على سرير المرض ينام الموسيقار ملحم بركات منذ أكثر من شهر، أراد عندما قرّر دخول المستشفى أنّه لن يخبر أحداً بمرضه، وأنّ الأمر يخصّه وحده، إلا أنّ البعض لم يدعه يرتاح على سرير المرض. كان لديه مبرّرات أنّ موسيقار لبنان يجب ألا يكون وحيداً وهو يصارع المرض، فنشر خبر معاناته مؤكداّ أنه يصارع السرطان وأنه بات في الرمق الأخير.
بدأت النعايا تنهال على صفحات الفنانين والصحافيين لفنان لا يزال على سرير المرض، إلى أن قرّر الموسيقار وضع حدٍ لهذه المهزلة، تعالى على وجعه وصرّح في حديث إذاعي أنّه لا يعاني من أي مرض خبيث، مؤكداً أنّه مصاب بـ"ديسك" في ظهره، وأنّه يحتاج إلى عملية جراحيّة، وتساءل "لماذا لم يتصل بي من أذاع الخبر إذا كان يهمّه أمري؟". واصفاً إشاعة خبر مرضه بالأمر المعيب.
لم يرد الموسيقار أن يكون موضع شفقة، أراد أن يعاني بعيداً عن الأضواء، عائلته بدورها صرّحت للصحافة بما أراده الموسيقار، ديسك بسيط في الظهر يحتاج إلى عملية جراحية لا داعٍ لكل هذا الهلع.
ولأنّ الموسيقار قال كلمته، شعر كثيرون أنّ مصداقيتهم باتت على المحك، البعض التزم الصّمت وراهن على الوقت الذي قد يكشف أنّ الموسيقار ليس بخير، والبعض الآخر خرج عن صمته مؤكداً أنّ معلوماته صحيحة وأنّ الفنان يكابر، ووسط همروجة إثبات مصداقية مفقودة، لم يسأل أحد عن صحّة ملحم بركات إلى أن تسرّبت معلومات من داخل المستشفى قبل يومين أنّ الفنان الكبير أدخل العناية المشدّدة.
من نعى الموسيقار استل قلمه ونعاه من جديد، والبعض تمنّى له عبوراً سهلاً إلى الخاتمة، وصلّى لروحه وكاد يكفّنه ويحدّد مكاناً لتلقّي التعازي، أما من لم يكتب، فنشر صورته مع الموسيقار دون تعليق، وأسوأ ما كتب كان عبر موقع إلكتروني لبناني أكّد أن فناناً كبيراً يرقد في العناية المركّزة منذ أيام توفي، وأنّ عائلته لا تزال تتحفّظ عن خبر الوفاة، كما توّجت المأساة بقيام الممثل اللبناني سمير شمص بكتابة خبر وفاة بركات عبر صفحته الخاصة على الفايسبوم.
خرجت العائلة عن صمتها وأكّدت أنّ الموسيقار لا يزال على قيد الحياة، كما أكّد مقرّبون منه أنّ وضعه دقيق إنّما ليس خطيراً، واعتبروا أنّ سلوك بعض الإعلام اللبناني لا يمتّ إلى المهنيّة والأخلاق بصلة، وأنّ الوفاة في حال حصلت لن يكون هناك أي مبرّرٍ لإخفائها، أما ابنته غنوة فرفعت الصوت وكتبت عبر صفحتها الخاصة على الفايسبوك نداءً إلى الصحافيين والفنانين على وجه الخصوص، تمنّت خلاله لكن من يستعجل الموت لوالدها أن يموت قبلها، واعتبرت أنّ الجميع أمام امتحان متسائلة "ألا يخافون الله؟" واستغربت كيف يستعجلون رحيل الموسيقار بهذه الطريقة البشعة.
كان الحدث مرض الموسيقار وبات سلوك الإعلام المريض هو الحدث، فقد كشف دخول ملحم بركات إلى المستشفى أنّ بعض الصحافيين يعتبرون أنّ أي خبرٍ بحوزتهم يجب نشره لاعتبارات مهنيّة تكمن في أنّ لكلّ مجتهد نصيب، وأنّهم اجتهدوا في الحصول على الخبر ونشره مكافأة لهم على جهودهم، معلّلين الأمر بأنّ الفنّان شخصيّة عامّة، وأنّ حياته وفرحه ووجعه ملك للجمهور.
كما كشف أنّ بعض الصحافيين يعانون صراعاً بين ما يطلبه القراء وما تتطلّبه أخلاقيات المهنة، ويرضخون في النهاية لما يطلبه القراء على اعتبار أنّ المؤسسات الإعلاميّة التي تقفل أبوابها لا تسعفها الأخلاق المهنيّة، بل الإعلانات التي تحدّدها نسبة القراء.
وكشف أيضاً أنّ لدى البعض عقدة "أنا أعرف قبل الجميع"، أو "أنا أعرف وأريدكم أن تعرفوا أنني أعرف ولن أنشر".
ووسط هذا النقاش حول المستوى المتدهور الذي وصلت إليه المهنة، يبقى الموسيقار في المستشفى يصارع مرضاً يقول إنّه ليس خطيراً بقدر الخطر المحدّق بإعلام سقطت عنه آخر أوراق التوت.
بدأت النعايا تنهال على صفحات الفنانين والصحافيين لفنان لا يزال على سرير المرض، إلى أن قرّر الموسيقار وضع حدٍ لهذه المهزلة، تعالى على وجعه وصرّح في حديث إذاعي أنّه لا يعاني من أي مرض خبيث، مؤكداً أنّه مصاب بـ"ديسك" في ظهره، وأنّه يحتاج إلى عملية جراحيّة، وتساءل "لماذا لم يتصل بي من أذاع الخبر إذا كان يهمّه أمري؟". واصفاً إشاعة خبر مرضه بالأمر المعيب.
لم يرد الموسيقار أن يكون موضع شفقة، أراد أن يعاني بعيداً عن الأضواء، عائلته بدورها صرّحت للصحافة بما أراده الموسيقار، ديسك بسيط في الظهر يحتاج إلى عملية جراحية لا داعٍ لكل هذا الهلع.
ولأنّ الموسيقار قال كلمته، شعر كثيرون أنّ مصداقيتهم باتت على المحك، البعض التزم الصّمت وراهن على الوقت الذي قد يكشف أنّ الموسيقار ليس بخير، والبعض الآخر خرج عن صمته مؤكداً أنّ معلوماته صحيحة وأنّ الفنان يكابر، ووسط همروجة إثبات مصداقية مفقودة، لم يسأل أحد عن صحّة ملحم بركات إلى أن تسرّبت معلومات من داخل المستشفى قبل يومين أنّ الفنان الكبير أدخل العناية المشدّدة.
من نعى الموسيقار استل قلمه ونعاه من جديد، والبعض تمنّى له عبوراً سهلاً إلى الخاتمة، وصلّى لروحه وكاد يكفّنه ويحدّد مكاناً لتلقّي التعازي، أما من لم يكتب، فنشر صورته مع الموسيقار دون تعليق، وأسوأ ما كتب كان عبر موقع إلكتروني لبناني أكّد أن فناناً كبيراً يرقد في العناية المركّزة منذ أيام توفي، وأنّ عائلته لا تزال تتحفّظ عن خبر الوفاة، كما توّجت المأساة بقيام الممثل اللبناني سمير شمص بكتابة خبر وفاة بركات عبر صفحته الخاصة على الفايسبوم.
خرجت العائلة عن صمتها وأكّدت أنّ الموسيقار لا يزال على قيد الحياة، كما أكّد مقرّبون منه أنّ وضعه دقيق إنّما ليس خطيراً، واعتبروا أنّ سلوك بعض الإعلام اللبناني لا يمتّ إلى المهنيّة والأخلاق بصلة، وأنّ الوفاة في حال حصلت لن يكون هناك أي مبرّرٍ لإخفائها، أما ابنته غنوة فرفعت الصوت وكتبت عبر صفحتها الخاصة على الفايسبوك نداءً إلى الصحافيين والفنانين على وجه الخصوص، تمنّت خلاله لكن من يستعجل الموت لوالدها أن يموت قبلها، واعتبرت أنّ الجميع أمام امتحان متسائلة "ألا يخافون الله؟" واستغربت كيف يستعجلون رحيل الموسيقار بهذه الطريقة البشعة.
كان الحدث مرض الموسيقار وبات سلوك الإعلام المريض هو الحدث، فقد كشف دخول ملحم بركات إلى المستشفى أنّ بعض الصحافيين يعتبرون أنّ أي خبرٍ بحوزتهم يجب نشره لاعتبارات مهنيّة تكمن في أنّ لكلّ مجتهد نصيب، وأنّهم اجتهدوا في الحصول على الخبر ونشره مكافأة لهم على جهودهم، معلّلين الأمر بأنّ الفنّان شخصيّة عامّة، وأنّ حياته وفرحه ووجعه ملك للجمهور.
كما كشف أنّ بعض الصحافيين يعانون صراعاً بين ما يطلبه القراء وما تتطلّبه أخلاقيات المهنة، ويرضخون في النهاية لما يطلبه القراء على اعتبار أنّ المؤسسات الإعلاميّة التي تقفل أبوابها لا تسعفها الأخلاق المهنيّة، بل الإعلانات التي تحدّدها نسبة القراء.
وكشف أيضاً أنّ لدى البعض عقدة "أنا أعرف قبل الجميع"، أو "أنا أعرف وأريدكم أن تعرفوا أنني أعرف ولن أنشر".
ووسط هذا النقاش حول المستوى المتدهور الذي وصلت إليه المهنة، يبقى الموسيقار في المستشفى يصارع مرضاً يقول إنّه ليس خطيراً بقدر الخطر المحدّق بإعلام سقطت عنه آخر أوراق التوت.