
و من حكايا العرب و نوادرهم و حسن تلطفهم في الطلب يقابله حسن إدراك و فهم من المسؤول و سخاءه معهم, أسوق إليكم هذه الحادثة القصيرة..تابعوا:
وفدَ رجلٌ من بني ضِنَّةَ على عبد الملكِ بن مروان فقال منشداً:
و اللهِ ما ندري إذا ما فاتَنا**طلبٌ إليكَ منِ الذي نَتَطَلَبُ
فَلَقَد ضَرَبنا في البِلادِ فَلَم نَجِد**أحداً سِواكَ إلى المكارمِ يُنسَبُ
فَاصبِر لِعادَتِنا التي عَوَّدتَنا**أو لا فَأرشِدنا إلى مَن نَذهَبُ؟!
فقالَ عبدُ الملكِ: إلَيَّ, إلَيَّ! و أمرَ لهُ بِألفِ دينار, ثُمَّ أتاهُ في العامِ المقبلِ فقالَ :
يَرُبُّ الذي يَأتي منَ الخيرِ إنَّهُ**إذا فَعَلَ المعروفَ زادَ و تَمَّما
وَ لَيسَ كَبانٍ حينَ تَمَّ بِناءُهُ**تَتَبَعَهُ بِالنَّقضِ حَتّى تَهَدَّما
فَأعطاهُ ألفَي دينار, ثُمَّ أتاهُ في العامِ الثالثِ فقالَ:
إذا استُمطِروا كانوا مَغازيرَ في النَّدى**يَجودونَ بِالمَعروفِ عَوداً على بِدءِ
فَأعطاهُ ثلاثةَ آلافِ دينارِ.
و قلما نجد في الوقت الحاضر حاكماً أو مسؤولا يفعل هذا الفعلَ و يكون له الحلم و الأناةَ عند سؤالِ رعيته له.
مع أطيب الأمنيات

التعديل الأخير: