تشتاق كل نفس للحب، فميلنا وإنصياعنا له غريزة بداخلنا، لنستطيع أن نحيا بسعادة، وهدوء نفسي، وقد مر الكثير منا بحالة حب رومانسية احتوته وهزت كيانه، حتى دون أن يعرف ما السبب الذي جعله يهيم حبا بهذا الشخص، فوجد نفسه منجذبا إليه يشعر بإرتياح نفسي بحديثه معه، يفكر فيه بإستمرار، ويفتقده بقوة عند غيابه، والسؤال الآن هل يترك الإنسان الغارق في الحب فرصة لنفسه وللتأكد من مشاعره، أم أنه يحكم وبسرعة شديدة أنه قد وقع في حب هذا الشخص؟
للإجابة على ذلك يجب أن يعي كل إنسان أنه هناك مفاهيم أخرى تتشابه مع الحب، وهذا ما يقوده أحيانا لإقتراف الأخطاء فيعتقد بالخطأ أن تعوده على شخص يعد حبا، وآخر قد يسمي إعجابه بشخص قابله حبا، كما أن التعود على شخص وانتظاره بلهفة قد يقود الإنسان لحالة شبيهة بحالة الحب، وهكذا نصيب ونخطأ إلى أن نصل لمفهوم الحب.. الحب الحقيقي.
ولكن الأمر ليس صعبا فللحب الحقيقي علامات واضحة كوضوح الشمس، إذا تحققت فاعلم أنك في المسار الصحيح.
والآن ما هي تلك العلامات؟
-- حبك والدفاع عنه أولى أولوياتك
لإثبات حبك لمن تحب، عليك أن تشعره بأن له الأولوية، وأن كل شيء مهما كان مهما يأتي في مرحلة لاحقة، فذلك يشعره بالأمان، وهو دلالة حب عميقة المعنى.
-- التضحية
فمن يحب لا يفكر عندما ييقدم تنازلات، فهو يفكر في إسعاد حبيبه بكل الطرق، متجاهلا نفسه تماما، فالسعادة عنده رؤية حبيبة سعيد وهو ما يسمى بالإيثار، أي إيثار محبوبك على نفسك.
-- الحنان
فحنان المحب لك، وعطفه عليك وما يقدمه لك يختلف تماما عن أي علاقة آخرى، فله مذاق آخر نابع من حبه لك، فتتلقيه وأنت في غاية السعادة.
-- الإهتمام
فمن يحبك سيهتم لأمرك، وسيتابع أخبارك بإستمرار ولن يترك فرصة إلا وأهتم بالسؤال، والإطمئنان عليك.
-- تلبية النداء
الوقوف بجانب من تحب علامة أكيدة على الحب الحقيقي، فما يحزنه يحزنك، وما يؤلمك يؤلمه، فلن تهدأ وتشعر بالراحة إلا بتلبية نداؤه لك بمساعدته، والوقوف بجانبه حتى تمر أوقاته العصيبة بخير.
-- الإتحاد النفسي والروحي
فتشعران أنكما شخص واحد، تلتحم أفكاركم وإن أختلفتم في بعضها، وستختفي الأنا، وستشعران عند الحديث أنكما شخص واحد يقرأ أفكار الآخر ويستطيع سرد ما يدور برأسه.
-- الإستمتاع بالوقت
فتجد نفسك لا تشعر بالوقت المقضي معه، مع تغلغل شعور بالأنس والألفة بينكما، فلا تكترث كم ظللتم معا، ولن تشعر بالملل أبدا من تواجدكم مهما طال الوقت
-- لا أثر لآراء المحيطين
عندما لا تسمح لأي شخص مهما كان بفرض رأيه عليك في علاقتك بمن تحب أو أن يفرض كيفية تعاملك معه من باب تقديم النصيحة، وهذا ما يحدث من جانب العائلة أحيانا.
-- البعد والإنفصال أمر مستحيل
فمن يحب بحق يخشى الفراق، ويحاول بشتى الطرق إيجاد طريق آخر يحقق رضاء الطرفين وتقاربهم، فمن حب يظل متعلقا بمحبوبه، ولا يتصور فكرة البعد مهما كثرت المشاكل، ومهما ضاقت بهم الصدور، فهناك دوما دافع قوي للحفاظ على الحب وعلى من تحب، هذا هو الحب الحقيقي