بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والصلاة والسلام على النبي الكريم وآل كل وصحب كل وسائر الصالحين الى يوم الدين.
أما بعد:
نعم أيها السادة:
إن عدالة السماء المتمثلة بهذا الجانب ..أي ببر الآباء أو عقوقهم قد ترتلت به آياتٍ كُثر.. وترجمتها السنة النبوية بعد ذلك.فأستنارت بها النفوس القريبة من الله ونفرت منها كل روح خبيثة ونفسٍ لاترى إلامن خلال منظارها الضيق في تفضيل نفسه وتصديق أعماله ومداراة مصالحه الشخصية وعلى حساب كائن مَن يكون..!!
سادتي الأفاضل:
لاأود اليوم التحدث عن سِرِّ حُب ذوي النفوس المريضة ..لأنفسهم..
ولكن سيكون كلامي كُله عن النفوس الطيبة النقية المُحِبة للخيرِ و التي رأت رأي العين إنَّ بِرَّ الآباء تقيها عقوق الأبناء ~ فعمِلت لنفسها هذا الأنجاز وأدخرته لدنياها ..وأخراها.
فنالت بذالك رضا الرحمن مع طمأنينةٌ وراحةُ بالٍ أعقبتهُ رضاً في النفس..
أحبتي الكرام :
لو نظرنا وأياكم..مِن منظارٍ آخر ~ هل إنَّ شفقة الآباء على أبنائهم والسهر على راحتهم في صحتهم ومرضهم وتلبية متطلباتهم من أركان الأيمان والدين ويحاسب عليه الشارع الحكيم كما يحاسب العاق لوالديه ..؟؟
بالتأكيد لا..لأنه أمرٌ غريزي يفعله كل البشر بمختلف أديانهم وألوانهم وثقافاتهم ..وأمر فطري عند كل الحيوانات بمختلف فصائلها.
فأن الله سبحانه وتعالى شدد في وصاياه للمؤمنين بأن يبر الأبن أبواه ..أحدهما أو كلاهما ويخدمهم..
فإنَّ في ذلك أيها الأخوة لَحياةٌ لكل قلب سليم..كما وأختلفت درجات البارِّين لوالديهم وكلٌ على حسب تفانيه بخدمتهما . . كقصة سيدنا أويس القرني وكيف وصل ببر أمه العجوز الى وصل من مكانة رفيعة عند الله ورسوله ..
وكما قلت لحضراتكم في بداية حديثي سأقص عليكم قصتين متقاربتين ومختلفتين في المغزا والمنهج ..
فالأولى :.في أنتباه المقصر أو العاق لأبيه وعودته من فعلته ..والثانية عن ثمرة البر والأحسان ولمسها بيديك..؟؟
أما الأولى فكان لرجل أبناء صغار ويعيش معه والده الشيخ العاجز ..أي جَدُّ أولئك الأطفال..
وكان الرجل قد أعد صحناً زجاجياً خاصاً يضع فيه الطعام لأبيه ..وكما تعلمون أخوتي أن الرجل الكبير كثيرا ما لا يسيطر على نفسه بسبب الأرتعاش أو الضعف . فيكسرها..
فذهب الرجل الى النجار ليصنع له صحناً قوياً من الخشب لأبيه..
فَأجاءَ بذلك الصحن للبيت ورآه أحد أبنائه !!
فقال لأبيه كلاماً نَزَلَ كالصاعقة على قلب الرجل..؟؟
قال له ~ يا أبي أن هذا الصحن قوياً ولا ينكسر وحتى لو مات جدي سَندخره لأطعامك عندما تكبر..!!
فأنتبه الرجل فعمد لهذا الصحن وكسَّره وعاد عن ذنبه ..لخدمة أبيه الشيخ العاجز..
وأما الثانية التي هي ثمرة بر الآباء ..والأحسان أليهم ..
حدثت لرجل كان باراً بوالده ..وهذا الرجل أصبح مسنناً وتعلمون أخوتي أن أكثر أهل الريف والبادية كانو أذا أرادوا قضاء الحاجة يذهبوا للعراء ..خلف تلة أو شجرة وغيرها..لأنه لا توجد كما اليوم ما نسميها المرافق الصحية..؟؟
ففي يوم صيفياً حاراً أخذ أبن هذا الرجل البار ليعينه على قضاء حاجته فجلس عنده فأخذ الأبن فوضع خصيَتَي أبيه بيده ورفعها عن الأرض حتى لاتشاك بشيئ أو يلسعها حر الأرض .فقالَ له أبيه كلاماً بتأوه
آه ياولدي..لقد غلبتني يابُنَيَّ ..؟؟
أنا ماقصَّرت مع والدي ..أبداً ..
ولكني لم أضع يدي تحت خصيته..!!
بالتأكيد ..للذين أحسنوا الحُسنى وزيادة..والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ..
سبحان الله ..ولو فتشنا حينها بقلب هذا الرجل لما وجدنا به إلا أن يعود الزمن به ليضع قلبه بدل يديه .. ولكن هيهات ..هيهات .. فهذا نصيبك من الأحسان ..أيها الأنسان..
وههنا الفارق التكليفي بين بنو البشر والحيوان..
والحمد لله في بدءٍ وفي الختمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والصلاة والسلام على النبي الكريم وآل كل وصحب كل وسائر الصالحين الى يوم الدين.
أما بعد:
نعم أيها السادة:
إن عدالة السماء المتمثلة بهذا الجانب ..أي ببر الآباء أو عقوقهم قد ترتلت به آياتٍ كُثر.. وترجمتها السنة النبوية بعد ذلك.فأستنارت بها النفوس القريبة من الله ونفرت منها كل روح خبيثة ونفسٍ لاترى إلامن خلال منظارها الضيق في تفضيل نفسه وتصديق أعماله ومداراة مصالحه الشخصية وعلى حساب كائن مَن يكون..!!
سادتي الأفاضل:
لاأود اليوم التحدث عن سِرِّ حُب ذوي النفوس المريضة ..لأنفسهم..
ولكن سيكون كلامي كُله عن النفوس الطيبة النقية المُحِبة للخيرِ و التي رأت رأي العين إنَّ بِرَّ الآباء تقيها عقوق الأبناء ~ فعمِلت لنفسها هذا الأنجاز وأدخرته لدنياها ..وأخراها.
فنالت بذالك رضا الرحمن مع طمأنينةٌ وراحةُ بالٍ أعقبتهُ رضاً في النفس..
أحبتي الكرام :
لو نظرنا وأياكم..مِن منظارٍ آخر ~ هل إنَّ شفقة الآباء على أبنائهم والسهر على راحتهم في صحتهم ومرضهم وتلبية متطلباتهم من أركان الأيمان والدين ويحاسب عليه الشارع الحكيم كما يحاسب العاق لوالديه ..؟؟
بالتأكيد لا..لأنه أمرٌ غريزي يفعله كل البشر بمختلف أديانهم وألوانهم وثقافاتهم ..وأمر فطري عند كل الحيوانات بمختلف فصائلها.
فأن الله سبحانه وتعالى شدد في وصاياه للمؤمنين بأن يبر الأبن أبواه ..أحدهما أو كلاهما ويخدمهم..
فإنَّ في ذلك أيها الأخوة لَحياةٌ لكل قلب سليم..كما وأختلفت درجات البارِّين لوالديهم وكلٌ على حسب تفانيه بخدمتهما . . كقصة سيدنا أويس القرني وكيف وصل ببر أمه العجوز الى وصل من مكانة رفيعة عند الله ورسوله ..
وكما قلت لحضراتكم في بداية حديثي سأقص عليكم قصتين متقاربتين ومختلفتين في المغزا والمنهج ..
فالأولى :.في أنتباه المقصر أو العاق لأبيه وعودته من فعلته ..والثانية عن ثمرة البر والأحسان ولمسها بيديك..؟؟
أما الأولى فكان لرجل أبناء صغار ويعيش معه والده الشيخ العاجز ..أي جَدُّ أولئك الأطفال..
وكان الرجل قد أعد صحناً زجاجياً خاصاً يضع فيه الطعام لأبيه ..وكما تعلمون أخوتي أن الرجل الكبير كثيرا ما لا يسيطر على نفسه بسبب الأرتعاش أو الضعف . فيكسرها..
فذهب الرجل الى النجار ليصنع له صحناً قوياً من الخشب لأبيه..
فَأجاءَ بذلك الصحن للبيت ورآه أحد أبنائه !!
فقال لأبيه كلاماً نَزَلَ كالصاعقة على قلب الرجل..؟؟
قال له ~ يا أبي أن هذا الصحن قوياً ولا ينكسر وحتى لو مات جدي سَندخره لأطعامك عندما تكبر..!!
فأنتبه الرجل فعمد لهذا الصحن وكسَّره وعاد عن ذنبه ..لخدمة أبيه الشيخ العاجز..
وأما الثانية التي هي ثمرة بر الآباء ..والأحسان أليهم ..
حدثت لرجل كان باراً بوالده ..وهذا الرجل أصبح مسنناً وتعلمون أخوتي أن أكثر أهل الريف والبادية كانو أذا أرادوا قضاء الحاجة يذهبوا للعراء ..خلف تلة أو شجرة وغيرها..لأنه لا توجد كما اليوم ما نسميها المرافق الصحية..؟؟
ففي يوم صيفياً حاراً أخذ أبن هذا الرجل البار ليعينه على قضاء حاجته فجلس عنده فأخذ الأبن فوضع خصيَتَي أبيه بيده ورفعها عن الأرض حتى لاتشاك بشيئ أو يلسعها حر الأرض .فقالَ له أبيه كلاماً بتأوه
آه ياولدي..لقد غلبتني يابُنَيَّ ..؟؟
أنا ماقصَّرت مع والدي ..أبداً ..
ولكني لم أضع يدي تحت خصيته..!!
بالتأكيد ..للذين أحسنوا الحُسنى وزيادة..والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ..
سبحان الله ..ولو فتشنا حينها بقلب هذا الرجل لما وجدنا به إلا أن يعود الزمن به ليضع قلبه بدل يديه .. ولكن هيهات ..هيهات .. فهذا نصيبك من الأحسان ..أيها الأنسان..
وههنا الفارق التكليفي بين بنو البشر والحيوان..
والحمد لله في بدءٍ وفي الختمِ
وأذكركم قبل أن أودعكم بقول رسول الله عليه صلاة الله وسلامه وعلى الآل الأطهار والصحب الأبرار ومن سار على نهجهم وأستنار..!!
قال: رِغَمَ أنف رغم أنف رغم أنف ..قيل من يارسول الله . قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة
أرجوا أنها قد راقت لكم ..
أخوكم
البلسم العميري
التعديل الأخير: