بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي من أعضاء منتدى حب العرب وزواره الأكارم
السلام عليكم ..وبعد:
وقبل أن نودع عامنا هذا ونستقبل عام جديد..جعله الله علينا عام تصالح مع النفس وصلح مع الله
أقدم بين أيديكم هذا الموضوع ...نسأل الله الفائدة للجميع...
*( قيل وقال بلية بين الجاني والضحية..بقلمي!!)*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي زكّى الأرواح وهذبها وعلّمها وأدّبها .. وهداها وفطرها على أمرِ أن تطيعه ولاتعصيه .. وخلق الأجساد لتحملها فكانت منها النفوس التي بقيت على العهد , ومنها مَن نكثت فعصت وتكبّرت ومنها من غوت فأذنبت وتابت ومنها من تناصف الخير والشر بها .. فهي متأرجحةً بين السبيلين ..أذ تعصف بها رياح الكفر والشر تارةً فتبعدها عن ربها ثم تجتذبها نسائم الخير والشكر وتعود نادمةً لباريها وهكذا الأنسان يجهل مصيره وبأي الأعمال سيُختم له..
سادتي الأكارم..أشكر أخي عشاب المدينة,,الأستاذ: مثنى المرهج ,,عن مناقشته الهامة والحساسة والتي نشرها على صفحته في موقع فيسبوك بعنوان ((قيل وقال)) مما شدني لكتابة هذا الموضوع الذي أرَّق كرماء النفس من الناس عن معالجة لهذا الداء المستخف بعظم بلاياه ,, وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم..!!
أخوتنا الأكارم:
لنكون على دراية بخفايا وأسرار هذا الجرم وأسباب وعواقب هذه الأصابة وفن نجاة أنفسنا منها بعد التعرف وعن كثب بحجم هذه الكارثة الأجتماعية والانسانية..!!
*أبدأ من أداة الموضوع {{قال أو قيل}} كلاهما من وزن فعل والفعل قَالَ ثلاثي الحروف هوعملٌ صدر من مكلف وهو الأنسان ولهذا الفعل ثلاثة أوجه كارثية وهي: أيذاء وهدم وقتل..!!
– أولاهما الأذى بالكلام - وهو(الشر والخير والسكوت) فالسكوت وعدم المشاركة هو أستماع تأييد وشهود وهلاك لمن يجالسهم من دون أبداء النصح لهم - وكلام الشر صدقاً كان فهو غيبة ونميمة وأن كان كذباً فهو بهتان ومن شروره قذف المحصنات أوالزور- وكلام الخيرهوالمحمود منهم أذا توافر الصدق فيه والكذب مسموح لاصلاح ذات البين
وثانيهما الهدم – والهدم عكس البناء وهنا الهدم (السمعة والأسم والبلد) فهدم سمعة المتكلم عليه من الناس هو طعن بالظهر وحرق لصحيفة الشخص بمحيطه وأذلال لعائلته ومستقبلها المعيشي في المجتمع – والأسم هو النسب والذرية أي أنتسابه لعائلة معروفة بمناقبها وأصولها . والذرية هم أبناء وبنات الشخص الى أبد الآبدين – وأما البلد فأقصد به المجتمع الذي يعيش به ذلك الشخص رجلا كان أم أمرأة وطُعِن من بينهم فكان من ذلك الطعن سبباً لأشاعة الفاحشة بين المجتمع ككل.. وتعلمون حضراتكم أن الفرد هو من أسس أسرته وبجمع الأسر تكون منه المجتمع..فَمن منا يفرح بأنتسابه لمجتمع يُشار أليه بالرذيلة وسوء الخُلق..بالتأكيد لا أحد .. فهل من المعقول نترك مدينة ولدنا وترعرعنا بها من أجل كذبة أو كلمة لم يثبت حقيقتها صادق ورع.. وشهود عدول!!
وثالثهم القتل..وقتل النفس قتل للبشرية جمعاء..والقتل هنا(الذرية والمجتمع والمروءة)فقتل الذرية عزوف الرجل عن التزوج من أمرأة مطعون بها صدقا أو كذباً وأمتناع العائلة من تزويج أبنتهم لرجل أوعائلة مطعون بهم صدقاً أو كذبا وهذا هو قتل لذريتهما بسبب الطاعنين بهم – وقتل المجتمع هو أنحطاط الأخلاق الكريمة والتآخي والثقة وحفظ الجار. أَوَ لايُعتبر خراب سمعة أسرة وعزلها ونبذها تفكك لها يضر بالمجتمع ويحد من تآلفه – وقتل المروءة موت لمعاني هيبة الناس ورقة قلوبهم مما يتيح تسلط عدوهم عليهم فينخر نسيجهم ويهدم قوائم عمران مجتمعهم ولله در القائل :
تلك المروءة أُرثيها وأندبها.........................
.........................فقد فقدنا كثيراً من غواليها
فبالمروءة يحيا الناس في سلم......................
..............................وبالدناءة آفات نقاسيها
فأن ظفرت بما يُحيي ضمائرهم....................
........................... فقد ظفرت لدنيانا بآسيها
فكل داء زماني فقدُ همَّته...........................
....................وخير شافِ نفوس الناس باريها
فنجِّنا ربنا من كل عاديةٍ............................
.....................ومن شرور نفوسٍ نامَ قاضيها
فهل يستحق الأمر أن نهلك بسببهم أوأن نحمل خطاياهم ويُشوّى خلقنا بالنار؟؟
وأمر آخر لايفوتنا ذكره هنا: وهو طرف آخر بالقضية وهو أن يتجنب الأنسان مواطن الشبهه.. فيحمى نفسه ومجتمعه من أكل لحمه وطعنه..فيقطع بذلك على الشيطان طريقه ووسوسته ويرده الى نحره..فيُنجي نفسه وأهله ومجتمعه ..
فقلما يثبت من كثرة الرمي ثابتٌ؟؟
وأخيراً سادتي لنكون دعاة للخير مصلحين لنرقى بمجتمعنا ونحيا حياةً نسعد بها ونُسعِدُ غيرنا ونفوز بالرضا وكرامة الدارين...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
البلسم العميري
منتدى حب العرب
20/12/2014
التعديل الأخير: