[OVERLINE]
أحبتي في منتدى حب العرب.تحية طيبة. و بعد:
أحببت أن تكون لي هذه البصمة البسيطة للتكلم عن حدث كبير هو هلاك الطاغية شارون.. فأقول:
سَنَواتٌ و أنتَ كَالمومياءِ لكِنَّكَ غيرُ مُسَجى،و كالجُثمانِ غَيرَ أنكَ لم توارى.لَم يُفهَم إن كُنتَ من الأحياءِ فَيعنى بِكَ, أم مِنَ الأمواتِ فَتُغَيبُ في الثَّرى لِتَلقى رَبَّكَ. فأيُّ آيةٍ ربانيةٍ كانَ الهلاكُ،و أي رِسالَةٍ قويةٍ أراد أن يَعيَها الطُغاةُ مِمّن أذَلَّك و أرداك. يا شارون..سَبَقَ إلى جَسدكَ الدودُ و العَفَن،قَبلَ أن تَدخُلَ الرِّمس و تُغَطّى بالكَفَن. هذا إن لَم تكُن هناكَ مراسِمٌ أخرى عِندَكُم لِلجنازَةِ، تُغايرُ ما عِندنا و تَدورُ بَينَ البِدَعِ و المَكروهِ و الإجازة. و إن كُنتُ على يَقينٍ لا يَغلِبَهُ شَكٌ أو ظنونٌ، بِأنَّهُ لَدَيكُم من شَعوذَةِ الكهنةِ مالا يتَمنى عاقلٌ أن يَعمَلَ بِها لَه بَعد المنون. فَتَعالَ أيُّها المِسخُ و قُل، بِأيِّ إثمٍ نِلتَ هذا المَصيرِ المُذِل. أم تُتِح لِي المَجالُ لِأُخبِرَك،فَأسوءَك و أقُضُّ عَلَيكَ مَضجَعَك. و مَن قالَ بِأنَّك نِلتَ راحةً بَعدَ عَذاب، أوَ لَيسَ القَبرُ لَكَ الآنُ سِجنٌ آخَرُ أم أنَّهُ مَحضُ مَرقَدٌ و تُراب. و أيُّ دَعوةُ مَظلومٍ تِلكَ التي أورَدَتكَ البلايا قَبلَ الحُتوفِ، و أيُّ قَطرةُ دَمٍ سَفَكتَها أعقَبَت عَليكَ اللَعناتِ مِما أزكَمتَ من فِعالِكَ الأنوف.فَافرَحي يا فِلِسطينُ فَقَد هوى صَريعاً هذا السَّفاحُ، لِتَقَرَ الأعينُ الحَزينَةُ و لِتُغادِرَ مِن رُبوعِها الأتراحُ. فَمَصرَعٌ كَهذا لِلعالَمينَ آية، فَاينَ مَن يَفطِن لِهذا مِن البَرايا. و حَدِّثني عن مَجازرٍ لَكَ مِن عشراتِ السِّنينِ، ما زالَت رَوائِحُ الدَّمِ تَنبَعِث مِن يدَيكَ الآثِمَتَينِ.و كَم عِثتَ فَساداً في الأرضِ و المُمتَلكاتِ، و استَهَنتَ بِحُرمَةِ المُعتَقَداتِ و المُقَدَّساتِ.سابَقتَ أسلافَكَ في الإجرامِ،و أفنَيتَ عُمرَكَ في مُحارَبَةِ الإسلام. و ها أنت اليَومَ تُمحى مِن خارِطَةِ الوُجود، و يَشمَت بِكَ مَن أذَقتَهُم الامَرَينِ لِينالوا بِنَبَأِ هَلاكِك شيئاً منَ السُّعود. يا شارون.. حَدِثني مِن التُربَةِ التي دُنِسَتَ بِجثمانِك،و قُل لي أَلَيسَ اللهُ قَد أذَّلَكَ و أهانَك. فَهَلّا زُرتَ أقرانَكَ في الظُلمِ و البَغي في المَنامِ، لِتَكون لَهُم ناصِحاً قَبل أن يُلاقوا سوءَ المُنقَلَبِ و الخِتام. أَم أنَّهُ قَد جَرَت عَلَيهِم المَقاديرُ، بأنَّ ما يَنتَظِرَهُم شَرٌّ مُستَطيرٌ. يا شارون..و أنتَ في غَياهِبِ الغَيبوبَةِ قَبلَ المَوتِ، كَم مِن كابوسٍ لضَحاياكَ أتاك لِيُذَكِرَكَ بِما جَنَيت. و هَل لَدَيكَ إحصاءٌ بِمَن قَضى نَحبَهُ على يَدَيك، أم أنَّكَ لَم تَضَع في الحُسبانِ ما خَبَئَهُ القَدَرُ إلَيك. و ها أنتَ الآن بِلا صِفَةٍ بلا إعتبارٍ و لا عِنوان، مُغَيَّبٌ عَنِ الأنظارِ أبداً و مآلُكَ الخُسران. لِمثلِ يَومِكَ فَليَعتَبِرُ الجَبابِرَة، و لِيَتَعِظ بِقِصَتِكَ الطُغاةُ فَفَوقَهُم قٌوَةُ الجَبارِ قاهِرَة. و مَعها دَعواتُ المَظلومينَ، سِهامٌ لا تُخطِئُ بابَ الإجابةِ و إن أبطَأت لِسِنين. فَمُبارَكٌ لَكِ يا أرضَ الأقصى و أولى القِبلَتَين، فَلَكِ ربٌ لا يُضَيِّعَكِ و مُنجِزٌ لِوَعدِهِ و لَو بَعدَ حين.
كَلِماتٌ بَسيطَةُ إكتَتَبَها على خَجَل، عِراقيٌ أحَبَّ فِلِسطينَ و يَرجو زيارَتَها مُحَرَرَةً قَبلَ دُنُوِ الأجَل. في أروِقَةِ مُنتدى حب العَرَب أمهَرتُها، مُتاحَةٌ لِمَن شاءَ أن يَتَصَفَحَها. و لَكُم الشُكرُ و العِرفانُ لَزًم، على حُسنِ إصغائِكُم لما ارتَجَلتُهُ مِن كَلِم.
مَعَ أطيَبِ الأمنيات
فارس بلا جواد
الجمعة, 31 كانون*الثاني, 2014[/OVERLINE]

أحبتي في منتدى حب العرب.تحية طيبة. و بعد:
أحببت أن تكون لي هذه البصمة البسيطة للتكلم عن حدث كبير هو هلاك الطاغية شارون.. فأقول:
سَنَواتٌ و أنتَ كَالمومياءِ لكِنَّكَ غيرُ مُسَجى،و كالجُثمانِ غَيرَ أنكَ لم توارى.لَم يُفهَم إن كُنتَ من الأحياءِ فَيعنى بِكَ, أم مِنَ الأمواتِ فَتُغَيبُ في الثَّرى لِتَلقى رَبَّكَ. فأيُّ آيةٍ ربانيةٍ كانَ الهلاكُ،و أي رِسالَةٍ قويةٍ أراد أن يَعيَها الطُغاةُ مِمّن أذَلَّك و أرداك. يا شارون..سَبَقَ إلى جَسدكَ الدودُ و العَفَن،قَبلَ أن تَدخُلَ الرِّمس و تُغَطّى بالكَفَن. هذا إن لَم تكُن هناكَ مراسِمٌ أخرى عِندَكُم لِلجنازَةِ، تُغايرُ ما عِندنا و تَدورُ بَينَ البِدَعِ و المَكروهِ و الإجازة. و إن كُنتُ على يَقينٍ لا يَغلِبَهُ شَكٌ أو ظنونٌ، بِأنَّهُ لَدَيكُم من شَعوذَةِ الكهنةِ مالا يتَمنى عاقلٌ أن يَعمَلَ بِها لَه بَعد المنون. فَتَعالَ أيُّها المِسخُ و قُل، بِأيِّ إثمٍ نِلتَ هذا المَصيرِ المُذِل. أم تُتِح لِي المَجالُ لِأُخبِرَك،فَأسوءَك و أقُضُّ عَلَيكَ مَضجَعَك. و مَن قالَ بِأنَّك نِلتَ راحةً بَعدَ عَذاب، أوَ لَيسَ القَبرُ لَكَ الآنُ سِجنٌ آخَرُ أم أنَّهُ مَحضُ مَرقَدٌ و تُراب. و أيُّ دَعوةُ مَظلومٍ تِلكَ التي أورَدَتكَ البلايا قَبلَ الحُتوفِ، و أيُّ قَطرةُ دَمٍ سَفَكتَها أعقَبَت عَليكَ اللَعناتِ مِما أزكَمتَ من فِعالِكَ الأنوف.فَافرَحي يا فِلِسطينُ فَقَد هوى صَريعاً هذا السَّفاحُ، لِتَقَرَ الأعينُ الحَزينَةُ و لِتُغادِرَ مِن رُبوعِها الأتراحُ. فَمَصرَعٌ كَهذا لِلعالَمينَ آية، فَاينَ مَن يَفطِن لِهذا مِن البَرايا. و حَدِّثني عن مَجازرٍ لَكَ مِن عشراتِ السِّنينِ، ما زالَت رَوائِحُ الدَّمِ تَنبَعِث مِن يدَيكَ الآثِمَتَينِ.و كَم عِثتَ فَساداً في الأرضِ و المُمتَلكاتِ، و استَهَنتَ بِحُرمَةِ المُعتَقَداتِ و المُقَدَّساتِ.سابَقتَ أسلافَكَ في الإجرامِ،و أفنَيتَ عُمرَكَ في مُحارَبَةِ الإسلام. و ها أنت اليَومَ تُمحى مِن خارِطَةِ الوُجود، و يَشمَت بِكَ مَن أذَقتَهُم الامَرَينِ لِينالوا بِنَبَأِ هَلاكِك شيئاً منَ السُّعود. يا شارون.. حَدِثني مِن التُربَةِ التي دُنِسَتَ بِجثمانِك،و قُل لي أَلَيسَ اللهُ قَد أذَّلَكَ و أهانَك. فَهَلّا زُرتَ أقرانَكَ في الظُلمِ و البَغي في المَنامِ، لِتَكون لَهُم ناصِحاً قَبل أن يُلاقوا سوءَ المُنقَلَبِ و الخِتام. أَم أنَّهُ قَد جَرَت عَلَيهِم المَقاديرُ، بأنَّ ما يَنتَظِرَهُم شَرٌّ مُستَطيرٌ. يا شارون..و أنتَ في غَياهِبِ الغَيبوبَةِ قَبلَ المَوتِ، كَم مِن كابوسٍ لضَحاياكَ أتاك لِيُذَكِرَكَ بِما جَنَيت. و هَل لَدَيكَ إحصاءٌ بِمَن قَضى نَحبَهُ على يَدَيك، أم أنَّكَ لَم تَضَع في الحُسبانِ ما خَبَئَهُ القَدَرُ إلَيك. و ها أنتَ الآن بِلا صِفَةٍ بلا إعتبارٍ و لا عِنوان، مُغَيَّبٌ عَنِ الأنظارِ أبداً و مآلُكَ الخُسران. لِمثلِ يَومِكَ فَليَعتَبِرُ الجَبابِرَة، و لِيَتَعِظ بِقِصَتِكَ الطُغاةُ فَفَوقَهُم قٌوَةُ الجَبارِ قاهِرَة. و مَعها دَعواتُ المَظلومينَ، سِهامٌ لا تُخطِئُ بابَ الإجابةِ و إن أبطَأت لِسِنين. فَمُبارَكٌ لَكِ يا أرضَ الأقصى و أولى القِبلَتَين، فَلَكِ ربٌ لا يُضَيِّعَكِ و مُنجِزٌ لِوَعدِهِ و لَو بَعدَ حين.
كَلِماتٌ بَسيطَةُ إكتَتَبَها على خَجَل، عِراقيٌ أحَبَّ فِلِسطينَ و يَرجو زيارَتَها مُحَرَرَةً قَبلَ دُنُوِ الأجَل. في أروِقَةِ مُنتدى حب العَرَب أمهَرتُها، مُتاحَةٌ لِمَن شاءَ أن يَتَصَفَحَها. و لَكُم الشُكرُ و العِرفانُ لَزًم، على حُسنِ إصغائِكُم لما ارتَجَلتُهُ مِن كَلِم.
مَعَ أطيَبِ الأمنيات
فارس بلا جواد
الجمعة, 31 كانون*الثاني, 2014