
إن القدسية التي تكتنفني، والبركة التي تحيط بي وبمن حولي، لهي كفيلة بجعلك تفديني بالغالي والنفيس، وأن يهفو قلبك إلي..
تدعي حبي، وتهتف باسمي، وتنادي العالم من أجلي، وتقف على الملأ لتقول (أحبك) ولكن كلمات صدعت رأسي، وأفعال لم أر منها شيء !!
إن ما أنت عليه لا يسر قريب، ولا يرضي صديق، وادعائك لحبي لا بينة عليه، ولا دليل يبرهنه.
إن الهمة التي يجب أن تكون عليها هي التي دفعتني أن أكتب لك هذه البرقية، فبالأمس كان لأجدادك وقفات وفي زمانك اختفت، لست أدعي أنك نسيتني بل أنت الذي عرفتك تدعو لي بكل مناسبة وتذكرني بكل وقت.
إن الحزن الذي يحيط بي ليكفي مليار ونصف المليار من المسلمين، أنظر إليهم فردا فردا، وأنتظر من أحدهم تحريك ساكن، أو تغيير واقع نحو الأفضل، تذرف دموع عماري فلا تجد من يؤازرها، ويعلو صوتي ثم يخفق من قلة سامعيه، وضعف مناصريه، فواعجبا من كثرة مشجي كرة القدم، ومن مشاهدي برامج الغناء، ومسابقات الفن، ووو.. وأنا أصرخ وااسلاماه فلا مجيب، أونسيت أني قبلتك الأولى، وثالث المسجدين التي تشد إليهم الرحال، نعم، أنا المسجد الأقصى المبارك الذي أتعبه انتظار تحريره، ورسم البسمة على مآذنه، وأرهقه قلة رواده، ومصليه.
إلا أن الكلمات لا تكفي، والدعاء لا يستغنى عنه، والحديد بالحديد يفلح.. واللبيب بالإشارة يفهم.
وبارك الله فيك وجزاك عني خير الجزاء
والعام المقبل وأنت في أكنافي ساجدا إن شاء الله