
لا أدري إن كُنتُ أُحِبُّ..لكِن أعرِفُ بِأَنَّ هُناكَ شَيئاً ما يَخفِقُ يَسارَ صَدري كُلَما نَطَقتُ بِحَرفَيهِ الحاء&الباء
لا أعرِفُ حَجمَ اشتِياقي لإنسانٍ يَعيشُ بِداخِلي..لكِن ما إن يَغيبُ عَن ناظِرَيَّ حتى تَرحَلَ عُيوني بِلا إستِئذانٍ تَبحَثُ عَنهُ و تَترُكَني في ظلامٍ دامِس. فإن كُنتَ تَجِدُ حلاوَةً في إلتِحاقِهِما بِكَ فَليَكونا مَعَك, و لكِن هَب أنَّ كِيانِيَ كُلَهُ تِلكَ العَينَين ثُمَّ خُذني معَك!
قَد لا يَكونُ مِنَ المَعقولِ أن أحتَكِرَهُ لِوَحدي دونَ الأهَل و مَن هُم بِمَعِيَتِنا..لكِن مِنَ المَعقولِ أن يأخُذَني مَعاهُ أينَما ذَهَب, لأن الروحُ لا يُغادِرُها التَفكيرُ بِهِ فَكيف يَستَقيمُ أن يَذَرَني جَسَداً يُكابِدُ شَوقاً و قَد سَلَبَ مِني فِكراً و عَقلاً و روحاً شَغوفَةً بِهِ.
مِنَ المُبَرَّرِ أننِّي كُنتُ أُصغي بِلَهفَةٍ و أستَشعِرُ لَذّةَ حكايا العِشقِ و أهلِه و التَّيمِ و أصحابِهِ قَبلَ أن ألِجَ أبوابَ الغَرامِ و تُنسَجُ فُصولَ حِكايَتي و أُمنَحَ لَقبَ عاشِقٍ حَدَّ الجُنون..لكِن مِن المُبَرَّر أكثَر إنِ انشَغَلتُ اليَومَ عَنها بِقِصَتي و خَلَوتُ مَع بَطَلَتِها مُنشَغِلاً بِتأليفِ سيناريو و خَلقُ مَشاهِدَ تُعيدُ الحَياةَ لألفِ لَيلَةَ و ليلَةَ و إن غَيَّبَ الثَّرَى أبطالَها مُنذُ قُرون!
مِنَ البَديهِيِّ بأنِّي لا أُحَبِذُ الإستغلالَ بِشَّتى ألوانِهِ و مَقاصِدِهِ..لا أرضاهُ لِنَفسي و لا أسَوِغُهُ لَها إن رامَت شيئاً ما مِنَ الآخَرين..إلا أنَّها أسلَمَت طواعِيَةً لإستِغلالِ بَوحِ قَلَمي و أسرَ حركاتِ أنامِلي و خُطوطَ ريشَتي و أوتار قِيثارَتي.فكان لها الشِعرُ و الخاطِرَة و اللَّحنُ و الرَسمُ لِتُرَسمَ فِيها أبَداً لَوحَتي الناضِرَة.
"فارس بلا جواد"
السبت 19 نيسان 2014