

هُم لِلصُّمودِ عِنوانٌ و آيَة,و طالما أعمَلوا بالعَدُوِّ بِصَبرِهم كُلَّ نِكايَة, تَستَطيعُ أن تَهدِمَ الدُّورَ عَلى رُؤوسِهِم,لكِن يَستَحيلَ أن تَكسِرَ إرادَةَ التَّحَدّيَ في نُفوسِهِم،إجعَل مِن بَيتِ أَحَدِهِم أحجاراً وَ أطلالاً,وَ عُد لِتَجِدهُ قَد نَصَبَ خَيمَةً فَوقَها وَ أوثَقَ لَها حِبالاً,يَتَكَلَّمونَ بِمثلِ لُغَتِنا لا اختِلاف،إلا مُفرَدَةُ الإستِسلامِ مَحذوفَةً عِندَهُم أَو تَعَرَضَّت لِلمَحوِ وَ الإتلافِ,تَسَبَّبَت قَذيفَةُ صاروخٍ بِثُقبٍ في جِدارِ الصَّفِّ,فَلَم يَكُن هذا مُوجِباً لِأَن يَترُكوا دِراسَتَهُم و يَركِنوا كُتُبَهُم عَلى الرَّفِّ,وَ مِنَ الطَّبيعِيِّ أن يُخلفَ هَديرُ القَصفِ مِزاجاً سَيِّئاً عَلَى القِراءَةِ وَ يُضعِفَ التَّركيزَ,إلّا مَعَهُم فَقَد كانَ باعِثاً عَلى زِيادَةِ النَّشاطِ و عامِلاً لِلتَّحفيزِ, وَ لا نَستَغرِب هذا مِن شَعبٍ يَستَحوِذ عَلى نَصيبِ الأَسَد, مِن شَهادَةِ الدُّكتوراهِ عالَمِيّاً فَغَبِطَهُم مَن غَبِطَ وَ حَسَدَهُم مَن حَسَد, تَكَيَّفوا مَعَ عَذاباتِ السِّنينَ فَصَنَعَت مِنهُمُ أبطالاً, وَ تَحَدَّوا أعتى الصِّعابِ وَ وَجَدوا لَها تَرويضاً و استِسهالا,فَلَم يَكُن بِالغَريبِ أن يَكونَ لِهَيئَةِ التَّدريسِ,حَظّاً مِن هذا الفَخرِ و المَعدَنِ النَّفيسِ,فَالإخلاصُ مِن كَوادِرِ التَّعليمِ نَحَسَبُهُ,و الجِدُّ و الإجتِهادُ مِن جانِبِ التَّلاميذِ يُكمِلَهُ, فَلا تَحولُ ظُروفُ الحَربِ مِن إحتِفائِهِم بِالعامِ الدِّراسِيِّ الجَديدِ,وَ لَو كانَ هذا عَلى أطلالِ مَدرَسَةٍ و قاعَةُ صَفِّ طالَها مِنَ القَصفِ تَدميرٌ شَديدٌ,فَهَل وَعَيتُمُ الدَّرسَ الأوَّلَ يا طُلابَنا في باقِيَ الأوطانِ,مِمَّن تُقعِدَكُم ظُروفٌ أقَلُّ وَطأَةً عَن الدِّراسَةِ مِن هذا الشَّعبِ المُكافِح الرافِضِ لِلذُّلِ و الهَوانِ,فَليَكُن هذا مُستَهَلِّ مِشوارِكُم في الدِّراسَةِ,تَتَعَلَّمونَهُ مِن تَلاميذِ غَزَّةَ و تُبادِرونَ إلى اقتِباسَه,و تَهنِئَتي لَكُم بِالعامِ الجَديدِ’فَأنتُم بَراعِمُ البِناءِ لِمُستَقبَلٍ يُعيدُ الأمَّةَ لِمَجدِها التَّليدِ, مِن مُنتَدى حُبُّ العَرَبِ دَوَّنتُ مَقالَتي,وَ شُكري لِمَن تَفَضَّلَ مانِحاً مِن وَقتِهِ لاستيعابِ رِسالَتي, وَ ما كُنتُ لِأكتُبَ شَيئاً لَولا الإلهامُ الَّذي أوقَدَت في ذِهني جَذوَتَهُ,الصُّورَةُ الّتي تَصَدَّرتِ المَوضوعَ أعلى صَفحَتَهُ,فَلَهُم مِنِّي التَحِيَّةَ و التَّقديرِ,و إنَّ أحَدَهُم بِهذا الإحتِفاءِ و التَّكريمِ لَجَدير,...........................
مَع أطيَبِ الأُمنِياتِ

"فارِس بِلا جواد"
مُنتدى حب العرب
السبت, 20 أيلول, 2014