تعد ضربة الشمس حالة مرضية طارئة قد تؤدي إلى وفاة المصاب إذا لم يُسعف فوراً, نتيجة التعرض المباشر لحرارة الجو, في فصل الصيف, وضربات الحرارة معروفة منذ القدم في منطقة الشرق الأوسط, ومعروفة لدى من يتعرضون لحرارة الشمس,
والجنود ولاعبي كرة القدم وعمال المناجم, وقد يصاب المصطافون بضربة الشمس أثناء اللهو والإستلقاء على شواطئ البحار, وقد يتعرض الحجاج والمعتمرون لضربات الشمس, إذا حجوا أو اعتمروا في فصل الصيف.
عند تعرض أحد لضربة شمس, يتوجب تقديم العناية الطبية له بأسرع ما يمكن, خاصة إذا كان المصاب غير معتاد على الجو الحار, ويقول الطبيب سمير إسماعيل الحلو إن ضربة الشمس تعني تعطل مراكز الدماغ المسؤولة عن ضبط حرارة الجسم, ما يؤدي الى ارتفاع حاد في حرارة الجسم, لتصل الى 41 درجة مئوية, ما يؤثر على الدماغ ويدخله في غيبوبة او موت دماغي جراء اختلال في مراكز المخ الحساسة, وبصفة خاصة مركز تنظيم الحرارة الذي يعجز عن حفظ الحرارة ضمن معدلها الطبيعي, وتحدث أكثر لدى الأطفال و كبار السن, ومرضى القلب و السكري و مدمني الكحول و المخدرات, إضافة إلى الأشخاص الذين لم يألفوا الاجواء الحارة, يشار إلى ان الناس غالبا لا يميزون بين ضربة الشمس وبين الإرهاق الحراري, لذا اقتضى التنبيه, فالشائع هو الإصابة بالإرهاق الحراري, فالمصاب بالإرهاق الحراري يعاني من جفاف شديد, وتغير في مستوى الوعي, نتيجة التعرض للشمس او الحرارة الزائدة, لكن حرارته تكون طبيعية, وغالبا ما يطلق الناس على هذه الإصابة "ضربة الشمس".
اسبابها
أسباب الإصابة بضربة الشمس والإرهاق الحراري حسب الدكتور الحلو تتمثل بالتعرض الطويل للحرارة او لأشعة الشمس المباشرة, مما يسبب احتقانا في خلايا المخ وارتفاعا في ضغط السائل المحيط به, فينتج عنه اضطراب في عمل التنفس والقلب, وخللا في ميكانيكية التعرق, لكن هذا لا يعني أن التعرض لأشعة الشمس المباشرة هو السبب الوحيد للإصابة بضربة الشمس, بل العمل بظروف غير ملائمة من الحرارة والرطوبة يمكن أن تتسبب بالاصابة بضربة شمس, ومما يجعل الإصابة أكثر احتمالا فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم مصحوبة بالأملاح من دون تعويضها, ومن دون الاخذ بأسباب تخفيف حدتها, بالاكثار من شرب الماء البارد و تغطية الرأس.
اعراض الارهاق الحراري هي الاكثر شيوعا, وتتمثل في التعرق الشديد والتعب العام والصداع والرغبة في النوم وطنين الاذن والرغبة العارمة في شرب السوائل, وقد يعاني المريض من تغير بسيط في الوعي, اما ضربة الشمس فهي حالة من حالات الطوارئ الطبية, لأن المريض قد يفقد وعيه بشكل واضح, ويدخل في غيبوبة مع جفاف شديد في الجلد وارتفاع في درجة الحرارة قد تتعدى 41 درجة مئوية, إضافة إلى الشعور بالتعب والضعف العام, واحمرار الوجه, وتشوش النظر, وجفاف الجلد, والصداع وتقلصات عضلية والشعور بدوار مع استفراغ, وارتباك غير واضح المعالم يصل الى درجة الهذيان, وتسارع في النبض وصعوبة في التنفس, وقد يكون فقدان الوعي هو اول اعراض ضربة الشمس.
يقول الدكتور الحلو إن تشخيص ضربة الشمس أمر سهل بالنسبة للطبيب المتمرس من خلال الاعراض التي تظهر جلية على المصاب, لكن هذا لا يعني أن الإنسان غير قادر على تفادي الاصابة بضربة الشمس, فطرق الوقاية سهلة ومعروفة, تتمثل في تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة, والاماكن الحارة قدر المستطاع, و شرب السوائل الباردة بشكل متكرر, ومحاولة البقاء في الظل بجوار المراوح او المكيفات خلال فترة الظهيرة.
الاسعاف الأولي
نقل المصاب إلى الظل أو إلى مكان بارد, وتخليصه من ملابسه الخارجية, والقائه على الارض مع رفع رأسه, بحيث يصبح أعلى من مستوى جسمه, ووضع كمّادات باردة على أطرافه, هذه هي أهم خطوات الإسعاف الأولي للمصابين بضربة الشمس, ويمكن استعمال قطعة اسفنج أو فوطة مبللة بالماء البارد لتبريد رأس المصاب وأطرافه ومن ثم لفه بخرقة, أو شرشف مبلل بالماء البارد, أو رشه باستمرار بالماء البارد, ويمكن وضعه في مغطس يحتوي على الماء البارد, مع تجنب استخدام الثلج خوفا من حدوث تقلصات في الأوعية الدموية, ويمكن استخدام مروحة هوائية لتهوية المصاب. لكن الحلو نبّه إلى ضرورة ملاحظة العلامات الحيوية من التنفس و النبض والحرارة, واعطاء الاكسجين عند اللزوم, وفي حالة توقف التنفس يجرى له التنفس الاصطناعي على الفور.