واصل برشلونة فقده للألقاب التي حققها الموسم الماضي فبعد ضياع الليجا معنويا بعد الهزيمة امام الريال منذ ثلاثة أيام عاد ليفقد ثلاث بطولات بتعادله مع تشيلسي 2-2 في المباراة التي أقيمت بينهما ضمن لقاء العودة للدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا بملعب الكامب نو معقل الكتالونيين وبهذه النتيجة يصعد تشيلسي للنهائي الحلم حيث كان لقاء الذهاب بلندن قد إنتهى بفوزه 1-0 ليكون مجموع اللقائين 3-2 لتشيلسي وبذلك ينتظر البلوز الطرف الثاني من بين فريقي ريال مدريد وبايرن ميونخ الذي سيلاقيه في النهائي بملعب أليانز أرينا بميونخ .. بينما خسر برشلونة لقب دوري الأبطال وبالتالي لن يلعب بطولة السوبر الأوروبي وبطولة كأس العالم للأندية وهي البطولات التي يحمل البارسا ألقابهم الموسم الماضي .
جاءت المباراة قوية من الطرفين حيث إعتمد تشيلسي على الهجمات المرتدة بينما سيطر البارسا على معظم فترات المباراة وإستطاع البلوز الثأر من هزيمتهم من نفس الدور في بطولة 2009 أحرز لبرشلونة بوسكيت (د 35 ) وإنييستا ( د43 ) .. بينما أحرز لتشيلسي راميرز في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بلا من الضائع من الشوط الأول وتوريس في نفس الدقيقة من الشوط الثاني ولعب تشيلسي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 37 بعد طرد جون تيري وأضاع ميسي ركلة جزاء في الدقيقة 48 من المباراة.
بيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة دخل اللقاء بعقلية ، إنقاذ موسم البارسا من الضياع بدون بطولة كبرى ، فمع إقتراب الريال من الليجا بعد نتيجة الكامب نو الأخيرة ، أصبح لقب دوري أبطال أوروبا هو الوحيد القادر على صنع السعادة مرة أخرى لجماهير الفريق الكتالوني ، وخاصة ان هذه البطولة ستتيح للفريق المنافسة على بطولتين أخرتين ، هما كأس السوبر الأوروبي ، وكاس العالم للأندية وهي الألقاب التي يحمل لقبها برشلونة منذ العام الماضي ، ولذلك دفع بيب بقوته الضاربة التي تجيد تنفيذ طريقة 3-3-3-1الهجومية ، معتمدا على الثلاثي الهجومي ميسي الذي صام في لقاء الذهاب والكلاسيكو عن التهديف ، وبجواره كونيكا من الجهة اليمنى ، وفابريجاس الذي يميل للجبهة اليسرى ، ومن أمامهم رأس الحربة الصريح المشاغب ألكسيس سانشيز ، بينما تشافي ، وإنييستا وبوسكيت يكملان القوة الهجومية من المنتصف ، وكان على عاتقهما إيقاف المرتدات المتوقعة من منتصف ملعب تشيلسي .
في الجانب الاَخر فإن روبرتو دي ماتيو المدير الفني لتشيلسي ، الذي وجد نفسه فجأة يقود سفينة البلوز الغارقة في نتائج سيئة هذا الموسم ، تحت قيادة فيلاش بواش الذي أقيل ليجد دي ماتيو نفسه في مركز القيادة ، وينجح في تحسين العروض ، والنتائج سواء في البريمير ليج أو دوري الأبطال الذي وصل فيه للدور قبل النهائي ، وفاز في لقاء الذهاب بهدف منح لفريقه الأفضلية ، ولذلك حاول الدفاع عن فرص صعوده للنهائي الحلم من خلال طريقة 4-2-3-1 ، معتمدا على تقدم دروجبا بمفرده في المقدمة ، ومن خلفه الثلاثي ماتا ، ولامبارد ، وراميرز سانتوس الذين ينضمون لخط المنتصف المدافع عند فقد الكرة ، والإندفاع الهجومي السريع وتنفيذ المرتدات عند إمتلاك الكرة .
لا وقت للإستكشاف وجس النبض شعار رفعه الجميع داخل ملعب الكامب نو فمنذ الدقيقة الأولى وضح إعتماد تشيلسي على إنطلاقات أشلي كول من الجهة اليسرى وإنطلاقات دروجبا القوية من منتصف الملعب التي ترهق دفاع أي فريق ومهارات ماتا لتنفيذ الهجمات المرتدة .. في المقابل لم يتخل الكتالونيين عن طريقتهم التي تعتمد على التمريرات القصيرة البينية القادرة على إختراق اقوى الدفاعات وهو ما حدث عند الدقيقة الثالثة عندما تبادل ميسي الكرة مع سانشيز إنفرد على أثرها الساحر الأرجنتيني بالمرمى ولكنه سددها بيمينه في الشبكة الخارجية لمرمى البلوز مهدرا الفرصة الأولى .
التبديل الأول فرض نفسه سريعا على دي ماتيو مدرب تشيلسي بعد إصابة المدافع جاري كاهيل فدفع بالبديل بوسينجوا في الدقيقة 12 .. ورغم ضيق المساحات في دفاعات الفريق الانجليزي إلا أن ميسي واصل هوايته في التمرير والإستلام ففي الدقيقة 20 مرر الكرة لفابريجاس وإستلمها منه مرة أخرى لينفرد بمرمى تشيلسي ولكنه سددها في قدم الحارس المتألق بيتر تشيك مهدرا أبرز فرص الشوط .
مثلما فرضت الإصابة على الضيوف إجراء تغيير دفاعي مبكر فرضت أيضا على البارسا تغيير بإصابة المدافع بيكيه في الدقيقة 23 ليدفع جوارديولا بدانييل ألفيس مع عودة ماسكيرانو كمساك بجوار بويول .. وسيطر البارسا على منطقة المناورات وحاصر دفاعات البلوز ورسمت الدقيقة 35 الإبتسامة الأولى للكتالونيين عندما إستلم كوينكا الكرة من الجهة اليمنى ومررها عرضية داخل منطقة الجزاء لتمر من الجميع وتصل لبوسكيت الذي يضعها بسهولة داخل المرمى محرزا الهدف الأول لبرشلونة .
شهدت الدقائق الأخيرة من هذا الشوط قمة الأحداث المثيرة عندما أشهر الحكم التركي أوناي شاكير البطاقة الحمراء لجون تيري قائد تشيلسي في الدقيقة 37 لتعديه على سانشيز بدون كرة ليلعب البلوز بدون قائدهم الوقت المتبقي .. وهو ما إستغله نجوم برشلونة وضغطوا بقوة لإحراز هدف الصعود للنهائي وهو ما تحقق في الدقيقة 43 من خلال كرة ثلاثية مررها سانشيز لميسي الذي أرسلها بينية لإنييستا المنفرد فسددها بيمينه في الزاوية اليسرى لبيتر تشيك محرزا الهدف الثاني للبارسا .
في الوقت الذي إعتقد فيه الجميع أن البارسا سيستغل النقص العددي لزيادة الأهداف أثبت البلوز قدرتهم على تنفيذ الهجمات المرتدة الخطيرة ففي الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع مرر لامبارد بينية قاتلة لراميرز الذي إنفرد ووضعها أعلى فالديز حارس البارسا لحظة خروجه محرزا هدف تعديل الأوضاع لتشيلسي .
كما كان متوقعا مع بداية الشوط الثاني سيطر البارسا تماما على منطقة المناورات مستغلين النقص العددي للبلوز وهو ما جعل دروجبا يعود للمساندة الدفاعية في أوقات كثيرة ولم تمر سوى ثلاث دقائق فقط من الشوط حتى إحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء لبرشلونة أثر عرقلة دروجبا لفابريجاس داخل منطقة الجزاء وتصدى لها ميسي الذي أثبت أنه غير محظوظ في المباريات الثلاث الأخيرة حيث سددها في عارضة الحارس بيتر تشيك لتضيع فرصة هدف الصعود لبرشلونة .
مع إستمرار الضغط الكتالوني أدرك دي ماتيو مدرب تشيلسي أن فريقه لن يصمد كثيرا أمام هجمات البارسا فدفع بالسريع سالمون كالو بدلا من ماتا في محاولة لنقل الكرة سريعا إلى القوي دروجبا في منتصف ملعب البارسا لتخفيف الضغط على فريقه مستغلا سوء حالة الدفاع الكتالوني وكاد ينجح مخططه في أكثر من مناسبة .. وفي المقابل دفع جوارديولا مدرب برشلونة باللاعب تليو بدلا من كوينكا لتنشيط الناحية الهجومية .
رغم السيطرة التامة لنجوم برشلونة إلا أن الدفاعات القوية لتشيلسي فرضت رقابة قوية على مفاتيح لعب برشلونة ونجح اللاعبون في تشكيل ستار حديدي قوي خارج منطقة جزائهم وإستطاعوا تضييق المساحات فوجد لاعبو برشلونة صعوبة في تمرير البينيات الخطيرة .. وعاد الحظ ليقف بالمرصاد ضد ميسي الذي سدد قوية لكن القائم الأيسر ينوب عن بيتر تشيك في التصدي لها بينما يدفع دي ماتيو بتوريس بدلا من دروجبا وينجح توريس في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع في إحراز هدف التعادل مستغلا الأخطاء الدفاعية لبرشلونة فإنطلق من خلال هجمة مرتدة ووضعها المرمى بسهولة .