[frame="4 60"]الحج فريضة لها مواقيت زمانية ومكانية محددة
زمان الحج أشهره ومكانه مكة المكرمة ولكل جهة ميقات للإحرام
خارطة بمواقيت الإحرام لكل جهة
فريضة الحج من أركان الإسلام الأساسية، خصها الله سبحانه بزمان معين ومكان محدد، فجعل زمانها أشهر الحج، قال تعالى: {الحج أشهر معلومات} (البقرة:197) وجعل مكانها مكة المكرمة البلد الحرام، قال تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس} (المائدة:97) وأقام مواقيت مكانية ليحرم عندها من قصد البيت حاجًا أو معتمراً.
وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الأماكن بشكل مفصل ومحدد، فجعل لكل جهة من الجهات ميقاتًا للإحرام.
فجعل لأهل المدينة المنورة -شمال البيت الحرام- ميقات ذي الحليفة، والحليفة نبات معروف، وسمي المكان بذي الحليفة لكثرة ذلك النبات فيه؛ وهو أبعد المواقيت عن مكة، إذ يبعد عنها أربعمائة كيلو مترٍ تقريبًا؛ ويعرف اليوم بأبيار علي.
أما ميقات أهل المغرب ومصر والسودان وعموم إفريقيا فهو "الجحفة" وهي قرية قديمة جرفها السيل فزالت، وحل بها الوباء الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم الله أن ينتقل من المدينة إلى الجحفة في قوله: (اللهم انقل حُمَّاها - أي حُمَّى المدينة - إلى الجحفة) رواه البخاري. لأنها كانت بلاد كفر، ولما خربت الجحفة وصارت مكانًا غير مناسب للحجاج، اتخذ الناس بدلها ميقات رابغ، ومنه يُحرم الحجيج اليوم، وهو أبعد من الجحفة قليلاً عن مكة، ويبعد عنها مسافة 183 كيلو متر تقريبًا.
وأما ميقات أهل الجنوب ومن كان قادمًا من جهتهم فهو "يلملم" ويلملم اسم لتلك المنطقة، والمكان معروف ويسمى اليوم بـ"السعدية" ويبعد عن مكة مسافة مائة وعشرين كيلو متر تقريبًا.
وأما ميقات أهل المشرق فهو "ذات عرق" وهو لأهل العراق وإيران ومن كان في جهتهم، وسمي بـ "ذات عرق" لأنه يقع على مقربة من جبل صغير بطول اثنين كيلو متر، ويبعد عن مكة شرقًا مسافة قدرها 100 كيلو متر تقريبًا، وهو اليوم مهجور، لعدم وجود طرق إليه؛ وبجواره (العقيق) وهو واد عظيم، يبعد عن ذات عرق عشرين كيلو مترًا، وعن مكة عشرين ومائة كيلو متر، منه يحرم الناس اليوم، ويسمى (الضَّريبة).
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجد ميقاتاً خاصاً وهو "قرن المنازل" ويبعد عن مكة 75 كيلو مترًا، ويعرف اليوم بـ"السيل" وهو قريب من الطائف.
ومن كان موطنه دون هذه المواقيت، فإحرامه من مكانه الذي هو فيه لقول ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ( إن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم، هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة) متفق عليه.
وقول عائشة رضي الله عنها: إن النبي صلى الله عليه وسلم ( وقت لأهل العراق ذات عرق ) رواه أبو داود و النسائي.
ولا يجوز للحاج أو المعتمر تجاوز هذه المواقيت إلا بعد الدخول في نية الإحرام وارتداء لباس الإحرام، إن كان مريدًا للنسك.
[/frame]
زمان الحج أشهره ومكانه مكة المكرمة ولكل جهة ميقات للإحرام
خارطة بمواقيت الإحرام لكل جهة
فريضة الحج من أركان الإسلام الأساسية، خصها الله سبحانه بزمان معين ومكان محدد، فجعل زمانها أشهر الحج، قال تعالى: {الحج أشهر معلومات} (البقرة:197) وجعل مكانها مكة المكرمة البلد الحرام، قال تعالى: {جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس} (المائدة:97) وأقام مواقيت مكانية ليحرم عندها من قصد البيت حاجًا أو معتمراً.
وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الأماكن بشكل مفصل ومحدد، فجعل لكل جهة من الجهات ميقاتًا للإحرام.
فجعل لأهل المدينة المنورة -شمال البيت الحرام- ميقات ذي الحليفة، والحليفة نبات معروف، وسمي المكان بذي الحليفة لكثرة ذلك النبات فيه؛ وهو أبعد المواقيت عن مكة، إذ يبعد عنها أربعمائة كيلو مترٍ تقريبًا؛ ويعرف اليوم بأبيار علي.
أما ميقات أهل المغرب ومصر والسودان وعموم إفريقيا فهو "الجحفة" وهي قرية قديمة جرفها السيل فزالت، وحل بها الوباء الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم الله أن ينتقل من المدينة إلى الجحفة في قوله: (اللهم انقل حُمَّاها - أي حُمَّى المدينة - إلى الجحفة) رواه البخاري. لأنها كانت بلاد كفر، ولما خربت الجحفة وصارت مكانًا غير مناسب للحجاج، اتخذ الناس بدلها ميقات رابغ، ومنه يُحرم الحجيج اليوم، وهو أبعد من الجحفة قليلاً عن مكة، ويبعد عنها مسافة 183 كيلو متر تقريبًا.
وأما ميقات أهل الجنوب ومن كان قادمًا من جهتهم فهو "يلملم" ويلملم اسم لتلك المنطقة، والمكان معروف ويسمى اليوم بـ"السعدية" ويبعد عن مكة مسافة مائة وعشرين كيلو متر تقريبًا.
وأما ميقات أهل المشرق فهو "ذات عرق" وهو لأهل العراق وإيران ومن كان في جهتهم، وسمي بـ "ذات عرق" لأنه يقع على مقربة من جبل صغير بطول اثنين كيلو متر، ويبعد عن مكة شرقًا مسافة قدرها 100 كيلو متر تقريبًا، وهو اليوم مهجور، لعدم وجود طرق إليه؛ وبجواره (العقيق) وهو واد عظيم، يبعد عن ذات عرق عشرين كيلو مترًا، وعن مكة عشرين ومائة كيلو متر، منه يحرم الناس اليوم، ويسمى (الضَّريبة).
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم لأهل نجد ميقاتاً خاصاً وهو "قرن المنازل" ويبعد عن مكة 75 كيلو مترًا، ويعرف اليوم بـ"السيل" وهو قريب من الطائف.
ومن كان موطنه دون هذه المواقيت، فإحرامه من مكانه الذي هو فيه لقول ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ( إن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم، هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ، حتى أهل مكة من مكة) متفق عليه.
وقول عائشة رضي الله عنها: إن النبي صلى الله عليه وسلم ( وقت لأهل العراق ذات عرق ) رواه أبو داود و النسائي.
ولا يجوز للحاج أو المعتمر تجاوز هذه المواقيت إلا بعد الدخول في نية الإحرام وارتداء لباس الإحرام، إن كان مريدًا للنسك.
[/frame]