في الساعة الثامنة من مساء الخميس، في 12 تشرين الثاني، بثت قناة ستار التركية الحلقة الأولى من المسلسل التاريخي الشهير (السلطانة كوسيم – muhtesem yuzel kosem)، التي امتدت لثلاث ساعات كاملة. وتصدرت الحلقة الأولى المسلسلات التركية الأكثر مشاهدة في يوم الخميس، إذ جاء ترتيبها في المركز الثاني، بفارق يكاد لا يذكر، بعد الموسم العاشر من المسلسل التشويقي الشهير (وادي الذئاب)، الذي احتلّ المركز الأول بنسبة المشاهدة الأسبوعية. وتصدر نجاحه الجماهيري الهائل الصفحات الأولى الرئيسية للصحافة الورقية والإلكترونية، تحت عنوان: (السلطانة كوسيم) يشعل حرب المنافسة بقوة بينه وبين المسلسلات التركية المنافسة له.
وكانت حلقته الأولى الناجحة جداً فنياً وجماهيرياً، بعد أن صوّرت وأخرجت بمستوى بصريّ وتقنيّ عالميّ، وأطلقت أبطال المسلسل: هوليا أفشار، إسراء ديرمانجي أوغلو، إكين كوتش، قادر دولو، متي هوروز أوغلو، إركان كولتشاك كوستينديل، تولين أوزين، غولغان أرسلان، الفنانة اليونانية الصغيرة أنستازيا تيسليمبيو، التي تؤدي المرحلة الأولى من شخصية السلطانة كوسيم، قبل بطلته الرئيسية النجمة التركية بيرين سات، التي ستستلم منها تتمة المرحلة الثانية من الحلقة العاشرة تقريباً.
يختطف الجنود العثمانيون أنستازيا من منزل والدها، الذي يقع على جزيرة يونانية صغيرة، حيث اختبأت مع شقيقتها الصغرى في مخبأ سري، ولم تخرج منه إلا بعد تهديد الجنود والدتها. ويتمّ اختطاف أنستازيا، قبل أن يرمي القائد العثماني كيس مال ثمناً للفتاة، من دون أيّ مبالاة بتوسلات الوالد أو الوالدة.
وفي إحدى الحانات، التي توقف فيها القائد ومساعدته السمراء وأنستازيا لتناول الطعام، قبل مواصلتهم الطريق إلى حيث يقيم باقي الجنود، تطلب أنستازيا النجدة، وتحرّض البعض عليهم، وتفرّ من الجميع، فيلحق بها رجال آخرون أعداء للعثمانيين. لكن شاباً وسيماً ينقذها منهم، ثمّ يلحق به خاطفها ومساعدته السمراء، ليتبيّن أنّ الشاب هو أحد جنود الجيش العثماني، فيحدث بينهم لحظة انسجام عابرة، فتهديه رباط فستانها الحريري، فيحتفظ به باهتمام، ما يكشف انطلاق شرارة حبّ في قلبه، قد يتطور مستقبلاً، وتقاد أنستازيا إلى قصر السلطنة الأول، حيث يتم تسليمها إلى مسؤولة الجواري الماكرة جنات (إسراء ديرمانجي أوغلو)، التي تحاول ترويضها عبر ضربها بالسوط وتهديدها وتخييرها بين جنة الطاعة أو جهنم التمرّد وعصيان الأوامر. تستسلم الفتاة قليلاً، وتنضم إلى قوافل جواري القصر في مقرّ إقامتهن. وبعد أيام، تكتشف أثناء فرار إليزابيث، قطة السلطانة صفية البيضاء، سرداباً سرياً يقودها إلى حديقة ملكية. وأثناء تسلّقها أغصان شجرة ورد، تشعر بقدوم غريب، فيصيبها الذعر، وتقع بين ذراعيه فجأة، فيتدحرجان معاً على الأرض، ويتعرف الأمير أحمد الأول (إكين كوتش)، الذي يصبح سلطاناً في الحلقة ذاتها، إلى صاحبة الصورة، التي سرقت النوم من عينيه، فيحدّثها وهي لا تعرف هويته وأصله، فيعجب بها كثيراً.
وفي الخفاء، تدبر مؤامرة ضد السلطان أحمد الأول، الذي توّجته جدته السلطانة صفية سلطاناً على البلاد، التي تقع تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية العظيمة، إثر وفاة والده، حيث يأتي مجهول في الظلام ويقطّع أصفاد أسد، لعلمه بنيّة السلطان أحمد في رؤيته، ما يستفزّ الأسد فيقوم بقتله. وبالفعل، يأتي السلطان أحمد الأول، ومعه مشعل، فيهجم عليه الأسد ويجرحه. لكن أحد رجال السلطان المخلصين يقتله فوراً، قبل أن يعاجل الأسد السلطان بضربة أخرى.
وتُكتشف أصفاد الأسد المقطوعة بفعل فاعل، ويشعر الجميع بمؤامرة تستهدف السلطان والعرش، فيزداد خوف والدته وجدته على سلامته.
وتنتهي الحلقة، والأمير وأنستازيا يتقابلان وجهاً لوجه في خلوة، لأول مرة معاً؛ فهل ستبادله أنستازيا الحبّ وتنسى أنها صارت جارية لا حول لها ولا قوة؟ وربما تغويه حتى تصعد إلى قمة السلطة معه في بلدها الجديد!
وحققت الحلقة الأولى هذه، من الموسم الأول من (السلطانة كوسيم) الكثير من الجدل والانتقادات حول أداء أبطاله وبطلاته. وكان أداء هوليا أفشار شخصية السلطانة صفية، جدّة السلطان أحمد الأول، محور الجدل، إذ أعجب البعض بأدائها دور السلطانة صفية الجبّارة والقوية، فيما عبّر البعض عن عدم إعجابهم بأدائها، عاقدين مقارنة بينها وبين السلطانة الأم نبهات شهري، التي باعتقادهم قدّمت أداء أفضل في (حريم السلطان) على مدار موسمين كاملين.
والحلقة الأولى نجحت في جذب ملايين الأتراك إليها، فيما ينتظر جذب ملايين العرب والأجانب عند عرض النسخ المدبلجة عنه باللغات الأجنبية.