[frame="2 60"]
أثار قرار برلمان إقليم شبه جزيرة القرم (جنوب أوكرانيا) أمس تحديد يوم 16 آذار/مارس الجاري موعدا لإجراء استفتاء على مصير الإقليم، غضب المناوئين لسلطات الإقليم الموالية لموسكو، لا سيما بعد مطالبة نواب قرميين روسيا بضم شبه الجزيرة إلى أراضيها.
أكثر الغاضبين هم تتار القرم الذين يمثلون حوالي 20% من إجمالي عدد سكان الإقليم البالغ 2.5 مليون نسمة، فقد دعا رئيس مجلس شعب التتار رفعت تشوباروف إلى مقاطعة الاستفتاء، مجددا التأكيد على أن السلطات القرمية الحالية 'غير شرعية'، ولا يعترف التتار بها وبأي قرار يصدر عنها أو في ظلها، داعيا الغرب إلى حماية وحدة وسيادة أراضي أوكرانيا.
موقف كييف من الاستفتاء -الذي سيحدد مصير الإقليم بين أن يكون جزءا من الأراضي الروسية أو أن يكون تابعا جغرافيا لأوكرانيا ومستقلا بدستوره وإرادته عنها- كان أكثر صرامة، فقد أعلن أليكسندر تورتشينوف القائم بأعمال الرئاسة ورئيس البرلمان أنه ألغى قرار برلمان القرم بحكم صلاحياته عليه، مؤكدا عدم شرعيته وشرعية حكومة سيرغي أكسينوف.
فصل الإقليم
أما رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك فقال إن القرم جزء من أوكرانيا وسيبقى كذلك، متهما روسيا بشن حرب على أوكرانيا لفصل الإقليم أو زعزعة استقراره، قائلا 'روسيا بدأت الحرب، وعلى روسيا إنهاؤها'.
وأشار ياتسينيوك إلى أن موسكو ترفض التواصل المباشر مع كييف، قائلا 'لدى المجموعة التي تضم روسيا وأوكرانيا وأمريكا وبريطانيا كل الوسائل اللازمة لحل الأزمة بالحوار، ولكن روسيا ترفض التواصل معنا مباشرة'.
رفض بعض الساسة في كييف جاء بتعبيرات أكثر حدة، فقد قال سيرهي سوهوليف رئيس كتلة حزب الوطن 'باتكيفشينا' البرلمانية إن 'اعتقال أكسينوف لن يتم دون إطلاق نار'، في إشارة إلى قرار النيابة العامة اعتقاله 'كانفصالي سيطر على حكومة القرم'، والعزم على تنفيذ القرار.
وكانت السلطات الأمنية الأوكرانية قد اعتقلت أمس بافيل هوباريف الذي نصب نفسه محافظا لمنطقة دونيتسك شرق البلاد بعد اقتحام مبنى الحكومة المحلية، ودعا إلى انفصال دونيتسك وضمها إلى روسيا.
إرادة روسيا
ويرى مراقبون أن ما يحدث في القرم يجري وفق سيناريوهات كتبتها روسيا للضغط على كييف والغرب، من خلال تبرير ثم تعزيز حضورها العسكري.
وتعليقا منه على الموضوع، قال إيغور هولوبي نائب رئيس جامعة العلاقات الدولية في العاصمة كييف إن روسيا تسعى للهيمنة على القرم، وذلك يكون باستقلاله وموالاته لها، أو بزعزعة استقراره.
وأوضح هولوبي للجزيرة نت أن روسيا في كلتا الحالتين ستبرر بقاءها في الإقليم بحجة حماية رعاياها، ولكن بانتشار عسكري أوسع لا يقتصر فقط على الساحل، وهذ سيشكل تهديدا كبيرا لأوكرانيا والغرب.
وعن مستقبل الإقليم في المرحلة القادمة، رجح هولوبي أن يكون القرم بعيدا عن الاستقرار، قائلا 'ماء ووقود وغاز وكهرباء القرم تأتيه من أوكرانيا، ولهذا لا يمكن أن ينعم بالاستقرار السريع إذا ما استقل وانضم إلى روسيا'.
وأضاف 'التنوع العرقي والديني عوامل قد تستخدمها روسيا لزعزعة استقرار الإقليم على غرار النماذج العربية، لإشعال حرب أهلية فيه[/frame]
أثار قرار برلمان إقليم شبه جزيرة القرم (جنوب أوكرانيا) أمس تحديد يوم 16 آذار/مارس الجاري موعدا لإجراء استفتاء على مصير الإقليم، غضب المناوئين لسلطات الإقليم الموالية لموسكو، لا سيما بعد مطالبة نواب قرميين روسيا بضم شبه الجزيرة إلى أراضيها.
أكثر الغاضبين هم تتار القرم الذين يمثلون حوالي 20% من إجمالي عدد سكان الإقليم البالغ 2.5 مليون نسمة، فقد دعا رئيس مجلس شعب التتار رفعت تشوباروف إلى مقاطعة الاستفتاء، مجددا التأكيد على أن السلطات القرمية الحالية 'غير شرعية'، ولا يعترف التتار بها وبأي قرار يصدر عنها أو في ظلها، داعيا الغرب إلى حماية وحدة وسيادة أراضي أوكرانيا.
موقف كييف من الاستفتاء -الذي سيحدد مصير الإقليم بين أن يكون جزءا من الأراضي الروسية أو أن يكون تابعا جغرافيا لأوكرانيا ومستقلا بدستوره وإرادته عنها- كان أكثر صرامة، فقد أعلن أليكسندر تورتشينوف القائم بأعمال الرئاسة ورئيس البرلمان أنه ألغى قرار برلمان القرم بحكم صلاحياته عليه، مؤكدا عدم شرعيته وشرعية حكومة سيرغي أكسينوف.
فصل الإقليم
أما رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك فقال إن القرم جزء من أوكرانيا وسيبقى كذلك، متهما روسيا بشن حرب على أوكرانيا لفصل الإقليم أو زعزعة استقراره، قائلا 'روسيا بدأت الحرب، وعلى روسيا إنهاؤها'.
وأشار ياتسينيوك إلى أن موسكو ترفض التواصل المباشر مع كييف، قائلا 'لدى المجموعة التي تضم روسيا وأوكرانيا وأمريكا وبريطانيا كل الوسائل اللازمة لحل الأزمة بالحوار، ولكن روسيا ترفض التواصل معنا مباشرة'.
رفض بعض الساسة في كييف جاء بتعبيرات أكثر حدة، فقد قال سيرهي سوهوليف رئيس كتلة حزب الوطن 'باتكيفشينا' البرلمانية إن 'اعتقال أكسينوف لن يتم دون إطلاق نار'، في إشارة إلى قرار النيابة العامة اعتقاله 'كانفصالي سيطر على حكومة القرم'، والعزم على تنفيذ القرار.
وكانت السلطات الأمنية الأوكرانية قد اعتقلت أمس بافيل هوباريف الذي نصب نفسه محافظا لمنطقة دونيتسك شرق البلاد بعد اقتحام مبنى الحكومة المحلية، ودعا إلى انفصال دونيتسك وضمها إلى روسيا.
إرادة روسيا
ويرى مراقبون أن ما يحدث في القرم يجري وفق سيناريوهات كتبتها روسيا للضغط على كييف والغرب، من خلال تبرير ثم تعزيز حضورها العسكري.
وتعليقا منه على الموضوع، قال إيغور هولوبي نائب رئيس جامعة العلاقات الدولية في العاصمة كييف إن روسيا تسعى للهيمنة على القرم، وذلك يكون باستقلاله وموالاته لها، أو بزعزعة استقراره.
وأوضح هولوبي للجزيرة نت أن روسيا في كلتا الحالتين ستبرر بقاءها في الإقليم بحجة حماية رعاياها، ولكن بانتشار عسكري أوسع لا يقتصر فقط على الساحل، وهذ سيشكل تهديدا كبيرا لأوكرانيا والغرب.
وعن مستقبل الإقليم في المرحلة القادمة، رجح هولوبي أن يكون القرم بعيدا عن الاستقرار، قائلا 'ماء ووقود وغاز وكهرباء القرم تأتيه من أوكرانيا، ولهذا لا يمكن أن ينعم بالاستقرار السريع إذا ما استقل وانضم إلى روسيا'.
وأضاف 'التنوع العرقي والديني عوامل قد تستخدمها روسيا لزعزعة استقرار الإقليم على غرار النماذج العربية، لإشعال حرب أهلية فيه[/frame]