رفض عدد من فناني مصر ونقادها دراسة بعض جهات الإنتاج إمكانية الاستعانة ببعض الفنانين الأتراك الذين يتمتعون بجماهيرية كبيرة للدفع بهم في أعمال درامية بهدف الترويج لها في ظل الأزمة المالية التي تعانيها شركات الإنتاج الفنية.
وأبدى عدد من الفنانين إسناد المنتجين أدوارا لنجوم أتراك إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك بهدف إضفاء مصداقية على شخصيات المسلسل، في حين اعتبر فنانون آخرون أن الاستعانة بممثلين أتراك أو أجانب بأنه أمر جيد من منطلق تبادل الثقافات باعتبار أن الفن يتسع للجميع، وفق وكالة الشرق الأوسط.
ووصف المنتج صفوت غطاس هذه الفكرة بأنها "غير مقبولة" إلا إذا كانت تهدف إلى تسويق المسلسلات إلى تركيا ونجح صناعها في تحقيق ذلك، لافتا إلي أنه سيغادر إلى تركيا الشهر المقبل بهدف الشراكة الحقيقية وتنفيذ إنتاج مشترك مع الجانب التركي.
واعتبرت الناقدة ماجدة موريس أن لجوء صناع الدراما إلى الاستعانة بفنانين أتراك في أعمالهم يعد مسلكا "غير صحيح" إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك لإضفاء المصداقية على موضوع المسلسل, مشيرة إلى أن الأمر يتوقف على دوافع الاستعانة بهم وهل سيجسد هؤلاء الفنانين الأتراك شخصيات مصرية أم أدوار تركية, وهل سيتم دبلجة أصواتهم أم سيكون هناك من يتحدث بلسانهم.
ورجحت موريس لجوء العديد من صناع الدراما إلى الدفع بالممثلين الأتراك إلي رغبتهم في الاستفادة من الإقبال الجماهيري على أعمالهم ورغبة جهات الإنتاج في تسويق تلك الأعمال بشكل جيد ومحاولة تسويقها أيضا إلى تركيا.
بدوره الفنان أحمد فؤاد سليم, أعرب عن رفضه لفكرة الاستعانة بممثلين أتراك في الدراما المصرية, واصفا ذلك بـ"الأمر الخطير الذي يؤدي إلى فوضى لا تختلف عن الفوضى الموجودة في الشارع".
كما حذر سليم من خطورة الغزو الثقافي للفن المصري, وقال إن الأمر لا يتعلق بالدفاع والغيرة على المهنة بقدر ما يتعلق بالغيرة على المجتمع.
من جهة أخرى، اعتبرت الفنانة رانيا محمود ياسين أن الاستعانة بممثلين أتراك أو عرب أمر مقبول باعتبار أن الفن يتسع للجميع دائما من منطلق تبادل الثقافات.
وأكدت ياسين أهمية ألا يكون ذلك على حساب الفنان المصري بحيث ألا يزاحم الأتراك أو الأجانب المصريين في أدوارهم، رافضة في الوقت ذاته إقصاء الفنانين المصريين تدريجيا والاكتفاء بالاستعانة بممثلين أتراك.
أما المخرج أشرف سالم فأكد أن الاتجاه للدفع بممثلين أتراك ليس أمرا مرفوضا من حيث المبدأ بشرط أن يتم توظيفهم في الأدوار المناسبة وتسويق المسلسلات بشكل مناسب في ظل الأزمة المالية التي تعانيها جهات إنتاج متعددة.