
أحبتي في منتدى حب العرب,تحية طيبة و بعد:
هَل كانَ بإختيارهِ أن يَكونَ مُعاقاً أو مبتَلى بِعاهَةٍ تَفرِض عَلَيهِ واقِعا لا يَتَمنّاهُ صَيحُ البَدَن مِن نَظرَةِ الآخَرينَ إليهِ و عَدَم تَعاطُفَهُم مَعَهُ و فَوقَ ذلِكَ إزدِرائَهُم لَهُ و تَنَوُّع أشكالِ السُّخرِيَةِ مِنهُ,أما أن يَصِلِ الأمرُ إلى حَدِّ مُحاوَلَةِ إستغلالِ عاهَتِهِ و إعاقتهِ لأغراضِ التسلية و الضَّحِك كَما يَحدُث في الأعمالِ الفَنِّيَةِ بِإسنادِ هكذا أدوارٍ لأشخاصٍ فيهم هكذا علاماتٍ فارقة في خِلقتِهِم,فهذا أمرٌ يُثيرُ إمتِعاضي و إمتِعاضِكمُ حتى و إن تَمَّ بِمُوافَقَةِ صاحِبِ الشَّأنِ التي تَكونُ موافقَتُه عادةً مُتَحَصَّلَة مُقابِل إغراء مالي جزيلٍ لإستقطاب الجَمهورِ و إثارَةِ إعجابهم,و ما دَعاني لإثارَةِ هذا الموضوعِ هو ما قَرَأتُ عن مواطِنٍ أصيبَ بِمَرَضٍ تَسَبَّبَ بِوَرَمٍ ضَخمٍ في وَجهِهِ أدَّى إلى تَشويهِ ملامِحِهِ,و المُصيبَةُ أنَّ عائِلَتهُ تَلَقَّت عَرضاً مُغرِياً مِن إحدى إدارات السَّيركِ هناكَ عِندَهم لِإستِغلالِ عاهةِ إبنَهُم و تَقديمهُ للجمهور في فقراتٍ تَرفيهيةٍ إلى جانِبِ الحَيوانات! و صُعِقَ المَريضُ لَدى سَماعِهِ لِلخَبَر و حاولَ الإنتِحارَ على أن يَتَحمَّلَ هكذا إذلالٍ و إمتِهانٍ لِإنسانِيَتِهِ و تَحصيلِ أرباحٍ ماديةٍ على حِسابِ مَأساتِهِ,فَتَدَخَلَتِ الحكومةُ و قَرَرَت إجراءَ عمليةٍ على نَفَقَتِها.
و هُنا تُثارُ بَعضُ الأسئِلَةُ إستَحضَرتُها و أنا أكتُبُ هذهِ المَقالةِ و أرجو أن تُشارِكوني آرائَكُم:
1.ما هُوَ رَأيكُم في هذه الظاهِرَةِ التي لا شك لاحظتُم أمثِلَةٍ عنها في التِلفاز, هل تُبَرِرونَ أن تَكونَ مَصدَرُ دَخلٍ لأصحابِها الذينَ قَد تَحولُ إعاقَتِهم دون الحصول على وظيفةٍ أو عَملٍ ما يَتطلبُ جِسما سليماً خالياً مِن الأمراض؟
2.ألَيسَ هؤلاء الأشخاص هُم بَشَرٌ مِثلُنا و وَجَبَ مواساتِهم و النظرُ إلَيهِم بِعينِ العَطفِ, ما هوَ تَصَرُفَكَ الشَّخصي مَعَهُم حينَ تُقابِلَهُم في طريقِكَ إبتِداءاً مِن نَظرةِ عُيونِكَ و إنتِهاءاً بِما قَد ينطِقهُ لِسانَكَ أو تفعلهُ يَداكَ؟
3.هل مِنَ المنطِقِ أن تُؤيِدَ قيامِ بَعضِ الأسرِ بإيداعِ مَرضاهُم لَدى دور الرِّعايَةِ الصِّحِيةِ و دور العَجَزةِ إستِثقالاً مِنهُم بالرُغمِ مِن أنَّ حالَتُهم لا تُسَبِّبِ العَدوى أو يَكونُ بالإمكانِ تَحَمُلُ تكاليفِ عِلاجِهمِ و هُم في بيوتِهم؟ألا تَعتَبِر هذه أزمَة في الضَّميرِ الإنساني تَحتاجُ إلى وَقفَةٍ؟
4.هَل نَترُكُ هؤلاء الفِئَةِ منَ النّاسِ و نُلقي بِأعباءِ تَدبيرِ أمورِهِم على الحُكوماتِ لِوَحدِها حتَّى و إن كانَت مقتَدِرَةٍ على ذلِكَ أم مِن الواجِبِ تَنميةَ روحُ التَّكافلِ الأجتِماعي و تَشجيعِ النَّشاطاتِ المُجتَمَعِيَّةِ و الإسهام في جمع تَبَرُعاتٍ و التَّثقيفِ لَها كَونَّها نابِعَةٌ مِن روحِ الإسلامِ و قِيَمِهِ الأصيلةِ؟
5.و أخيراً, كَلِمَةُ مُواساةٍ تُقَدِّمَها لهؤلاء المَرضى تُخَفِفُ عَنهُم تَعكِس شُعورَكَ تِجاهَهُم؟
مع أطيب الأمنيات
"فارس بلا جواد"
الإثنين, 20 تشرين*الأول, 2014