حلّ الموسقار “ملحم بركات” ضيفاً على برنامج “متل الحلم” مع الاعلامية نسرين الظواهرة عبر أثير صوت لبنان 100.5.
أشار بركات في بداية اللقاء الى أنه لم يعد يحلم، والسبب أن الانسان يحلم في شبابه، ذاكراً أن حلمه اليوم يقتصر على انتاج الالحان الجميلة التي تشكل قلقاً بالنسبة إليه، معلقاً اليوم “قوتك بوجودك”.
واعتبر بركات أن الوفاء معدوم في هذه الحياة، ولكنه وفي لأصدقائه ويضحي من أجلهم كما ضحى حوالى 14 سنة لخدمة ومساعدة بعض الاشخاص، وفي النهاية لم يلق منهم نتيجة، فهو يتحلى بالصدق وليس لديه مصلحة مع أحد، وأضاف أنه يهتم لنجاح العمل وليس للمادة ذاكراً أنه قدم ألحانأً لكن دون مقابل
ولفت بركات خلال اللقاء الى أنه يعلم الوقت المناسب لإعتزال الفن كما رأى أن على الفنان المحافظة على صورته وعلى عظمته، معتبراً أن الفنانة بريجيت باردو أذكى امرأة في العالم بما أنها اعتزلت الفن وهي لا تزال بأجمل صورة.
وأضاف بركات أنه لا يعترف بوجود الحب والغرام، فالحب اليوم يقتصر على العلاقة الجيدة بين الشخصين، وأشار الى أنه يوافق على فكرة الطلاق اذا كان هناك خلافات بين الثنائي، مضيفاً أن الحياة بين شخصين في بيت واحد صعبة جداً كما أن الزواج مبني اليوم على المصالح.أما عن أولاده الأربعة “وعد، وجد، ملحم الصغير وغنوى،” صرح بركات أنه لا يجيد تربية الاولاد لأن ليس لديه وقتاً كافياً لهم، ولهذا السبب يفضل أن تبقى المرأة داخل منزلها لتربي أولادها، وفي نفس السياق ناشد بركات دول العالم لاقرار قانون يحدّ من النسل والانجاب معتبراً أن الكرة الارضية وخاصة لبنان لم يعد يحتمل هذا العدد من البشر.
وبالحديث عن عائلته، أشار بركات الى أن والدته هي أهم شخص في حياته وقد تعلم منها العديد من الامور، أما والده فكان طبعه هادىء ودائماً يذكره عندما يسمع أغنيات الكبير محمد عبد الوهاب، وأَضاف أنه عندما أخبر والده بأن لديه رغبة في الغناء، سأله والده “كيف بامكانك الغناء بوجود الفنان العظيم عبدالوهاب”، الا أنه أصرّ على أن يتعب على نفسه حتى أصبح والده يتباهى بأنه والد “ملحم بركات”.
وبرأيه أن هذا الزمن يفتقر لوجود العمالقة باستثنائه معتبراً نفسه “اخر حبة من العنقود”، مضيفاً أن الفن قد تراجع اليوم ففي الزمن القديم كان الفنّ مبنياً على أساس الاحترام، أما اليوم فهناك “عصابات”، واصفاً فناني اليوم بالببغاء ومشبهاً أصواتهم “بزمور الاطفائية”.
كما لفت بركات خلال اللقاء أنه يأخذ وقته لاصدار أغنية، مؤكداً أن الاغنية الجميلة تفرض نفسها، واعتبر أن “الكاريزما” من أهم الاشياء التي يجب أن تتوفر في الفنان، مستشهداً بالكبيرة أم كلثوم التي كانت تمتلك حضوراً لافتاً يفوق الشكل، مضيفاً أنه بإمكان الفنان أن يصل الى قلوب الناس من خلال روحه الطيبة وخفة ظله.
كما صرّح ملحم أن الفنانين موجودين على الساحة الفنية “ليشتغلوا ببعضون” فليس هناك خامات صوتية جديدة، لا شك أن هناك بعض الخامات الجيدة ولكن لم تستطع الوصول الى عظمة وقوة العمالقة الذين رحلوا، كما ذكر أن فارس الغناء العربي عاصي الحلاني يتمتع بهذه الخامة الا أنه يترتب عليه تطويرها والعمل على ادائه.
وشدد بركات خلال اللقاء على أنه من المعيب انقراض الفنانين اللبنانيين الذين يقدمون أعمالاً بلهجتهم الخاصة فأكثرهم يغنون اللهجة المصرية بالاضافة الى اللهجة العراقية والخليجية، وأكد على ضرورة سحب الجنسية من هؤلاء، فقد أبدى اعجابه بأغنية الفنانة نانسي عجرم الجديدة “بدك تمشي فيك”، كما ذكر كبار العمالقة الذين صنعوا الاغنية اللبنانية من بينهم: وديع الصافي، فيليمون وهبي، عصام الصيداوي وبيت الرحباني بالاضافة الى زكي ناصيف مشيراً الى أنه كان للمنافسة قيمة.
وأشار بركات الى أن شركات الانتاج لا تستفيد من اصدار الألبومات، مشيراً الى أنه يعتمد على اصدار أغنيات منفردة ناجحة بعيداً عن شركات الإنتاج التي تتحكم بالفنان.
بركات في نهاية اللقاء شبه نقابة الفنانين بنقابة “دفن الموتى”، وأكد أنه سيعود قريباً الى الساحة الفنية بقوة قائلاً: “رح فرجيون”، معتبراً أن الساحة له وبامكانهم أن يتقاسموها ولكن بعد وفاته.