يا حادي الركب بالصائمين أبلغهم سلاما**إذا باتوا لربهم سجدا و قياما
و أكرم بنفوس أنابت لله و صامت شهره*و لم يتعذروا فكانوا أهلا لهذا المقاما
و لكأني أراهم كجند طالوت إذ أبتلوا بنهر**فقليل من أطاع إنقيادا و إستسلاما
و الباقون إنغمسوا فيه و تعجلوا خيراته**فتحسروا بعدها و أظهروا النداما
فكم من صحيح بلا علة فرط في صومه**و كم من عليل تحامل على الآلاما
و أنى لنا التفريط به و هو ركن لديننا**فإن تركناه عمدا فعلى الدين سلاما
و كيف لعاقل أن يحرم نفسه من أجره**و يحيد عن بركته فينال وزرا و غراما
و إن تزامن الشهر مع حر الصيف و قيظه**فعلى قدر المشقة يكون الأجر تماما
روى التأريخ لنا عن سلف أمتنا إذ كانوا**يتحرون أحر الأيام فيقضوه صياما
فمن كان هذا دأبه في كل حين متصبرا**باعد اللهُ النارَ عنهُ ستين عاما
فيا من أبطأت عن قافلة الخير إلحق بها**و دعك من التسويف فأنت تجهل الختاما
و لا تزهد بباب الريان إذ أعد للصائمين**تبارك الرحمن ما عبدناه حقا و تماما
:رمضان كريم:
"فارس بلا جواد"