بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أخوتي بمنتدى حب العرب وزواره الأكارم
وأسعد الله اوقاتكم بكل خير
أما بعد:
فيما أحفظه من قصص وحكايات قديمة سمعتها من الكبار..هذه الحكاية..
أذكرها..لنلتمس منها العبر..
يحكى أن رجلا حكيماً أوصى غلامه عندما طلب الرحيل لحاجةً في نفسه وأن يبدأ حياته معتمداً على جهده , أن لايأكل ألا لحم الغزال ولا ينام الا على ريش النعام ولا يلبس الا الحرير..!!
أو أن يبقى تحت وصايته .
جامعاً له كل هذه الشروط التعجيزية مع علمه بضعف حالته المادية..وأستحالة أداء هذا الشرط..
فأنطلق الفتى يروم تأدية هذه الشروط ليبين للحكيم قدرته على الأعتماد على نفسه..
فأخذ يعمل بجد ونشاط .. مجتهداً بجمع المال من دون ان يدخل جوفه لقمة غير ما أشتُرط عليه..أو أن يغفوا قليلا..أو أن يغير ثوبه!!
حتى شارف على الهلاك..فوجد رغيفاً يابساً من الخبز..
فأخذ كسرة منها..فوجدها أطيب مما أكل من الطيبات في حياته..
ثم شرب من جوده قليلا من الماء .. فطيب بها نفسه .. وسد رمقها..
إلا ان في النفس شيء..!!
فأشتد به التعب والنعاس لكونه لم ينم اكثر من ليلة..
فغلبه النوم..فنام على الأرض وتوسد حجراً..كان في البرية..
حتى استفاق..وهو طيب النفس..
إلا ان في النفس شيء..!!
فرق لحال نفسه..وما وصل أليه..ثم ذهب ليكمل حياته معتمدا على نفسه في العمل والكسب الحلال..
فعُرف بين الناس بعدله وثقته ونصحه.. وصدقه وأمانته ..
وخدمته لهم ومحبتهم أياه .. لفصاحته وعلمه وأصبح يُشار أليه ويرجع أليه بالرأي .
الا أنه يرى من مظهره لايليق بما وصل أليه ..
فأخذ العزم على أن يشتري لنفسه ثوباً جديداً .. حسب علمه بأن قد يغير شيئاً تجاهه من الناس أو يزيد عليه..
فتوصل الى أنه لم يغير نظرة الناس أليه أو أن يزيد..
ولكنه لم يلبس الحرير..أو أن يأكل لحم الغزال أو ينام على فراش وفير من ريش النعام..فبقي في نفسه..أن لايكون قد وفّى بوعده لمربيه ومعلمه الحكيم..!!
فأستأذن الناس بعد ألحاح شديد في أن يزور الرجل الحكيم..ليعترف له بما جرى معه وفشله بمسيرته حسب علمه ووعده الذي قطعه على نفسه أمامه..
فقص عليه القصص..!!
فضحك الرجل الحكيم وبشره بصدقه..وسلامة أمره..بأنه مَلَكَ زِمام أمره ووفىّ بوعده..
ففهم مراد الرجل الحكيم من وصيته..
وفهمنا منه بأن لحم الغزال هو طعام الحلال الذي يُدخله بجوفه أو يُطعمه عياله!!
ومن هذه المقالة..جاء مضربا للأمثال في المثل السائد:
((حَلالٌ..كَلَحمِ الغَزالِ))..!!
وكما تعلمنا منه أن النوم الغلبة حتى لو كان على الأرض..متوسداً الحجر مرتاح البال .. أشرف من نوم الظالم..
أو متخماً..متقلباً على الفراش يطلب النوم .. وأن الشجاعة في ذلك هو
:أن ينام المرء والنوم يشتهيه .. لاهو يشتهي النوم..
لما فيه مردودات صحية للبدن .. من غير السهر..أو مبالغة .. ونقصد أيضاً المحافظة على توازن النوم والطعام والعمل ..
فعرف من بعد .. أن الحرير المراد به هو ما تجنيه النفس من القبول لدى الناس لا الملبس..وأن خير لباس هو التقوى..!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم
أبومحمد
البلسم العميري الورّاق
منتدى حب العرب
20كانون الثاني2016م
الموافق الأربعاء 10 ربيع الثاني 1437هـ
السلام عليكم أخوتي بمنتدى حب العرب وزواره الأكارم
وأسعد الله اوقاتكم بكل خير
أما بعد:
فيما أحفظه من قصص وحكايات قديمة سمعتها من الكبار..هذه الحكاية..
أذكرها..لنلتمس منها العبر..
يحكى أن رجلا حكيماً أوصى غلامه عندما طلب الرحيل لحاجةً في نفسه وأن يبدأ حياته معتمداً على جهده , أن لايأكل ألا لحم الغزال ولا ينام الا على ريش النعام ولا يلبس الا الحرير..!!
أو أن يبقى تحت وصايته .
جامعاً له كل هذه الشروط التعجيزية مع علمه بضعف حالته المادية..وأستحالة أداء هذا الشرط..
فأنطلق الفتى يروم تأدية هذه الشروط ليبين للحكيم قدرته على الأعتماد على نفسه..
فأخذ يعمل بجد ونشاط .. مجتهداً بجمع المال من دون ان يدخل جوفه لقمة غير ما أشتُرط عليه..أو أن يغفوا قليلا..أو أن يغير ثوبه!!
حتى شارف على الهلاك..فوجد رغيفاً يابساً من الخبز..
فأخذ كسرة منها..فوجدها أطيب مما أكل من الطيبات في حياته..
ثم شرب من جوده قليلا من الماء .. فطيب بها نفسه .. وسد رمقها..
إلا ان في النفس شيء..!!
فأشتد به التعب والنعاس لكونه لم ينم اكثر من ليلة..
فغلبه النوم..فنام على الأرض وتوسد حجراً..كان في البرية..
حتى استفاق..وهو طيب النفس..
إلا ان في النفس شيء..!!
فرق لحال نفسه..وما وصل أليه..ثم ذهب ليكمل حياته معتمدا على نفسه في العمل والكسب الحلال..
فعُرف بين الناس بعدله وثقته ونصحه.. وصدقه وأمانته ..
وخدمته لهم ومحبتهم أياه .. لفصاحته وعلمه وأصبح يُشار أليه ويرجع أليه بالرأي .
الا أنه يرى من مظهره لايليق بما وصل أليه ..
فأخذ العزم على أن يشتري لنفسه ثوباً جديداً .. حسب علمه بأن قد يغير شيئاً تجاهه من الناس أو يزيد عليه..
فتوصل الى أنه لم يغير نظرة الناس أليه أو أن يزيد..
ولكنه لم يلبس الحرير..أو أن يأكل لحم الغزال أو ينام على فراش وفير من ريش النعام..فبقي في نفسه..أن لايكون قد وفّى بوعده لمربيه ومعلمه الحكيم..!!
فأستأذن الناس بعد ألحاح شديد في أن يزور الرجل الحكيم..ليعترف له بما جرى معه وفشله بمسيرته حسب علمه ووعده الذي قطعه على نفسه أمامه..
فقص عليه القصص..!!
فضحك الرجل الحكيم وبشره بصدقه..وسلامة أمره..بأنه مَلَكَ زِمام أمره ووفىّ بوعده..
ففهم مراد الرجل الحكيم من وصيته..
وفهمنا منه بأن لحم الغزال هو طعام الحلال الذي يُدخله بجوفه أو يُطعمه عياله!!
ومن هذه المقالة..جاء مضربا للأمثال في المثل السائد:
((حَلالٌ..كَلَحمِ الغَزالِ))..!!
وكما تعلمنا منه أن النوم الغلبة حتى لو كان على الأرض..متوسداً الحجر مرتاح البال .. أشرف من نوم الظالم..
أو متخماً..متقلباً على الفراش يطلب النوم .. وأن الشجاعة في ذلك هو
:أن ينام المرء والنوم يشتهيه .. لاهو يشتهي النوم..
لما فيه مردودات صحية للبدن .. من غير السهر..أو مبالغة .. ونقصد أيضاً المحافظة على توازن النوم والطعام والعمل ..
فعرف من بعد .. أن الحرير المراد به هو ما تجنيه النفس من القبول لدى الناس لا الملبس..وأن خير لباس هو التقوى..!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخوكم
أبومحمد
البلسم العميري الورّاق
منتدى حب العرب
20كانون الثاني2016م
الموافق الأربعاء 10 ربيع الثاني 1437هـ
التعديل الأخير: