7-معجزات الطعام والشراب
1. قدح اللبن وأبو هريرة
كان أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أهل الصفّة وهم فقراء ليس لهم مال ولا أهل ولاجاه, ويحكي أبو هريرة هذه المعجزة فيقول: والله إني كنت أشعر بالجوع الشديد, وكنت أضع الحجر على بطني من الجوع, ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمّر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل, وما سألته إلا ليطلب مني أن أتبعه إلى داره فيطعمني, فلم يفعل أبو بكر, فمرّ عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله تعالى وما سألته إلا ليطلب مني أن أتبعه إلى داره فيطعمني, فلم يفعل, ومرّ الرسول عليه الصلاة والسلام, فعرف ما في وجهي, وتبين له ما في نفسي فقال:" يا أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله فقال:" الحق" فلحقت به وعند داره استأذنت فأذن فوجدت لبنا في قدح, فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: من أين لكم هذا اللبن؟
فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان, قال الرسول ينادي أبا هريرة: "أبا هرّ".
قلت لبيك يا رسول الله.
قال:"انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي".
فقال أبو هريرة: وأهل الصفة هم أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل, ولا مال, فإذا جاءت هدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ منها وبعث إليهم منها, وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أشرب من اللبن على الفور شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي, وقلت: أنا الرسول المرسل إليهم من الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم, وقلت ما يبقى من هذا اللبن بعد أن يشربوا معظمه إن لم يكن كله؟
هكذا كان الجوع يتملك من أبي هريرة حتى انه خشي أن لا يجد من قدح اللبن هذا ما يكفيه شربة واحدة إذ سيشاركه فيه أهل الصفة وهو عدد لا بأس به.
قال أبو هريرة: ولم يكن أمامي شيء غير طاعة الله ورسوله, فانطلقت إلى أهل الصفّة فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأخذوا مجالسهم من البيت, بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أبا هريرة خذ قدح اللبن فأعطهم" فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى, ثم يرد القدح بعد أن يروى حتى وصلت إلى آخرهم, ثم توجهت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفعت إليه فأخذ قدح اللبن بيده وقد بقي قليل من فضلة, ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ونظر إلى أبي هريرة وابتسم, وقال: "أبا هريرة".
فقال أبو هريرة: لبيك يا رسول الله.
قال عليه الصلاة والسلام: "بقيت أنا وأنت".
فقال أبو هريرة: صدقت يا رسول الله.
قال عليه الصلاة والسلام:"فاقعد واشرب".
جلس أبو هريرة وأمسك بقدح اللبن, فشرب, ولما رفع أبو هريرة القدح عن فمه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشرب" فيشرب أبو هريرة وكلما رفع القدح أعاده له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:" اشرب" وظل يقول له:" اشرب اشرب" حتى ارتوى أبو هريرة رضي الله عنه تماما وذهب عن نفسه الجوع الذي أصابه بألم شديد في أمعائه وقال له رسول الله صلى الله غليه وسلم:" اشرب يا أبا هريرة" فقال أبو هريرة: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له فيّ مسلكا, قال:" ناولوني القدح".
فأعطى أبو هريرة القدح لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وهي آية النبوة المحمدية, إذ أن قدحا من اللبن لا يكاد يروي رجلا أو غلاما صغيرا, أصبح في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي جماعة من الناس كلهم أصابهم الجوع.
أنها معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم, ثم يأتي الأدب النبوي فينتظر صلواته وسلامه عليه أن يشرب الجميع فيشرب هو من القدح.
2. إناء السمن يمتلئ بعد فراغه
كان أنس بن مالك خادما مطيعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أمه أم سليم رضوان الله عليها صحابية قريبة من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخذ منه الطعام إن كان في وفرة وان توفر لها ترسل هذا الطعام إلى بيت رسول الله.
ويحكي أنس بن مالك قصة بل هي معجزة حسية رآها بنفسه فقال: كانت لأمي أم سليم شاة فظلت تحلبها وتجمع منها السمن حتى جمعت من سمنها عكة أو إناء فملأت الإناء ثم بعثت به ربيبة لها أو خادمة فقالت: يا ربيبة اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الإناء أو هذه العكة يأكل منها, فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه العكة أو هذا الإناء مليء بالسمن بعثت بها إليك أم سليم.
فقال عليه الصلاة والسلام: "افرغوا لها عكتها" أي أفرغوا هذا الإناء, فأفرغت العكة من السمن, وأعيدت إلى ربيبة فارغة فانطلقت بها عائدة إلى دار أم سليم ولم تكن أم سليم في دارها, فعلقت ربيبة الإناء أو الكعة في وتد في الحائط ولما جاءت أم سليم وجدت العكة أو الإناء قد امتلأت إلى آخرها وبدأت تقطر بالسمن الذي فاض منها فقالت أم سليم: يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها إلى رسول الله؟ ألم أقل لك اذهبي بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت ربيبة: بلى فعلت وان لم تصدّقيني فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
استغربت أم سليم الأمر, واصطحبت ربيبة معها وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يجلس, ولما بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله إني بعثت مع ربيبة عكة مملوءة بالسمن فهل جاءت بها؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفور:" قد فعلت قد جاءت".
قالت أم سليم: والذي بعثك بالحق, ودين الحق أنها ممتلئة بالسمن والسمن يقطر منها.
فقال أنس بن مالك صاحب الرواية: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أم سليم أتعجبين أن كان الله أطعمك كما أطعمت نبيه, كلي وأطعمي". عادت أم سليم إلى دارها, فقسّمت الإناء حتى لا يقطر سمنا وتركت فيه ما أكل منه دارها شهرا أو شهرين. وهذه معجزة أخرى من المعجزات المحمدية, لأنها لم تحدث للبشر كما حدثت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الإناء يمتلئ سمنا بعد إفراغه ويبارك الله فيه.
3. الطعام القليل يشبع الكثير من الناس
كان أبو طلحة الأنصاري من أكثر الصحابة حظا في إسلامه, فتزوج مسلمة سبقته في الإسلام, ودعته للزواج منها وكان مهر أم سليم من أغلى المهور لو علم الناس قيمته, إذ أنه تقدم للزواج من أم سليم ولم يدخل الإسلام بعد, فقالت أم سليم: مهري إسلامك, أي دخولك في الإسلام. وأسلم أبو طلحة ودخل الإسلام وحسن إسلامه وتزوج أم سليم وأحسن معاشرتها ومعاملتها فعاشا في هناء في ظل ازدهار دعوة الحق في المدينة, ويروي أنس بن مالك رضي الله عنه قصة جميلة هي بحق معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أنس: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع, فهل عندك شيء؟
لقد أحس أبو طلحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جائع وعرف ذلك من صوته.
قالت أم سليم: نعم. وبدأت تعد أقراصا من خ الشعير ثم لفت الخ ساخنا في خمار لها, لعد أم لفت الخ ببعضه ثم أعطت أم سليم الخ لأنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم وأرسلته به إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
ذهب أنس بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس, فلما دخل أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أرسلك أبو طلحة؟
فقال أنس: نعم يا رسول الله.
فقال عليه السلام لمن معه من الناس:" قوموا" وانطلق رسول الله مع أصحابه الى دار أبي طلحة الأنصاري, فلما رآهم أبو طلحة قال:
يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم, فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" هلمّ يا أم سليم ما عندك؟" فأتت بذلك الخ, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفتت الخ, ففتت أم سليم الخ في عكة ووضعت عليه السمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء أن يقول ثم قال:
"ائذن لعشرة" أي عشرة رجال.
فأذن لعشرة من الرجال فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا.
ثم قال:" ائذن لعشرة".
فأذن لعشرة من الرجال فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا.
ثم قال:" ائذن لعشرة".
فأذن لعشرة من الرجال فأكلوا حتى شبعوا, وظل على هذه الحال حتى أكل القوم جميعا, وكانوا سبعين أو ثمانين رجلا.
أليست هذه معجزة عظيمة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم؟
بلى وربي إنها معجزة عظيمة بحق, فمن عدد قليل من الخ يطعم ثمانون رجلا ويشبع كل واحد منهم شبعا كاملا, هكذا كانت معجزات النبي صلى الله عليه وسلم واحدة تلو الأخرى.
من حديث أنس في صحيح البخاري.
4. كثرة الطعام
تكررت وتعددت معجزات تكثير الطعام والشراب, فبلغت عشرات المرات, في ظروف مختلفة ومواقف مختلفة, ومناسبات عديدة لكل مناسبة وقتها وظروفها. ومما روى أبو هريرة عن شيء من هذه المعجزات, ما حدث في تبوك, وغزوة تبوك كلنا يعرف أنها كانت مشقة وعسرة, فقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون في جو شديد الحر, ومشوا في طريق وعر بين الجبال والصخور, حتى انه صلوات الله وسلامه عليه كان لا يجد ما يكفي من الإبل ما يحمل عليه رجاله وجنوده, ورغم تبرّع عثمان بن عفان وأهل الخير والكرم من المسلمين إلا أن ذخيرة الجيش الإسلامي وزاده من الطعام كانت قليلة لأبعد حد يتخيّله الإنسان.
فقد قال أبو هريرة: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها (وهي غزوة تبوك) فنفذ زاد المسلمين واحتاجوا إلى الطعام, ولم يكن أمامهم سوى الإبل والجمال التي يركبوها, فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر الإبل وذبحها ليأكلوا منها, فأذن لهم صلى الله عليه وسلم, لما وجدهم في حاجة شديدة إلى الطعام. وقد بلغ هذا الخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاعترض على هذا الأمر لما فيه من أذى للمسلمين ولعلمه بوعورة الطريق وبعده عن المدينة مما يجعل العودة شاقة بل مستحيلة وتعرّض المسلمين وحياتهم للخطر لو قطعوا هذه المسافة مشيا على الأقدام بعد قتال وجهاد ضد الكفار في تبوك.
فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إبلهم التي تحملهم وتبلغهم عدوهم ينحرونها؟
أي أن هذا الأمر يحتاج الى اعادة النظر, ووضع عمر رضي الله عنه حلا أمام رسول الله وقال: ادع الله على بقايا الطعام, ادع الله عز وجل فيها بالبركة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أجل يا عمر" ودعا ببقايا الطعام فجاء الناس بما بقي معهم فجمعت ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يبارك فيها ودعاهم بأوعيتهم فملئوها أد وطعام كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أني عبد الله ورسوله ومن لقي الله عز وجل بها غير شاك دخل الجنة".
وهكذا كانت معجزات تكثير الطعام متوالية تأتي متكررة في مناسبات عدة.
5. نعجة أم معبد
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا من مكة إلى المدينة, بعدما أذن الله سبحانه وتعالى له بالهجرة, فلما قال الرسول لأبي بكر رضي الله عنه في داره:" إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة" قال أبو بكر ( الصحبة يا رسول الله) فقال عليه الصلاة والسلام:" الصحبة" خرج الرسول من خوخة في بيت ظهر أبي بكر الى أن وصلا غار ثور وأمر أبو بكر ابنه عبد الله أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهارا ثم يأتيهما مساء بما كان في ذلك اليوم من الخبر, كما أمر أبو بكر عامر بن فهيرة مولى أبي بكر وراعي غنمه أن يرعى غنمه نهارا ثم يريحها عليهما مساء, ليسقيهما من لبنها, وإذا جاءهما عبد الله أو أخته أسماء بطعام اتبع عامر بن فهيرة أثرهما بالغنم حتى يختفي أثرهما ولا يتبعهما أحد فيعرف مكان الرسول وأبو بكر الصديق في الغار, غار ثور.
وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر ثلاثة أيام, وطلبهما المشركون طوال ثلاثة الأيام, ولما مضت ثلاثة أيام, وسكن الناس عنهما, ويأسوا من العثور عليهما, أتاهما عبد الله بن أريقط الذي استأجراه بالراحلتين, فقدم أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضلهما, وقال: ( اركب فداك أبي وأمي), ومضى الصديقان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصدّيق رضي الله عنه في طريقهما المبارك إلى المدينة.
وفي الطريق مروا بخيمة أم معبد, وهي عاتكة بنت خالد من قبيلة خزاعة. مر الرسول صلى الله عليه وسلم على خيمتها ومعه أبو بكر, وكانت امرأة تجلس في خيمتها, تختبئ في قبة الخيمة, ثم تسقي وتطعم المارّة, فسألها الرسول وصاحبه لحما وتمرا يشترونه منها, فلم يجدا عندها شيئا, وكان الرسول وصاحبه يشعران بجوع شديد فنظر الرسول صلى الله عليه وسلم فوجد شاة بالقرب من الخيمة, فقال عليه السلام:" ما هذه الشاة يا أم معبد؟" قالت: شاة أو نعجة خلفها الجهد والمرض عن الغنم, فقال:" هل بها لبن" قالت: هي أضعف من أن تدر لبنا.
قال عليه الصلاة والسلام:" أتأذنين لي أن احلبها؟".
قالت متعجبة: بأبي أنت وأمي! إن رأيت بها حلبا فاحلبها.
فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده على ضرعها, فسمّى الله تعالى, ودعا لها في شأنها, فامتلأ ضرعها ودرّت واجترّت, وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم بإناء يشرب فيه هو وأصحابه, فحلب فيه حتى امتلأ عن آخره, فشرب الجميع حتى أم معبد, وشرب الرسول وأصحابه من اللبن حتى رووا, ثم استراحوا وشربوا لبنا أيضا, ثم حلب الرسول في الإناء مرة أخرى حتى ملأه عن آخره, وتركه مليئا باللبن عندها, وقبل أن يغادر المكان عليه السلام, بايعها على الإسلام. هكذا كانت شاة أم معبد الضعيفة المجهدة معجزة لأنها سقت كل هذا الجمع بعد أم مسح عليه السلام على ضرعها ودعا ربه فسقى أصحابه وشرب هو وترك عندها لبنا. ولما جاء زوجها يسوق أغناما عجافا ضعيفة, رأى عندها لبنا فتعجّب وقال: من أين لك هذا يا أم معبد, والشاة على حيال, ولا حلوب في البيت؟
قال: لا والله, إلا أنه مرّ بنا رجل مبارك, من حاله كذا وكذا.
فقال زوجها: صفيه يا أم معبد, فوصفته له وصفا دقيقا في كلام طويل.
قال أبو معبد: هذا والله صاحب قريش, الذي ذكر لنا من أمره في مكة.
هكذا كانت معجزاته في الطعام والشراب صلى الله عليه وسلم.
سدرت المنتهى
قال تعالى:{ ثم دنا فتدلى* فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى إلى عبده ما أوحى* ما كذب الفؤاد ما رأى* أفتمارونه على ما يرى* ولقد رءاه نزلة أخرى* عند سدرة المنتهى* عندها جنة المأوى* إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى* لقد رأى من آيات ربه الكبرى}. النجم 8-18.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: