الحب عندما يتحول لواجب
الحب كان ولا يزال واحداً من أروع المشاعر التي يختبرها الإنسان في حياته ، ومن أكثر حاجاته الفسيولوجية والروحية دفئاً وبهجة ، فهو إحساس فطري يتوق له البشر دوما ولا يكلون البحث عنه في كل زمان ومكان ، لأنه الشيء الوحيد الذي يعطر الحياة ويكسبها نكهة مميزة ومذاق لا تمله النفس,لكن يا ترى ماذا يحصل إذا تحول الحب لواجب سؤال طرحته الباحثة رؤى صبري وجرى نقاشة على صفحات الموقع الالكتروني لصحيفة الاقتصادية السعودية ، وقالت الباحثة :
في هذا الإطار للأسف كثيرا ما نشاهد الحب يذبل ويموت حين يحوله البعض لواجب من الواجبات يجب أن يتم تأديتها وفقا لطقوس حياتية خاصة بعيداً عن معانيه السامية ومفرداته الراسخة في الوجدان .
يفقد الحب رونقه ودلاله ، فهو كالوردة التي تموت إذا فارقت رفيقاتها في البستان,ولأن الحب الحقيقي شعور يحتاج للانطلاق والتحرر من كل الشكليات والرسميات والبروتوكولات التي تقتله وتحيله إلى شعور مقيت لا يطاق,وبالرغم من ذلك نجد كثيرا من الناس أخرجوه من سياقه المفعم بالحبور والتألق وأدخلوه جهلاً وعنوة في نفق الواجب الحياتي البحت ، فكثيرا ما نسمع أحد الزوجين يشتكي من فقدان الحب في حياته الزوجية ، أو تلك الأم التي تشكو قسوة أبنائها وانعدام عواطفهم تجاهها وحتى الأبناء كثيراً ما نجدهم يتذمرون من تجاهل أحد الأبوين لمشاعرهم وعدم إظهار الحب لهم.
ويبقى الشيء الأهم هنا أن يعلم أولئك الذي يرون أن الحب واجبا لابد من تأديته في كل الأوقات ، أن كل من في الحياة مثقل بهمومه الشخصية والمعيشية وواجباته اليومية ، ومجمل البشر لاشك يتوقعون من الحب أن يسعدهم ويؤنس حياتهم لا أن يصير واجباً إضافياً عليهم يطالبون به من قبل الآخرين.
فمن الأجمل والأفضل أن يترك الإنسان على طبيعته لكي يظهر حبه ومشاعره بالطريقة التي تلائم متطلبات حياته وأعبائها ،وإذا أردنا الحصول على الحب الحقيقي يجب أن لا نطالب به وسوف يظهر على شاكلته الحقيقة إذا كان حقيقا,فكيف يكون الحب حبا إذا طالبنا به مراراً وتكرار كأنه قضية معلقة في المحكمة؟وأي شعور ذلك الذي سنمر به إذا وضع الحب في ميزان الواجب؟ ففي النهاية لن يكون أيا من الطرفين راضياً عن ذلك الحب المزعوم وستنهي العلاقة وتتناثر أشلائها , وهذا يؤكد بالفعل أن الحب ليس واجبا.
«أن يترك الإنسان على طبيعته لكي يظهر حبه ومشاعره» عندما تكون هذه القاعدة أمرا مسلما به بيننا ونعيشها ونتربى عليها ونربي عليها، عندها تكون كل الواجبات، وعلى رأسها الحب، قطعا من شخصية الانسان تنبع منه وحدها دون انتظار مراقبة أحد.
تربية «إفعل ولا تفعل» الملحة فينا بدلا من «قيمة الانسان ما يحسن» هي سوس ينخر فينا وفيمن نربي ونحب.
الطرف الاخر
ان اي علاقه تحول فيها الحب لواجب فانها مهدده بفشلها حتي ان بقيت قائمه فهذا ليس معناه نجاحها . فاذا احس المرء انه يعمل اي شئ كواجب نحو حبيبه دون ان يكون هذا نابعا من قلبه ودليل علي حبه فلابد ان لايفعله حينذا سيري احتياج الطرف الاخر لمساعدته فيشعر انه لابد ان يفعل هذا الواجب نحوه ولكن بحب لانه سيري مدي اهميه وجوده لديه كما ان الطرف الاخر يجدد حبه للاخر وعدم الاستغناء عنه وبهذا ينتعش الحب من جديد
الحب ليس طقسا
بالتاكيد الحب ليس واجبا او فرضا من الفروض يجب ان تؤدى ، وبالتاكيد ايضا ان الحب ليس طقسا من الطقوس التي تشبه العبادات يجب ان يؤدى في اوقات معينة وفي أمكنة معينة ، لان الحب هو احساس بالآخر ومشاعر جياشة ترسلها ارواحنا الى روحه ومكانة مميزة نضعها في سويداء القلب لمن نحب ، في كل الاوقات والامكنة يظل الحبيب هو المتربع على عرش الحياة ، لاجله نتنازل عن كل الرسميات والشكليات وندع جوارحنا واحاسيسنا تنطلق نحوه بدون اي حواجز .
=عندما نحب نحس أنا في أروع الحالات .والإنسان بدون الحب ليس له سعادة ،بالحب تأتي الزواج ويحس الإنسان بسعادته ،وهذها هي حياتنا الأبدية الأفضل.
لحب يذبل ..؟.
في هذا الإطار للأسف كثيرا ما نشاهد الحب يذبل ويموت حين يحوله البعض لواجب من الواجبات يجب أن يتم تأديتها وفقا لطقوس حياتية خاصة بعيداً عن معانيه السامية ومفرداته الراسخة في الوجدان ، ففي هذا الحالة يفقد الحب رونقه ودلاله ، فهو كالوردة التي تموت إذا فارقت رفيقاتها في البستان,ولأن الحب الحقيقي شعور يحتاج الى مناخات من الحرية والشفافية ، الا انه يجري في سياق مؤثر وكما قال جبران:
«الحب لا يعطي الا ذاته ولا يأخذ الا من ذاته» .