبكَة، و أزُجُ بِنَفسي مُتَناغِماً مَعَ كُلِ أُهزوجَةٍ و دَبكَة. إنّهُ عُرسٌ فِلِسطينيٌ جَديد،قَهَرَت فيهِ مَعِدَةٌ خاويَةٌ صَلابَةَ الحَديد.دُموعُ الفَرَحِ تِلكَ بِكَثرَةٍ أجِدها،و إشاراتُ الأصابِعِ بالنَّصرِلَم أفقِدها.أ هكذا عِندَهُمِ العُرسُ يَكون! فَايُّ عُرسٍ تُراهُ يَومَ لِلأقصى يَفتَحون.كَم تَخَيَلتُ نَفسي و أنا في بَغداد،أَنّي أُقَبِلُ جَبينَ ذلِكَ البَطلِ المُقداد.و أشُدُّ على يَديهِ مُصافِحاً،و اقضي طولَ عُمري عَن قَضِيَةِ شَعبِهِ بِالقَلَمِ مُنافِحاً.فَنَحنُ في العِراقِ و لا فَخَر، تَرَبَينا على حُبِ فِلِسطينَ مُنذُ الصِغَر


و أطوي رِحلَتي في مُنتَدَى حُبِ العَرَب،و لِحُسنِ إصغائِكُمُ الشُكرُ و الإمتِنانُ وَجَب.كَتَبَها أخوكُم في لَيلَة صاحَبَها بَرد.فارِس بِلا جواد إسمُهُ "وَعد".
.gif)
مع أطيب الأمنيات

التعديل الأخير: