ع
بلدة الكفرون
تتربع بلدة الكفرون على السفح الجنوبي لجبل ظهره الشكاير ترتفع حوالي450 م عن سطح البحر، وتبعد عن طرطوس 48 كم وعن صافيتا 16 كم وعن مشتى الحلو 3 كم.
اشتق اسمها من الآرامية وتعني الحارة، وهي تجمع لسبعة كفارين هي كفرون رفقة وكفرون حيدر وكفرون بدره وكفرون زريق وكفرون نبع كركر وكفرون بور وكفرون سعد وتتبع للكفرون قرى دوير المليحة وادي المجاور والكفارين السبعة، كما سيتم إلحاق حفة الموارنة وبقطو وحكر كابر ومهيري الموارنة بها.
سكنها الفينيقيون والرومان والبيزنطيين، فهناك العديد من الآثار البيزنطية التي لا تزال تشهد على عراقة وأصالة هذه المنطقة كالقناطر الحجرية و آبار المياه التي صنعت على النمط الروماني القديم.
تتميز الكفرون بمقوماتها السياحية والطبيعية، حيث تنساب الينابيع بين صخورها المكسوة بالغار والزيتون، منها نبع الشيخ حسن في كفرون حيدر المعروف بمياهه العذبة الطبيعية التي تعتبر رافداً أساسياً لنهر الأبرش الذي يصب في بحيرة الباسل، إضافة إلى المقومات السياحية الأخرى.
الكفرون.. سياحة طبيعية ودينية
هناك ينابيع غزيرة أخرى في البلدة منها: الشير وكركر والحومة والصحن وفرشلو وغبيسي والصوراني والسارود والعروس ونبع وادي العديدة ، وكلها تشكل مع غيرها روافد نهر الأبرش.
ويحيط ببلدة الكفرون ثلاثة جبال رئيسية هي:
جبل السيدة العذراء: وهو بركاني مخروطي قاعدته كلسية ،يقع في الجهة الشمالية الغربية للكفرون بارتفاع 600 متر عن سطح البحر، وعليه آثار فينيقية وصليبية، منها السور المتهدم الأطراف الذي يحيط بقمة الجبل والكنيسة، وأيضاً على قمته قلعة وكنيسة قديمة شبه مندثرة تعود للعهد البيزنطي وهي الآن مزار، ويقام على جبل السيدة سنوياً حفل فني بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، في 15 آب من كل عام، يحضره عدد كبير من السياح والمصطافين من داخل سورية وخارجها.
جبل السايح: يمتد من الغرب إلى الشرق مقابل قرى الكفارين، وتغطي قمته غابة صغيرة بنيت عليها مجمعات الشاليهات الجبلية الحديثة.
جبل السن: الواقع في الجهة الشرقية لقرية نبع كركر.
وتنفتح إلى الجنوب الغربي على وادي جميل تجري فيه أنهار الشيخ حسن ونبع العروس ووادي العديدة الدائمة الجريان المغطى بأكمله بالأشجار الزراعية والغابية الدائمة الخضرة.
أرضها خصبة للزراعة، تكثر فيها أشجار التفاح و اللوزيات والحمضيات و الزيتون والكرمة بالاضافة لذلك يقوم السكان بزراعة الخضروات والبقوليات بأنواعها.
إن مقومات الجمال في الكفرون وتنامي السياح والمصطافين والوافدين إليها جعلها مقصداً لمتعهدي البناء، فانتشرت الجمعيات السكنية التي تقسم أبنيتها ومشاريعها وفق نظام يراعى الطبيعة الجبلية لتلك المنطقة، فهناك مجموعة مشاريع فيلات رابية الكفرون، وهي عبارة عن 100 من القصور والفيلات والشقق المبنية بالحجر الأبيض، وهناك حوالي 800 شقة سكنية.
وأهم ما يميز الكفرون المقاصف السياحية التي تستوعب السياح والمصطافين، ومن أهمها : ملتقى النهرين ومقصف عين العصفورة والعرزال وجوهرة الريف ورابية الكفرون والمخاضة والشلال وفندق الوديان والنورس وفندق دارينا والكفرون الجديد والسبيل وميس الريم ونبع الصفا ونبع الشيخ حسن، إضافة إلى عدد كبير من الاستراحات الشعبية والمنتزهات الموزعة على الجداول وضفاف الأنهار.
يذكر أن الأمية انتهت في قرية الكفرون منذ أواخر القرن التاسع عشر، يضاف إلى ذلك الجو الشاعري الذي أنجب كتاباً وشعراء ومبدعين لهم حضور قوي منهم الأديب العالمي الدكتور حليم بركات والشاعر والأديب الراحل حيدرعلي والدكتور الراحل يوسف الصايغ والدكتور فؤاد رفقة والزجّال الكبير نسيم مسوح.
يمكن الوصول إلى الكفرون عبر طرق عديدة، حيث ترتبط بحمص عبر اتجاهين، طريق الاوتوستراد الدولي وطريق ناحية شين، كما ترتبط بصافيتا بأكثر من طريق، وهي بوابة مشتى الحلو، تقام فيها حالياً طرق تنظيمية في المناطق السياحية المشادة حديثاً وفي منطقة الجمعيات ومناطق المقاصف، أهمها الطريق الواصلة بين مدخل الكفرون وحي مارلياس وصولاً إلى الجمعيات وطريق المقاصف نبع الشيخ حسن وصولاً إلى منطقة البساتي.
ومن معالم كفرون الأخرى:
سلاسل صخور الكفرون الشامخة:هذه الصخور الشامخة بموقعها المألوف تعطي رونقاً عجيباً إلى منظر الكفرون في كل الاتجاهات، منها سهلاً ومنها مرتفعاً، فيعد اسمها الكفرون الصخرية.
جسر الكفرون: شيده الفرنسيون، ويعد هذا الجســر من أشهـر ما يميز الكفرون عن غيرها بمظهره القديم فوق نهر جميل، يقصده الناس للتمتع بمنظره و الجلوس على ضفافه، من تحته مياه الذهب ومن فوقه ضوء الشمس يتسلل بين أغصان أشجاره ليصل إليك مع نسمات الهواء المنعشة.
الحومة:
هي بركة أو تجمع من الماء الواقع في الأراضي الزراعية لقرية كفرون بدره في بقعه هي الأخفض في منطقة كفرون بدره ونبع كركر، منخفض من الأرض وسطه بركة من الماء صخرة كبيرة من جهة وتربة من
الجهة الأخرى، نمت حولها أشجار دلب عملاقة تشابكت جذورها ضمن الماء واستندت أغصانها على بعضها البعض في الهواء لتترك المكان فيما يشبه المساء الدائم وأشجار السنديان والغار والبطم المحيطة صنعت مع بعضها عجائبا في السماء، و بمجرد الوصول إليها يتولد في نفس المشاهد خليط من مشاعر الخوف و الدهشة و الغرابة من منظر الحومة ويعدها بعض السكان من عجائب الدنيا، حيث لا يتجاوز قطرها في فصل الصيف (1.5 – 2) م وبعمق غير محدد تقريباً، وتتحول في فصل الشتاء وبعد مجموعة من الليالي الممطرة إلى سيل كبير بعد أن تتجمع فيها عدة مجاري للمياه لا تظهر إلا في فصل الشتاء.
وأكثر هذه الروافد جمالاً هو الشرشار الذي ينحدر من الجبل المواجه للقرية والمعروف باسم جبل السايح على شكل شلال كبير ويكون صوت الشرشار مسموع في أنحاء القرية وربما كان هذا هو سبب تسميته بهذا الاسم.
وفي مصدر آخر: هي حوض ماء حاولنا سبر عمقه فبلغ أكثر من / 40/ يارد و على بعد أقل من كيلو متر ينبع نبع الشيخ حسن، مياهه من نفس حوض الحومة، ومياهه معدنية ثقيلة، يسقي عدة قرى بالداسطة إضافة لقرية الكفرون المؤلفة من رفقة، زريق و حيدر، والتي كانت سابقا تشرب من مياه الشير العذبة الذي ينبع من قرية المهيري.
يبقى للتنوع البيئي وعذرية الغابات طابعها المميز وألقها الخاص الذي توج الكفرون بتاج الصحة وندعو الجميع للاقتداء بها نموذجاً للنظافة والأناقة واللباقة أيضاً.