أختي الكريمة..حواء عصرك و زمانك،و أن تدخلين بيت الزوجية مصحوبة بالبركة و أطيب التهاني فإني أهديك بعضا من هذه النصائح التي لن تخفى عليك جلها و لن يفوتك مضمون بعضها،فأقول لك و أنت تودعين أركان بيت أسرتك التي إحتضنتك و بذلت جهدها في تنشئتك إلى بيت جديد و أسرة جديدة قد لا تحظين منهم بالود المرتجى منهم أو الإحتفاء المطلوب من جانبهم،فلا تمتعضي و لا تتذمري و ليكن شغلك الشاغل التشبث بزواجك و شريك حياتك و لتبذلي جهدك في إسترضائهم إكراما لمن إختارك زوجته و أنيس رفقته،و لا تكابري و تنتظري دلالا كالذي كان في بيت والديك،فأنت الآن مضطلعة بمسؤوليات و مهام تفرض عليك التحلي بالصبر و مسايرة الواقع الجديد بمرونة حتى نيل الظفر،و غالبا ما تكون أس المعضلة هي والدة زوجك،فإن ظفرتي بودها دان البقية لذلك و عشت حياتك بصفاء و هناء فهي الرقم الأصعب فحاولي بدهائك إحتوائها و إستمالتها لجانبك بشتى الأساليب منها:
1.إيصال رسالة لوالدة الزوج مفادها بأنها صاحبة الفضل عليك لأنها منحتك أفضل هدية و هو إبنها الذي حملته في بطنها 9 أشهر و سهرت على تربيته حتى بلوغه و نضجه،فمهما فعلت لن تفي حقها و ليس في هذا من مبالغة،فهو الآخر له حقوق عليك من عظمها قال عنها الرسول الكريم صلوات ربي و سلامه عليه[لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها]أو كما قال عليه الصلاة و السلام.
2.ثناؤك و إطرائك على زوجك أمام والدته و التعبير عن حبك و إعجابك به و أن لا مثيل له في الدنيا ضروري لإسترضاءها و كسب جانب ودها.
3.حث زوجك على أن يغدق عليها الهدايا و يفهمها بأن هذا من إقتراحك أو أنها منك وفقا للحديث الشريف(تهادوا تحابوا)].
4.مهما قست عليك بالكلام أو أغلظت بالقول فلا تجعلي الإبتسامة تغادر محياك و نظرة الود لها تفقدها عيناك و تفهمي بأن هذا من باب غيرة لها طبيعية كونها تشعر بأن إبنها أضحى ملك إمرأة أخرى بعد أن كان في حظوتها.فليكن اللين عدتك و الرفق وسيلتك لتحتوي هكذا أزمات بحنكتك و حكمتك و أنت الرابح الأكبر أولا و أخيرا. 5.لا تنسي بأن الزواج هو لإكمال الرجل لنصف دينه.فكوني خير معين له و لا تكوني سببا في تفريطه بنصف دينه إن عق والدته من أجلك و تبوءا بإثمها و تكوني مصدر شقائه في الدنيا بفقدانه رضا والدته و في الآخرة بسخط رب العالمين عليه.
6.لو حدثت خصومة بينكما أضطررت إليها و لو من بعيد.فليس من اللائق أن تستنصري بزوجك على والدته و لا يجدر به أصلا أن يوقفها معك كالخصوم ليقضي بينكما و كأنكما في المنزلة سواء،فهذا يجرح شعورها و يصيبها بخيبة أمل من أمل حياتها،و في كل الأحوال يطيب خاطرها و مبادرتك بالإعتذار لها و تقبيل رأسها أمامه يعظم من منزلتك في قلبه و تنالين وده و إحترامه أكثر و أكثر.
7.قد تختبرك والدة زوجك بكلام الغاية منه إظهار تذمرك من مستوى المعيشة مثلا أو طباع في زوجك قد لا تروق لك،و هنا أقل ما يتوجب عليك هو السكوت أو الإيحاء لها بسرورك و إرتياحك و عدم تأففك من شيء.و هذا ما يمنحك إعجابها و تقديرها لشخصك مما يبني جسور مودة بينكما و تتحقق الألفة.
8.إندماجك في محيط العائلة و إقتباس طباعهم و التأقلم معهم و الحرص على التفاني في رعايتهم و عدم إنطوائك في معزل عنهم أنت و زوجك_هذا مع فرض عدم الإختلاط ومراعاة متطلبات الحجاب الشرعي_ يساهم في إستحواذك على مكانة طيبة في نفوسهم و عدم جعل الوالدة تفكر بإستئثارك بفلذة كبدها دونهم،
و هناك أمور ثانوية أخرى أتركها لك و لإسلوبك الخاص في التعاطي معها،و أرجو أن أكون قد أضفت شيئا مفيدا لخزانة معلوماتك مما جمعته من جهدي البسيطو أفكاري الخاصة،و لتكن في قصص السلف لك مثالا يحتذى و منها قصة فاطمة بنت الخليفة عبد الملك بن مروان التي كانت ترفل بالنعيم و الدلال في قصر أبيها و تركت هذا كله لتعيش في كنف زوجها و إبن عمها عمر بن العزيز رحمه الله تعالى و صبرت على شظف العيش و فاقته،و لكنها كانت من أسعد النساء آنذاك.
و أتمنى لكم سعادة الدارين،و عيشا هانئا و سرورا غير منقطعين،و صلى الله تعالى و سلم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين.
بقلمي و نقلته هنا للفائدة
.gif "than tnx")
