جميعنا نعلم بأن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب على المستطيع، حيث قال الله تعالى: "وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً"، كما أنه واجب على المكلف، ويقصد بهذه الكلمة الشخص البالغ العاقل، أي أن فريضة الحج لا تجب على المجنون ولا الصبي الذي لم يبلغ.
وذكر الله في قرآنه الكريم أن للحج فوائد ومنافع، حيث قال الله تعالى: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ".
من المنافع التي تدخل في عموم هذه الآية الكريمة ما يلي:
1. يكمل الإنسان دينه بإكماله الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج.
2. يتعود المسلم على الانقياد لأوامر الله عز وجل، فهو يذهب للحرم المكي ويطوف ويرمي الجمرات في وقت محدد، وذلك تنفيذاً لأوامر الله ابتغاء مرضاته.
3. ومن أهم هذه الفوائد غفران الذنوب لمن حج هذا البيت مخلصاً لله ومتبعاً أوامره ومجتنباً نواهيه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه".
4. للحج فائدة كبيرة في تطهير النفس، حيث يعيدها إلى الصفاء والإخلاص، مما يؤدي إلى تجديد الحياة، ورفع معنويات الإنسان، وتقوية الأمل وحسن الظن بالله تعالى.
5. ومن فوائد الحج أيضاً أنه سبب للتواصل بين المسلمين وتقوية أواصر الأخوة والمحبة بينهم، فالحج جعل الناس سواسية في لباسهم وأعمالهم وشعائرهم وقبلتهم وأماكنهم، ولا فضل لأحد على أحد، مما يجعلهم يشتركون بشيء واحد وهو الإسلام.
6. يعتبر الحج مدرسة إيمانية لتربية المسلم على تحمل المشاق والسعي لمرضاة الله.
7. إن الله يغفر للحاج ومن دعا له، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج" أخرجه البزّار.
م/ن