يَمامةٌ حلَقَت في سَمائي إذ أنَها**أُعجوبةٌ في الحُسنِ ما تَمَنَيتُ سِواها
تُرَفرِفُ قُربَ أسوارَ قلبي فاقتَحَمَتهُ**فهيأتُ بِساطاً من الحريرِ لِمَلقاها
تَناغَمَت نبَضاتُ قَلبي مع رَفرَفَتِها**وكأن طيفي يَطيرُ حَيث كانَ فَضاها
قد كُنتُ أعدَدتُ لَها شِراكاً لأستَميلها**و لَم أدرِ أنَّ شِراكَ عَينَيها لِلروحِ سَباها
حَسِبتُ أنَّ النَواعِمَ تُرَّوَضُ إن لاطَفتها**و نَسيتُ بِأنَّ لها كيداً حاشاهُ أن يُضاهى
وَ رُحنا نُلقي الطُعمَ لأنفُسِنا على مَهلٍ**مُكابَرَةً منا أيُنا يَنطِقُ بِما القَلبُ أخفاها
و ما كانَ الطُعمُ سوى حركاتٍ و تَصَنُعٍ**لأنَ قلوبنا نطقت قبل الألسُنِ و الأفواها
و لَم يَغِب عَن بالي غُرورَ الأنثى فَبادَرتُها**فالتواضعُ من شِيَمِ المُحِبين لِتَقُرَّ عيناها
قُلتُ لها بِأنّ هُناكَ فَتىً يَطلُبُ وَصلَكُم**قالَت:طَلَبُهُ مُجابٌ كَما قَضَت بذلك الشِفاها
()()()()()()()()()()
"فارس بلا جواد"