يا أيُها القرطُ أراكَ في قربها جداً مفرطُ**متنعمٌ أنت في مداعبةِ أذنيها و تُحَوِطُ
و أنتَ يا مشطُ كم خِصلةً فزتَ بملامستِها**و كم مرةً تَسرحُ في جدائلها مُغتَبِطُ
و يالَ حَظوةِ الأساورِ في تَطويقِ معصمِها**و الخلخالُ بِقَدمَيها المعطرتينِ مرتبطُ
و لا أكتمُ غَيرتي من حِجابها إذ أئتَمنَته**و حَوَطَ بغطائهِ الأسود شَعَرها آسرٌ متسلطُ
و لَيتَ كُحلَ العينِ يرأف بي إن أبصَرتهُ**ألا يعلمُ كم تُثيرُجنوني سوادُهُ و النقطُ
و يَغضُ الطَرفَ عن ملامَتي السِواك وَيحَهُ**أ تُراه لا يَدنو من الشَفتَينِ لَثماً أو يَشتَرِطُ
و ليتَني كالحِناءِ أُخَضِبُ منكِ الكفينِ أُزَيِنُها**و تَقبِضُ عَلَيَ أنامِلكُ بِلُطفٍ و لا تَنبَسِطُ
و هَل يَخفى عليكِ أيتُها المحبوبُ رسمَها**أني رُبَما نِلتُ مِمَن شَكَوتُهُم و أتَورطُ
هكذا عَلمني الهَوى و لَستُ أُظهِرُ تَهاوُناً**إن شُغِلتِ عَني فَلا عُذرٌ و لا حلٌ وَسَطُ
()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()()
" فارس بلا جواد "