عند مداخل مدينة بعلبك اللبنانية ترتفع أعلام حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، مؤكدة وصولنا إلى ما يسميه الحزب الموالي لإيران بالعمق الاستراتيجي والخزان البشري الذي رفد قواته بالمقاتلين طوال 30 عاما من القتال مع إسرائيل.
لم تكن الحركة عند انعطافنا باتجاه مدينة الهرمل القريبة من القصير السورية طبيعية أمام مستشفى دار الحكمة الذي ازدحم مدخله بالسيارات التي تحمل أعلام الحزب وصورا حديثة لمقاتليه بدت وكأنها خرجت للتو من المطبعة.
يبدو أن حزب الله طبع كمية كبيرة من صور تتشابه في تصميمها وتتباين ملامح أصحابها الذين تقول الأنباء إنهم قتلوا، الأحد، في معركة القصير خلال قتالهم إلى جانب القوات السورية الحكومية ضد مسلحي المعارضة.
وفي حين تعلن مصادر مقربة من الحزب عن مقتل ما لا يقل عن 12 عنصرا، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 28 عنصرا من النخبة قتلوا في الاشتباكات الدائرة منذ الأحد في القصير فيما أصيب أكثر من 70 آخرين بجروح.
ولم تشهد منطقة بعلبك في البقاع اللبناني تشييع هذا العدد من الشبان في يوم واحد منذ الحرب مع إسرائيل عام 2006، إلا أن مصادر في الجيش الحر تتوقع سقوط مزيد من القتلى في صفوف الحزب، لاسيما أن الأخير يخوض المعارك كـ"رأس حربة" في بعض المناطق السورية.