قررت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، إلغاء نتائج اختبار لانتداب ضباط تضمن أسئلة دينية مثيرة للجدل في خطوة قالت إنها تهدف لدعم سياسة الحياد بعد أن فجرت موجة من الغضب في المعسكر العلماني الذي حذر من إمكانية "أسلمة الوزارة".
وقالت الوزارة في بيان "نظرا لما أثاره اختبار انتداب عرفاء للحرس الوطني(ضباط) من ردود فعل وفي إطار سعي الوزارة إلى دعم سياسة الحياد والعمل بكل شفافية، قرر وزير الداخلية إعادة إجراء الاختبارات الخاصة بقبول عرفاء للحرس الوطني، وسيتم إعلام المترشحون بتاريخ إعادة المناظرة".
وقررت الوزارة أيضا إجراء تحقيق بشأن الامتحان الذي خضع له المترشحون في المسابقة المذكورة لانتداب ضباط صف في جهاز الحرس الوطني.
ومن بين الأسئلة التي جاءت في الاختبار: "من هي أول امرأة قطعت يدها بسبب السرقة؟ وما هي أطول سورة في القرآن؟ وكم استغرق نزول القرآن؟ وكم عدد القراءات الصحيحة للقرآن؟ ومن أول من استقبل القبلة؟".
وأثار الاختبار انتقادا واسعا بين العلمانيين الذين رأوا فيه محاولات لأسلمة الوزارة التي يرأسها لطفي بن جدو، الذي لا ينتمي لأي حزب سياسي.
وضمن التعديل الوزاري الأخير في شهر مارس الماضي منحت حركة النهضة الإسلامية، التي تقود الحكومة في تونس، وزارات سيادية من بينها الداخلية والعدل والخارجية والدفاع لشخصيات مستقلة ليس لها انتماء حزبي تحت ضغط المعارضة العلمانية، التي طالبت بتحييد هذه الوزارات قبل إجراء الانتخابات.
وبعد الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي قبل عامين، ارتفع التوتر الديني وأصبح دور الدين في المجتمع يثير انقساما واسعا في تونس مهد الربيع العربي.
وأثار إلغاء نتائج المقابلة ارتياح البعض الذين كتبوا تعليقات على موقع فيسبوك لوزارة الداخلية وعبروا عن شكرهم للتجاوب السريع لوزير الداخلية مع النقد.