زوج ديكتاتورى وزوجه متسلطه كيف يقبلان الحياه بينهما

بنوته مصريه

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1
هو ديكتاتوري ومتسلط، يحبّ أن يُلقي الأوامر ليلبّي الآخرون طلباته ورغباته٬ ويرفض أن يناقشه أحد في كلمة يقولها أو عمل يقوم به أو قرار يتخذه. وهي بالمقابل صعبة المراس وتأبَى الخنوع والانهزام والتنازل٬ وتحسب أن حياتها وكرامتها ورأيها، خط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كلّفها الأمر من أضرار! فهل ممكن أن تجتمع هاتان الشخصيتان تحت سقف واحد؟ وكيف ستكون الحياة الزوجية بين زوج ديكتاتوري وزوجة معارضة؟


يعتبر د. أشرف العسال (خبير في المشكلات الأسرية) أنّ مسألة تسلط أي من الطرفين أو كليهما في العلاقة الزوجية، أثر كبير في الأسرة يترافق مع تشويش نفسي لدور كل منهما في الحياة٬ مشيراً إلى أن المسؤولية الكبرى تقع على المرأة في تفادي السلبيات٬ حيث إنها يجب عليها أن تُحسن التعامل مع زوجها المتسلط بدل معاندته أو معارضته، فلا تقف عند كل كبيرة وصغيرة له، وأن تتجاوز بهدوء وحكمة موضوع رفع صوته في وجهها أو جرحها بكلمات، وأن تتنازل وتُسامح بحزم لا بضعف وبحب لا بقسوة، وفي حال كانت تعمل وراتبها أعلى من راتبه، فعليها أن تُشعره دائماً بأنه سيّد ورَبّ الأسرة، وتستخدم أنوثتها لأنه أقوى سلاح في وجه تسلّطه.

وشدد العسال على ضرورة إجادة الزوجين فن الحوار٬ قائلاً: “على كل طرف أن يقبل الطرف الآخر ويُشعره بحبّه، ولا يفسر كلماته كما يحلو له بل يسأله عما يقصد به، ويُحسن النية ويلتمس لشريكه الأعذار، ويلتزم الموضوعية ويختار الكلمات الرقيقة التي تهدئ ولا توتر، ويصارحه بالخطأ الذي ارتكبه ويبتعد عن تعداد عيوبه التي لا دخل لها بموضوع الخلاف. ويكون من الجميل أيضاً، استخدام لغة العيون والابتسامة واللمسة الحانية خلال الحوار، وعدم تجاهل الاعتراف بالغلط، والحرص على تقديم الاعتذار الذي نعتبره من أساسيات العلاقة الزوجية الناجحة والسليمة”.

مستندة إلى عملها الاجتماعي مع الأزواج، تعترف فاطمة المغني، خبيرة ومدربة في مجال العلاقات الأسرية أنّ نموذج الزوج الديكتاتوري والزوجة المعارضة موجود في مجتمعنا، وهو السبب وراء الانفصال الذي يحصل في الحياة الزوجية.


وتلفت المغني إلى أنّ “الرجل الديكتاتوري يرفض قطعاً ألا تطاع أوامره أو ترفض، وعندما تواجهه المرأة يتحول البيت إلى ساحة نزاع٬ ويصبح الأمر بمثابة “مركب بربّانين يسير في عرض بحر وسط رياح هَوْجَاء لا يمكن توقع كيفية الوصول إلى بر الأمان مع افتراضية الغرق في أي لحظة”.

من جهتها لا تستبعد الدكتورة غادة الشيخ، استشارية اجتماعية وأسرية في مركز التميّز للاستشارات والتدريب في أبوظبي، أن يلتقي الزوج الديكتاتوري والزوجة المعارضة تحت سقف واحد، إلا أنها تؤكد: “سيكون بينهما حرب شعواء، لأن الرجل المتسلط يريد أن تنفّذ زوجته كلامه من دون نقاش يُذكر وتطيعه طاعة عمياء، بينما تحتاج الزوجة لاسيما إذا كانت من الطبع العنيد، إلى حجّة الإقناع والمعاملة الحسنة واحترام رأيها وإشراكها في القرارات كافة. وفي حال لم يتعاقدا مسبقاً على مسألة التنازل والاتفاق، واستخدام أسلوب الحوار في علاقتهما الزوجية، فعليهما وعلى علاقتهما السلام”.

وتستطرد قائلة: “مع أجواء المشاحنات القائمة بين الزوجين وحالات التصادم المستمر لكون الرجل متسلطاً والزوجة متعنتة، تتهدد استقرار الأولاد وتتأثر شخصيتهم بشكل سلبي، وقد يتحولون إلى انطوائيين، أو يمارسون بدورهم فعل التسلط على أشخاص هم أضعف منهم، كما نلاحظ التبول اللاإرادي عند البعض منهم، وجميع هذه الحالات ما هي إلا تعبير نفسي في اللاشعور عما يعانونه من ضغوطات يعيشونها مع الوالدين”.

وتنبّه د. الشيخ إلى أنّ تطويع الشخصية والطباع أمر أساسي للأشخاص قبل الارتباط٬ ويعتبر هذا الشرط أولوياً لا في العلاقات الزوجية وحسب بل على العلاقات الاجتماعية بشكل عام.

من ناحية أخرى٬ تجري ناعمة خلفان الشامسي، مستشارة نفسية وزوجية وأسرية، قراءة سريعة لأنماط الزوج الديكتاتوري والزوجة المعارضة، فتقول: “مع هذه النماذج تدور العلاقة في دائرة مفرغة، حيث يصر الزوج على إلقاء الأوامر في حين تتمسك الزوجة بمعارضته، الأمر الذي لا يؤدي إلى نتيجة ولا يُثمر علاقة صحية وسليمة فيتفكك الزواج، في ظل انعكاس مخاطر جدية على أولاد يميلون دوماً إلى صاحب السلطة في البيت الذي ينفّذ رغباتهم حتى لو كانت سيئة، على حساب اعتراض الطرف الآخر للموضوع هذا”.

وتختتم الشامسي بالقول: “قد تكون القيادة منوطة بالرجل، ولكن هذا لا يمنع من أن يُشرك زوجته في القرارات الأساسية المرتبطة بالعائلة والمستقبل، لأن الحكمة تقتضي أن يجتمع الاثنان على توفير ما هو مناسب لكل الأطراف وبموافقة الجميع، فلا يتفرّد أحد برأي ولا يملي أحد الأمر والنهي على أحد ليرتاح الجميع، أي الزوج والزوجة وأولادهما”.