أعلنت لجان التنسيق الشعبية المنظمة للتظاهرات المناهضة للحكومة العراقية، الجمعة، فشل المفاوضات مع السلطة التنفيذية، ما ينذر بتعميق الأزمة السياسية في البلاد المترافقة مع موجة من أعمال العنف.
وبعد أن اتهمت اللجان الحكومة بالتسويف والمماطلة في تنفيذ مطالب المعتصمين، أعلنت عن تنظيم صلاة موحدة الجمعة في ساحات الاعتصام بالرمادي والفلوجة وسامراء وديالى وكركوك تحت شعار "طفح الكيل كفوا ميليشياتكم".
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد المخاوف من انزلاق العراق مجددا إلى حرب طائفية، لاسيما بعد أكثر من 7 أشهر على اندلاع احتجاجات مناهضة للرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عدد من المحافظات ذات الأغلبية السنية.
وفي هذا السياق، كان القائمة العراقية في البرلمان طالبت بعقد جلسة بغية مناقشة ما يحدث في محافظة ديالى من "تهجير وتطهير طائفي"، وذلك إثر تهام هيئة علماء المسلمين لـ"مليشيات مدعومة من حكومة المالكي بارتكاب التهجير القسري، لتغيير الوضع الديمغرافي للمحافظة".
إلى ذلك، حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق مارتن كوبلر أمام مجلس الأمن الدولي من أن أعمال العنف المتزايدة في العراق، والتي حصدت في غضون أربعة أشهر حوالي ثلاثة آلاف قتيل تهدد بدفع هذا البلد إلى "طريق خطر".
وأوضح كوبلر في إحاطة أمام مجلس الأمن أن التوترات السياسية وتداعيات الحرب في سوريا جعلت من الأشهر الأربعة الأخيرة الأكثر دموية التي يشهدها العراق خلال السنوات الخمس الماضية.
ورغم أن العراق يعاني من العنف منذ سنوات، إلا أن محللين يقولون إن إخفاق الحكومة برئاسة المالكي باحتواء الاستياء المنتشر بين أعضاء الأقلية السنية بسب تعرضهم للإقصاء على حد قولهم، أدى إلى تصاعد العنف هذا العام.
وهذا ما دفع كوبلر إلى القول إن أمام القادة العراقيين أما أن يختاروا "تعزيز أسس الديموقراطية" أو "المغامرة باتباع طريق خطر حيث تنتظرهم مآزق سياسية وأعمال عنف دينية عند كل مفترق".