الملل... مشكلة العصر التي تصيب الكبار كما الصغار، خصوصاً في ظلّ تكرّر فترات الحجر المنزليّ خلال العام الماضي مع انتشار فيروس كورونا حول العالم. وكثيراً ما يجد الأهل أنفسهم محتارين في كيفية التعامل مع أطفالهم الذين يشكون من الملل رغم امتلاكهم أحياناً للكثير من الألعاب ووسائل التسلية. لا بل يصل الأمر الى حدّ تحميل الأهل أنفسهم مسؤولية ملل الأطفال ويشعرون بالسوء والتقصير.
كيف يجب ان تكون ردّة فعل الأهل حين يشكو اطفالهم من الملل؟
غالباً ما يسارع الأهل لايجاد نشاط مسلٍّ او اشغال الطفل بأي لعبة حين يشكو من الملل. لكن د. رنا طيارة ترى أنّ ردّة الفعل يجب أن تكون مختلفة. فبدل التفكير عن الطفل، يجب تحفيزه لاستخدام مخيّلته. فيمكن أن نقول له ʺأنت تشعر بالملل لكن الحقيقة أنّ هذه الفترة هي فرصة لك لتستخدم مخيّلتكʺ.
وعلى الأهل تجنّب وضع أي قواعد أو قوانين معيّنة للعب بعد الشكوى من الملل، بل ترك الطفل على سجيته لكي يبتكر ويفكّر. فمثلاً يمكن أن يحوّل القطار الى آلة للسفر عبر الزمن، وهنا لا يجب التدخّل أبداً. كما من المفضّل عدم وضع أي توقعات من اللعب، لانّ ذلك سيكون مدخلاً لفتح آفاق مخيّلة الطفل حين يعرف أنّ لا ضغوط عليه للوصول الى نتائج مفترضة.
اذاً، لا يجب أن يقلق الأهل من وقت الفراغ عند الطفل ويتفادوا حشو ساعات اليوم بالنشاطات، لأنّ ذلك يقتل الابداع والمخيّلة لديه.
هل الروتين اليوميّ مفيد للحدّ من الملل عند الأطفال؟
هذا السؤال غالباً ما يطرحه الأهل على أنفسهم، فيحاولون قدر الامكان تنظيم الوقت للطفل لكي لا يكون لديه اوقات فراغ ويشعر بالملل. الا أنّ د. رنا طيارة لديها نظرة مغايرة للأمور، فصحيح أنّ بعض الامور اليومية يمكن اعتمادها ضمن روتين محدّد مثل مواعيد الطعام او النوم مثلاً، لكن في الأمور الأخرى وخصوصاً النشاطات من المهمّ أن يدرك الطفل أنّ لديه الحرية ليختار وهو لا يعيش ضمن يوميات منمّطة.
فد. رانا تعارض فكرة تخصيص كلّ يوم لنشاط معيّن مثلاً (الاثنين نلعب كرة القدم، الثلثاء تلعب مع صديقك...) دون ترك أوقات فراغ مرنة للطفل، فذلك بالنسبة لها من أبرز أسباب تعطّل قدرة الطفل على التفكير والتخيّل والابتكار بما أنّ كلّ شيء يقدّم له جاهزاً.
والمشكلة الأكبر أنّه في حال تعطّل مشروع اليوم لأي سبب، يبدو الطفل ضائعاً ولا يعرف ماذا يمكن أن يفعل طيلة نهاره لانّه خرج من اطار النمطية المتبعة.
متى يكون الشعور بالملل مقلقاً ويتطلّب استشارة نفسية؟
تدعو د. رنا طيارة الأهل الى عدم الخوف من شعور الملل عند الطفل، فذلك يجب ان يكون بمثابة تجربة طبيعية له ومن المهمّ أن يعرف انّ الحياة اليومية ليست منمّطة ففيها أوقات تسلية وأوقات أخرى نستغلها كما نريد.
أمّا مصدر القلق الفعليّ فهو حين يكون الطفل يعاني من أمور أخرى يعتقد الأهل أنّها مرتبطة بالملل، لكنّها ليست كذلك. مثلاً عدم قدرة الطفل التركيز على نشاط معيّن، صعوبة تواصله مع الآخرين أو الاطفال من عمره، شعوره بالقلق والحزن بشكل مستمر. وهذه العلامات تتطلّب استشارة نفسية لتحديد مصدر المشكلة الحقيقيّ بالنسبة للطفل.
نظرة مختلفة للملل عند الأطفال أعطتنا اياها د. رنا طيارة في هذا الموضوع، ولا شكّ أنّ ذلك سيساعد الكثير من الأهل في التخلّص من الشعور بالذنب والعمل على تحفيز الطفل لكي يجد بنفسه ما يمكن أن يسلّيه.
كيف يجب ان تكون ردّة فعل الأهل حين يشكو اطفالهم من الملل؟
غالباً ما يسارع الأهل لايجاد نشاط مسلٍّ او اشغال الطفل بأي لعبة حين يشكو من الملل. لكن د. رنا طيارة ترى أنّ ردّة الفعل يجب أن تكون مختلفة. فبدل التفكير عن الطفل، يجب تحفيزه لاستخدام مخيّلته. فيمكن أن نقول له ʺأنت تشعر بالملل لكن الحقيقة أنّ هذه الفترة هي فرصة لك لتستخدم مخيّلتكʺ.
وعلى الأهل تجنّب وضع أي قواعد أو قوانين معيّنة للعب بعد الشكوى من الملل، بل ترك الطفل على سجيته لكي يبتكر ويفكّر. فمثلاً يمكن أن يحوّل القطار الى آلة للسفر عبر الزمن، وهنا لا يجب التدخّل أبداً. كما من المفضّل عدم وضع أي توقعات من اللعب، لانّ ذلك سيكون مدخلاً لفتح آفاق مخيّلة الطفل حين يعرف أنّ لا ضغوط عليه للوصول الى نتائج مفترضة.
اذاً، لا يجب أن يقلق الأهل من وقت الفراغ عند الطفل ويتفادوا حشو ساعات اليوم بالنشاطات، لأنّ ذلك يقتل الابداع والمخيّلة لديه.
هل الروتين اليوميّ مفيد للحدّ من الملل عند الأطفال؟
هذا السؤال غالباً ما يطرحه الأهل على أنفسهم، فيحاولون قدر الامكان تنظيم الوقت للطفل لكي لا يكون لديه اوقات فراغ ويشعر بالملل. الا أنّ د. رنا طيارة لديها نظرة مغايرة للأمور، فصحيح أنّ بعض الامور اليومية يمكن اعتمادها ضمن روتين محدّد مثل مواعيد الطعام او النوم مثلاً، لكن في الأمور الأخرى وخصوصاً النشاطات من المهمّ أن يدرك الطفل أنّ لديه الحرية ليختار وهو لا يعيش ضمن يوميات منمّطة.
فد. رانا تعارض فكرة تخصيص كلّ يوم لنشاط معيّن مثلاً (الاثنين نلعب كرة القدم، الثلثاء تلعب مع صديقك...) دون ترك أوقات فراغ مرنة للطفل، فذلك بالنسبة لها من أبرز أسباب تعطّل قدرة الطفل على التفكير والتخيّل والابتكار بما أنّ كلّ شيء يقدّم له جاهزاً.
والمشكلة الأكبر أنّه في حال تعطّل مشروع اليوم لأي سبب، يبدو الطفل ضائعاً ولا يعرف ماذا يمكن أن يفعل طيلة نهاره لانّه خرج من اطار النمطية المتبعة.
متى يكون الشعور بالملل مقلقاً ويتطلّب استشارة نفسية؟
تدعو د. رنا طيارة الأهل الى عدم الخوف من شعور الملل عند الطفل، فذلك يجب ان يكون بمثابة تجربة طبيعية له ومن المهمّ أن يعرف انّ الحياة اليومية ليست منمّطة ففيها أوقات تسلية وأوقات أخرى نستغلها كما نريد.
أمّا مصدر القلق الفعليّ فهو حين يكون الطفل يعاني من أمور أخرى يعتقد الأهل أنّها مرتبطة بالملل، لكنّها ليست كذلك. مثلاً عدم قدرة الطفل التركيز على نشاط معيّن، صعوبة تواصله مع الآخرين أو الاطفال من عمره، شعوره بالقلق والحزن بشكل مستمر. وهذه العلامات تتطلّب استشارة نفسية لتحديد مصدر المشكلة الحقيقيّ بالنسبة للطفل.
نظرة مختلفة للملل عند الأطفال أعطتنا اياها د. رنا طيارة في هذا الموضوع، ولا شكّ أنّ ذلك سيساعد الكثير من الأهل في التخلّص من الشعور بالذنب والعمل على تحفيز الطفل لكي يجد بنفسه ما يمكن أن يسلّيه.