المالكي، على عدم التفاوض مع الحكومة، في وقت سحب رجل دين بارز مبادرة كانت تهدف لاحتواء التوتر المتصاعد بين المعتصمين والسلطات العراقية.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته لجان التنسيق وشيوخ العشائر في تلك المحافظات بعد تصاعد أعمال العنف واندلاع اشتباكات بين الجيش العراقي وعشيرة البو ريشة شمالي مدينة الرمادي في محافظة الأنبار.
وفي تطور لافت، أعلن رجل الدين البارز، عبدالملك السعدي، تخليه عن المبادرة التي أطلقها لحل الأزمة، والتي كانت تنص على تشكيل لجنة من المتظاهرين اسماها "لجنة حسن النوايا"، للتفاوض مع الحكومة بشأن مطالبهم.
وبعد انتهاء الاجتماع حمل السعدي الذي يحظى بشعبية كبيرة بين المعتصمين حكومة المالكي مسؤولية تراجعه عن تلك المبادرة، حسب ما ذكرت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية"
وكانت مصادر من داخل الاجتماع قالت في وقت سابق إن اللجان خيرت المراجع الدينية السنية الاختيار بين إعلان الإقليم السني في المنطقة الغربية أو مواجة الجيش والشرطة عسكريا.
وتشهد حافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل وكركوك ونينوى وديالى ذات الأغلبية السنية منذ ديسمبر الماضي اعتصامات مناهضة للمالكي، احتجاجا على ما يصفونه بـ"سياسة التهميش الممنهج" ضد مواطني تلك المحافظات.
والسبت، طلب رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، عقد جلسة نيابية طارئة بحضور مسؤولين أمنيين وعسكريين بهدف مناقشة التدهور الأمني في البلاد، في وقت تواصلت أعمال العنف حيث قتل 11 شخصا في هجمات متفرقة.
واعتبر النجيفي في بيانه أن العراق يعيش "تداعيات خطيرة "نتيجة هذا التدهور المريب الذي تقف خلفه قوة ظلامية.. تهدف إلى اشعال الفتنة بين مواطنيه واضعاف إرادته وعزمه ووحدته وتمزيق نسيجه الاجتماعي".
وتصاعدت حدة التوتر في الرمادي، إثر وقوع اشتباكات بين الجيش العراقي وعشيرة البو ريشة، دامت لأكثر من ساعة، حينما كانت قوة عسكرية تعتزم تنفيذ عملية دهم بحق مطلوبين للسلطات العراقية على خلفية اتهامات بتورطهم بقضية مقتل الجنود العراقيين الخمسة بالرمادي الشهر الماضي.
وعلى خلفية هذا الاشتباك، انتشر مئات المسلحين في منطقة البو ذياب وطلبوا من عناصر نقاط الشرطة القريبة الانسحاب، حسب ما أفاد النقيب في الشرطة. وقال إن "المسلحين ينتشرون الآن على مسافة من البوابة الرئيسية لقيادة عمليات الأنبار وهم يحملون الأسلحة".
وفي حادث آخر، قال مراسلنا في بغداد نقلا عن قيادة شرطة الأنبار، إن مسلحين مجهولين اختطفوا، السبت، 5 من عناصر الشرطة من نقطة تفتيش في منطقة الكيلو 160 غربي الرمادي.