
كان من الطبيعي بعد أن شاهدت هذه الحلقة من لقاء جمع بين المخرج العراقي عمران التميمي و الفنان قاسم السلطان في سهرة تلفزيونية منذ سنوات عديدة و أنا لا زلت بعد يافعا و من الطبيعي أن تُمحى أحداثها من ذاكرتي حالها حال باقي البرامج و الفعاليات.. و لكن ذلك السؤال الذي وجهته مقدمة البرنامج لكليهما و إجابة المخرج الرائعة هي ما جعلتني لا أنسى هذا الموقف و آثرت إلا أن أكتبه هنا بعد كل هذه السنوات.. فمن عادة هكذا لقاءات أن توجه لهما أسئلة شخصية و منها أكلتهما المفضلة. و كان جواب الفنان تقليديا جدا و شبه متوقع لإشتهار الأكلة حينها و الإقبال عليها بين الشباب حيث قال بأنه يفضل (المخلمة) و حين جاء دور المخرج لم يتردد في القول بأنه يفضل (مرقة الكوسا) و نسميه نحن :الشِجَر: و بديهيُ أن أحدا ما لم يكن يتصور هكذا جواب, فارتج المكان بالضحك من الجمهور و حتى مقدمة البرنامج نفسها و هذا من قلة خبرتها طبعا في إدارة الحوار.. و صمت المخرج لبرهة , فبادرته المقدمة لسؤاله عن سبب الإختيار هذا, فأجاب: بأن والدته كانت دائما تطبخ لهم هذه المرق و كان إخوته لا يحبذونها بخلافه هو الذي لم يشأ أن يكسر في خاطر والدته فكان يتجرعها على مضض _بحسب تعبيره_ و بمرور الوقت تعودَ عليها و صارت أكلته المفضلة حتى بعد زواجه.. و هنا لا أذكر صراحة إن كان الجمهور قد صفق إعجاباً له أم إكتفى بالسكوت مع الشعور بالخجل من ضحكتهم و لكن مؤكدٌ أنه أثار إعجابهم و إحترامهم كما حصل معي أنا وقتئذ ..فأقول تحيةٌ لك أيها البار بأمك و شكرا على هذا الدرس الذي أمتعتنا به و الذي يأبى أن يفارقَ مخيلتي منذ ذلك الحين و أفادني كثيراً في التشبه به في أحيانٍ كثيرة.. وهنا أقول: لو كان أحدكم مكانه ماذا كان ليصنع إزاء طعام لا برغب به تعبت والدته في إعداده و تقديمه له؟
هل أعجبك هذا الموقف و هل بإمكانك تغليب مراعاة مشاعر والدتك و تطييب خاطرها على حساب ذوقك و شهيتك للطعام المفضل عندك؟
..تقبلوا مني أطيب الأمنيات
أخوكم: وعـد