قصة الأسماء المجهولة ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
الإشارة كانت قوية وإن كانت شحيحة .. تلميحه نافست برقاً في عجالتها .. إلا أنها قالت كثيرا .. والمسافة تلك التي تفصل البين بقياس الأمكنة هي أمتار قليلة .. أما بقياس الإحساس فأصبح القلب يجاور قلباً .. هناك في مقعدها بمقدمة طائرة على وشك الرحيل .. وضمن رفقة جلست .. وهنا كان هو في رفقة جوقة أخرى في مؤخرة الكابينة .. وأرادت الصدفة أن تلتفت بعشوائية غير مسبوقة التخطيط .. ولكن التقت عينان لأول مرة .. عيون تطابقت في المدى وفي العمق .. ثم عجزت في كبح جماح التمادي .. لأول مرة التقت تلك العيون .. ثم تفاجئت بالذي يجري ؟؟ .. وتلك جرأة وتحدي رغم البعد في التفاصيل .. ورغم قيود الأخلاق والعادات .. ورغم كل الضبابية في معاني التواصل .. أما الناس في الجوار وداخل الكابينة فلا أحد كان يملك وقتاً في ملاحظة ما يجري .. وتلك نقطة أخرى أعطت العيون المزيد من الجرأة في التمعن .. وبقياس الأزمان هي أجزاء قليلة من الثواني .. ولكن بقياس القلبين فترة كافية .. فيها أخذ ورد .. وفيها عرض وطلب وقبول .. ثم بعجالة قامت بها الضمائر تم تحكيم المنطق والعودة لساحة الاستحياء .. فتوقفت النظرة من المقدمة ومن المؤخرة .. وتم إعادة الكلفة التي رفعت بقدرة قادر .. ولكن تلك الثواني كانت كافية بالكثير والكثير من حديث العيون .. والخطوة التالية أصبحت هي المحك .. فهي رحلة سفر بساعاتها المعدودة .. ونهاياتها الأكيدة .. والوقت لا يسعف كثيراً في ملاحقة قصة بدأت ولم تنتهي بعد .. فأي طرف يملك الخطوة في بادرة أخرى قد تعيد السيرة .. ولكن قد تنتهي الرحلة والأطراف ما زالت تشاور النفس في قصة مجهولة العواقب .
وهنا أعلن الكابتن عن ضرورة ربط الأحزمة استعداداً للإقلاع .. والحركة داخل الطائرة بدأت تأخذ نوعاً من الجدية التي تمنع مرونة الأجساد .. وتلك لحظات مترقبة تنسي الأنفس لحظاتها الرومانسية حتى ولو لحين .. ثم كانت لحظة الزلزلة الكبرى ثم حالة الإقلاع بعد زمجرة عنيفة .. وعندما عادت الطائرة لسيرتها الأولى حتى عادت الأنفس لقصصها السابقة .. ثم الفرصة المتاحة والسماح من الكابتن بجواز التنقل داخل الكابينة مع أفضلية التواجد بالمقاعد .. فكتب ورقة صغيرة فيها الاسم الأول فقط .. ولا توجد أية إشارات أخرى بالمزيد من المعلومات .. أطبق الورقة حتى جعلها قرصاً صغيراً في حجم حبة الأسبرين .. وأخذها ثم تقدم في جولة تحايلية لمقدمة الطائرة .. وعندما أتى بمحاذاة مقعدها أفلت الورقة من يده .. ثم مضى دون تردد إلى عمق المقدمة .. وقد لاحظت تلك الخطوة ولكنها لم تتحرك .. أما هو فقد أكمل الخطة ليعود سريعاً إلى مقعده .. ثم بدأ يترقب الخطة .. مرت الدقائق والدقائق والورقة الصغيرة مازالت ملقية بجوار مقعدها .. فكأنها لا تبالي .. أو كأنها في حيرة وتردد .. ثم فجأة مالت لتلتقط الورقة .. وهنا أحس بفرحة عامرة غطت كل مشاعره .. ثم مرت دقائق ودقائق أخرى .. وهو يراقبها بتلهف وأخيراً أمسكت ورقة وكتبت بدورها .. ثم ألقت ورقة صغيرة في جوار مقعدها .. وجلست وكأن شيئاً لم يكن .. ولكن بدأ بعض العيون تشك في نظرات ظلت قائمة لا تتحول عن موضع بالمقدمة .. مما استلزم نوعاً من الحذر .. فآثر الإمساك والتريث في مقعده قليلاً حتى تنسى تلك العيون .. وفجأة أعلن المذيع الداخلي بأن الطائرة على وشك الهبوط في مطار قريب لإنزال بعض الركاب فيه .. أما باقي الركاب فهم ركاب الترانزيت الذين يستوجب عليهم الجلوس بالمقاعد للإقلاع مرة أخرى ومواصلة الرحلة .. وبما أنه كان من ركاب الترانزيت كان عليه أن ينتظر مع الركاب الآخرين داخل الطائرة .. ثم كانت الكارثة الكبرى عندما تحركت من مقعدها لتكون من ضمن الركاب الذين عليهم مغادرة الطائرة .. ووسط دهشته وحيرته غادرت الطائرة بعد أن وقفت هناك لحظة ثم أعطت نظرة أخيرة لتلتقي العيون مرة أخرى .. وهذه المرة كانت العيون تحكي قصتها مسحوبة بدموع .. ثم غادرت أخيراً .. أراد أن يلتحق بها ثم تنبه فجأة وجلس .. ثم قام مرة أخرى ليأخذ الورقة الصغيرة .. وقرأ ما فيها فكان هناك اسمها .. فقط اسمها غير معرف بأهلها .. ولا توجد تفاصيل أخرى .. ثم زمجرت الطائرة لتبدأ في رحلتها القادمة .. ومواصلة مشوارها .. وفي دقائق كانت في أعماق السماء .. لتترك في جوفها قصة اسمين مجهولين .. هو وهي في أوراق صغيرة .. قصة ولدت في رحمها وماتت في رحمها .. لم يلتقي أصحابها من قبل .. ولم يلتقوا منذ ذلك التاريخ .. وقد لا يلتقوا حتى قيام الساعة
وهنا أعلن الكابتن عن ضرورة ربط الأحزمة استعداداً للإقلاع .. والحركة داخل الطائرة بدأت تأخذ نوعاً من الجدية التي تمنع مرونة الأجساد .. وتلك لحظات مترقبة تنسي الأنفس لحظاتها الرومانسية حتى ولو لحين .. ثم كانت لحظة الزلزلة الكبرى ثم حالة الإقلاع بعد زمجرة عنيفة .. وعندما عادت الطائرة لسيرتها الأولى حتى عادت الأنفس لقصصها السابقة .. ثم الفرصة المتاحة والسماح من الكابتن بجواز التنقل داخل الكابينة مع أفضلية التواجد بالمقاعد .. فكتب ورقة صغيرة فيها الاسم الأول فقط .. ولا توجد أية إشارات أخرى بالمزيد من المعلومات .. أطبق الورقة حتى جعلها قرصاً صغيراً في حجم حبة الأسبرين .. وأخذها ثم تقدم في جولة تحايلية لمقدمة الطائرة .. وعندما أتى بمحاذاة مقعدها أفلت الورقة من يده .. ثم مضى دون تردد إلى عمق المقدمة .. وقد لاحظت تلك الخطوة ولكنها لم تتحرك .. أما هو فقد أكمل الخطة ليعود سريعاً إلى مقعده .. ثم بدأ يترقب الخطة .. مرت الدقائق والدقائق والورقة الصغيرة مازالت ملقية بجوار مقعدها .. فكأنها لا تبالي .. أو كأنها في حيرة وتردد .. ثم فجأة مالت لتلتقط الورقة .. وهنا أحس بفرحة عامرة غطت كل مشاعره .. ثم مرت دقائق ودقائق أخرى .. وهو يراقبها بتلهف وأخيراً أمسكت ورقة وكتبت بدورها .. ثم ألقت ورقة صغيرة في جوار مقعدها .. وجلست وكأن شيئاً لم يكن .. ولكن بدأ بعض العيون تشك في نظرات ظلت قائمة لا تتحول عن موضع بالمقدمة .. مما استلزم نوعاً من الحذر .. فآثر الإمساك والتريث في مقعده قليلاً حتى تنسى تلك العيون .. وفجأة أعلن المذيع الداخلي بأن الطائرة على وشك الهبوط في مطار قريب لإنزال بعض الركاب فيه .. أما باقي الركاب فهم ركاب الترانزيت الذين يستوجب عليهم الجلوس بالمقاعد للإقلاع مرة أخرى ومواصلة الرحلة .. وبما أنه كان من ركاب الترانزيت كان عليه أن ينتظر مع الركاب الآخرين داخل الطائرة .. ثم كانت الكارثة الكبرى عندما تحركت من مقعدها لتكون من ضمن الركاب الذين عليهم مغادرة الطائرة .. ووسط دهشته وحيرته غادرت الطائرة بعد أن وقفت هناك لحظة ثم أعطت نظرة أخيرة لتلتقي العيون مرة أخرى .. وهذه المرة كانت العيون تحكي قصتها مسحوبة بدموع .. ثم غادرت أخيراً .. أراد أن يلتحق بها ثم تنبه فجأة وجلس .. ثم قام مرة أخرى ليأخذ الورقة الصغيرة .. وقرأ ما فيها فكان هناك اسمها .. فقط اسمها غير معرف بأهلها .. ولا توجد تفاصيل أخرى .. ثم زمجرت الطائرة لتبدأ في رحلتها القادمة .. ومواصلة مشوارها .. وفي دقائق كانت في أعماق السماء .. لتترك في جوفها قصة اسمين مجهولين .. هو وهي في أوراق صغيرة .. قصة ولدت في رحمها وماتت في رحمها .. لم يلتقي أصحابها من قبل .. ولم يلتقوا منذ ذلك التاريخ .. وقد لا يلتقوا حتى قيام الساعة