
من القصص التي قرأتها في إحدى الكتب و أحببت كتابتها و نقلها هنا هي قصة تدل على عدل الأمراء في العهد الذهبي للإسلام و تقواهم و خشيتهم من الله تعالى في أموال المسلمين..تعالوا نقرا هذه القصة:
قالَ عليٌّ بن أبي رافع: كنتُ على بيتِ مالِ عليٍّ بن أبي طالب و كاتبهُ، فكانَ في بيتِ مالهِ عِقدُ لؤلؤٍ كانَ أصابهُ يَومَ البَصرَةِ، فأرسَلت إليَّ بنتُ عليٍّ بن أبي طالب،فقالت لي: إنَّهُ قد بلغني أنَّ في بيتِ مالِ أميرِ المؤمنينَ عِقدُ لؤلؤٍ،و هو في يَدِكَ،و أنا أحِبُ أن تُعيرَنيهِ أتَجَمَّلُ بهِ في يَومِ الأضحى. فأرسَلتُ إلَيها: عارِيَةٌ مضمونةٌ، مردودةٌ بعدَ ثلاثةِ أيامٍ يا بنتَ أميرِ المؤمنينَ. فقالت: نعم، عاريةٌ مردودةٌ بعدَ ثلاثةِ أيامٍ.
فَدَفَعتهُ إليها و إذا أميرُ المؤمنينَ رآهُ عليها فعرفهُ، فقالَ لها: مِن أينَ جاءَ إليكِ هذا العِقدُ؟ فقالت: إستَعَرتُهُ مِن إبنِ أبي رافعٍ خازنِ بيتِ مالِ أميرِ المؤمنينَ لأتَزَيَنَ بهِ في العيدِ ثُمَّ أرُدَهُ.
فَبَعثَ إلَيَّ أميرُ المُسلِمينَ فَجِئتَهُ، فقالَ لي: أ تَخونُ المسلمينَ يا إبنَ أبي رافعٍ؟
فقلتُ:معاذَ اللهِ أن أخونَ المُسلمينَ. فقالَ:كيفَ أعَرتَ بنتَ أميرِ المؤمنينَ العِقدَ الذي في بيتِ مالِ المسلمينَ بِغَيرِ إذنِهِم وو رِضاهُم؟
فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ إنَّها بِنتُكَ، و سَألَتني أن أُعيرَها العِقدَ تَتَزَيَنُ بِهِ فَأعَرتُها إياهُ عارِيَةً مَضمونةً مردودةً على أن تَرُدَهُ سالِماً إلى مَوضِعِهِ، فقالَ: رُدَهُ مِن يَومِهِ، و إيّاكَ أن تَعودَ لِمثلِهِ، فَتنالُكَ عقوبَتي. ثُمَّ قال: ويلٌ لإبنَتي! لَو كانَت أخَذَتِ العِقدُ عى غَيرِ عاريةٍ مضمونةٍ مردودةٍ لكانت إذاً أولُ هاشِميةٍ قُطِعَت يَدُها في سَرِقَة.
فَبَلغَت مَقالَتُهُ إبنَتَهُ، فقالت له: يا أميرَ المؤمنينَ، أنا إبنَتُكَ و بَضعَةٌ مِنكَ فَمَن أحَقُ بِلُبسِهِ مِنّيّ!
فقالَ لها: يا بِنتَ أبي طالبٍ، لا تَذهَبي بِنَفسِكِ عنِ الحَقِّ، أَ كُلُّ نِساءِ المهاجرينَ و الأنصارِ يَتَزَيَّنَّ في مثلِ هذا العيدِ بِمِثلِ هذا!
فَقَبَضتُهُ مِنها و رَدَدتهُ إلى مَوضِعِهِ. إنتهى
مع أطيب الأمنيات