بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين ..
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه الشيخان :( يا أبا ذر.. أحكم السفينة فإن البحر عميق واستكثر الزاد فإن السفر طويل ، وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود ، وأخلص العمل فإن الناقد بصير)
بهذا التعليم النبوي، يفصل جوانب عديدة ومتشابكـة ،، عن إحكام السفينة ،، والاستكثار من زاد المسافر ،، وتخفيف الحمل ،، وإخلاص العمل..!!
لتسير سفينتك في أمواج البحر المتلاطمة ، ولتصل الى برالأمان آمنه أمينه سالمة ..
فعن أي سفينة يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وأي بحر هذا ؟ وأي سفر ؟ كلها أسئلة تحتاج من العبد أن يقبل بسمعه وعقله وبصره ، بل بكل جوارحه ، ليتخيل مشهد السفينة في بحر عميق متلاطم الأمواج !! فيجب أن تكون السفينة محكمة ، لتعبر فيها هذا البحر بأمن وأمان !! ولن تكون السفينة محكمة إلا بأعمال صالحات ، ترجو ثوابها يوم الحساب !!
فالله يحب إتقان العمل في كل شيء ! وكان صلى الله عليه وسلم يوصى به ! ، ويقول : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ! ولما جاء الرجل ( المسيء في صلاته ) وصلى صلاته ، ولم يحسن أداء الصلاة - قال له « ارجع فصلّ فإنك لم تصل». ثم أرشده للصواب ! وقال « اركع حتى تطمئن راكعاً ... » فانظر لأهمية الإتقان ! نعم - ولذلك قال " صلوا كما رأيتمونى أصلي» وكان إذا مرّ بآيه فيها تسبيح سبح - وإذا مر بأية فيها سؤال سأل . وإذا مر بآية فيها عذاب استعاذ منه . الله !!
إتقاناً للعمل ليضمن عظيم الأجر .
{ إنا لا نضيع اجر من أحسن عملاً }.
ثم قال الحبيب عليه الصلاة والسلام :
« واستكثر الزاد فان السفر طويل »
فما أطول هذا السفر ! إنه سفر إلى الآخرة ! وفيه ظلمات كثيرة ! ظلمات تتبعها ظلمات ! فظلمة عند الموت ! وظلمة في القبر ! وظلمة يوم الحشر ! وظلمة على الصراط ! { ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} إنه سفر طويل يحتاج لزاد كثير ! وحين تنقضي الأيام يشعر العبد بالأسى والندم على ما ضيع فيها ! يقول عبد الله بن مسعود: (ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه ونقص فيه أجلي ولم يزد عملي)
نعم أخي ! نعم أختي ! اغتنموا الفرصة ! واسمعوا للشاعر :
فإن تك بالأمس اقترفت إساءة فبادر بإحسان وأنت حميد
ولا تبق فعل الصالحات إلى غد لعل غداً يأتي و أنت فقيد
إذا المنايا أخطأتك و صادفت حبيبك فاعلم أنها ستعود
ثم قال صلى الله عليه وسلم في جانب آخر : « وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود» وما أكثر الأحمال والعقبات يوم القيامة !! وما أثقلها في يوم يشتد فيه غضب الله تعالى ! لأن الناس يأتون ويقفون بكل أعمالهم ! فبالله عليكم ! كيف يكون حال العبد بحمل ثقيل ، وأمام عقبة كؤود ؟؟؟ هل يستطيع في ذلك الموقف العظيم أن يتحرك بنفسه ! وهو في حال وصفه الله بقوله ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدا الحناجر كاظمين }
ثم قال صلى الله عليه وسلم «وأخلص العمل فإن الناقد بصير» ويقول رب العباد في الحديث القدسي «أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل العمل يريد الأجر من غيري فهو لغيري» سبحان الغنى! يقول عبد الله بن عباس: الرياء في الأمّة كدبيب نملة سوداء في ليلة ظلماء على صخرة صماء !فاحذر أن تقع في هذا الجب المظلم ! فتصرف العبادة لغير الله فتكون من الخاسرين !
هذه وصايا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم للمحب ! عسى أن يجتمع المحبون مع من أحبوا ! وختاما يقول صلى الله عليه وسلم «من تشبه بقوم فهو منهم و من تشبه بقوم حشر معهم » والله أسأل أن يجعلنا ممن أحسنوا العمل ، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بهذه العبارات الرائعة
" يا أبا ذر: لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف ،
ولا تقوى كحسن الخُلُق
.........
أما بعد :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين ..
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه الشيخان :( يا أبا ذر.. أحكم السفينة فإن البحر عميق واستكثر الزاد فإن السفر طويل ، وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود ، وأخلص العمل فإن الناقد بصير)
بهذا التعليم النبوي، يفصل جوانب عديدة ومتشابكـة ،، عن إحكام السفينة ،، والاستكثار من زاد المسافر ،، وتخفيف الحمل ،، وإخلاص العمل..!!
لتسير سفينتك في أمواج البحر المتلاطمة ، ولتصل الى برالأمان آمنه أمينه سالمة ..
فعن أي سفينة يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وأي بحر هذا ؟ وأي سفر ؟ كلها أسئلة تحتاج من العبد أن يقبل بسمعه وعقله وبصره ، بل بكل جوارحه ، ليتخيل مشهد السفينة في بحر عميق متلاطم الأمواج !! فيجب أن تكون السفينة محكمة ، لتعبر فيها هذا البحر بأمن وأمان !! ولن تكون السفينة محكمة إلا بأعمال صالحات ، ترجو ثوابها يوم الحساب !!
فالله يحب إتقان العمل في كل شيء ! وكان صلى الله عليه وسلم يوصى به ! ، ويقول : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ! ولما جاء الرجل ( المسيء في صلاته ) وصلى صلاته ، ولم يحسن أداء الصلاة - قال له « ارجع فصلّ فإنك لم تصل». ثم أرشده للصواب ! وقال « اركع حتى تطمئن راكعاً ... » فانظر لأهمية الإتقان ! نعم - ولذلك قال " صلوا كما رأيتمونى أصلي» وكان إذا مرّ بآيه فيها تسبيح سبح - وإذا مر بأية فيها سؤال سأل . وإذا مر بآية فيها عذاب استعاذ منه . الله !!
إتقاناً للعمل ليضمن عظيم الأجر .
{ إنا لا نضيع اجر من أحسن عملاً }.
ثم قال الحبيب عليه الصلاة والسلام :
« واستكثر الزاد فان السفر طويل »
فما أطول هذا السفر ! إنه سفر إلى الآخرة ! وفيه ظلمات كثيرة ! ظلمات تتبعها ظلمات ! فظلمة عند الموت ! وظلمة في القبر ! وظلمة يوم الحشر ! وظلمة على الصراط ! { ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} إنه سفر طويل يحتاج لزاد كثير ! وحين تنقضي الأيام يشعر العبد بالأسى والندم على ما ضيع فيها ! يقول عبد الله بن مسعود: (ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه ونقص فيه أجلي ولم يزد عملي)
نعم أخي ! نعم أختي ! اغتنموا الفرصة ! واسمعوا للشاعر :
فإن تك بالأمس اقترفت إساءة فبادر بإحسان وأنت حميد
ولا تبق فعل الصالحات إلى غد لعل غداً يأتي و أنت فقيد
إذا المنايا أخطأتك و صادفت حبيبك فاعلم أنها ستعود
ثم قال صلى الله عليه وسلم في جانب آخر : « وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود» وما أكثر الأحمال والعقبات يوم القيامة !! وما أثقلها في يوم يشتد فيه غضب الله تعالى ! لأن الناس يأتون ويقفون بكل أعمالهم ! فبالله عليكم ! كيف يكون حال العبد بحمل ثقيل ، وأمام عقبة كؤود ؟؟؟ هل يستطيع في ذلك الموقف العظيم أن يتحرك بنفسه ! وهو في حال وصفه الله بقوله ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدا الحناجر كاظمين }
ثم قال صلى الله عليه وسلم «وأخلص العمل فإن الناقد بصير» ويقول رب العباد في الحديث القدسي «أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل العمل يريد الأجر من غيري فهو لغيري» سبحان الغنى! يقول عبد الله بن عباس: الرياء في الأمّة كدبيب نملة سوداء في ليلة ظلماء على صخرة صماء !فاحذر أن تقع في هذا الجب المظلم ! فتصرف العبادة لغير الله فتكون من الخاسرين !
هذه وصايا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم للمحب ! عسى أن يجتمع المحبون مع من أحبوا ! وختاما يقول صلى الله عليه وسلم «من تشبه بقوم فهو منهم و من تشبه بقوم حشر معهم » والله أسأل أن يجعلنا ممن أحسنوا العمل ، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بهذه العبارات الرائعة
" يا أبا ذر: لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف ،
ولا تقوى كحسن الخُلُق
.........