
لَم تَنَم طولَ لَيلَتِها، و لَم تَهدَأ لحظةً مقلَتُها، فَفي الصباحِ يَنتَظِرها مِشوارٌ عَسير، حَيثُ تُعطى ورقةً تُحَدِدُ لها المصير،تَصَرَفَت في البَيتِ بِمُنتهى العَصَبية،و تَشاجَرَت معَ أطفالِ البَيتِ كَأنَها صَبيَة!
لم تذق الطعام و لم ترتوي بشُرب،و تراها مُجهَدَةٌ أتى عليها الإرهاقُ و التَعَب، غادَرَت ملامحَ وجهِها المَرحُ، و اختَفَت من مُحَياها إماراتُ السَعادَةِ و الفَرَح، نَبَضاتُ قَلبِها تَخفِقُ بِشِدَة،تَسأَلُ نَفسَها إن كانَت لِذلِكَ اللِقاء مُستَعِدَة،سَهرَت معَ النُجومِ تَعدِها و تُحصيها،و بِأبسَطِ عِبارة يُمكِن أن تُبكيها! تَراها مخنوقةَ العَبَراتِ،و تَصاعَدت منها الزَفَراتُ و الشَهقاتُ،تَشكو لأصدِقائِها و تَطلبُ مِنهمُ الدُعاءَ، كَغَريقٍ وَسطَ موجٍ مُتَلاطِمٍ يَرومُ النَجاء،طارَدَتها الكَوابيسُ وَ هِيَ في يَقَظَتِها، و تَفاقَمَت علَيها الهَواجِسُ فَأقلَقتها، ذَبُلَت بَشَرَتها بَعدَ أن كانَت زَهرَةً ناضِرَة، و أمسَتِ العُيونُ مِنها حائِرَة،يا لَها مِن عَذاباتٍ تِلكَ التي تَمَكَنَت مِنها، و يا لَها مِن أوراقٍ إختَلَطَت عَلَيها و أوهَنَتها، كانَت يَداها تَرتَجِفانِ ، و وافَقَتها في الرَجفَةِ الشَفَتانِ، لَم تَذُق طَعمَ السُرورِ و الراحَةِ،و اكتَفَت بِالهَمسِ بَعدَ أن كانَت حُنجُرَتُها صَداحة، سَادَ في البَيتِ بِسَبَبِها الوُجومُ،و تَلَبَدَت فَضاءُ المَكانِ من الكآبةِ غُيوم، كُلُهُم يَتَمَنى أن لَو مِن راحَتِهِ يفديها، و يَجودُ براحَتِهِ لِأجلِ أن لا هكذا يُبقيها، في ذلِكَ اليوم أُعلِنَت حالَةُ الحِدادِ و أغلِقَتِ الطُرُقات، و سادَ جَوٌ مِنَ التَرَقُبِ و اختَفَت الحَرَكاتُ و السَكناتُ، و بِالكادِ تَنقَضي ساعاتُ اللَيلِ الطَويلة، و لَم يَكُن لَها مِن بُدٍ و لَم يكُ ثَمَةَ خيارٍ أو حيلَة، فَابتَدَأت تَحُثُ الخُطى نَحوَ مَصيرها المَحتومِ،و تُدرِكُ أن بَعدَ دَقائِقٍ يَكونُ قَرارَ الحُكمِ عَلَيها مَعلوم، فَتَثاقَلَت الخُطى و هِيَ تَقتَرِب مِن مَبنى المَدرَسةِ، و رَأسُها مُثقَلٌ بالأفكارِ المُخيفَةِ و استَبَدَت بِها الوَسوَسَة، فَلَم تَلبَث مَلِيّاً حَتَى نودِيَ عَلَيها فَأجابَت، و فَورَ إعلانِ النَتيجةِ أُغمِيَ عَلَيها ثُمَّ أفاقَت، قالوا لَها مُبارَكٌ لَكِ النجاحَ يا نَدى! فَزَغرَدَتِ البِنتُ و قالَت:
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
/
يَكفي يا وَعدُ أختُمِ القِصَةَ و أرِح قُلوبَ القُراءِ مِنها و لا تَعُد لهذا المَقلَبِ أبداً


شاركونا الفرحة و الضحكة بمناسبة نجاح الأخت ندى "دق التحية قدامك فلسطينية" و تَخرجها من الثانوية العامة. نتمنى لها المستقبل الزاهر و إستمرار النجاح الباهر في حياتها.
مع أطيب الأمنيات..
أخوكم: وعـد
.gif)