استشهاد عرفات شاهين جرادات،

أسير الترحال

مشرف القسم الفلسطيني
#1
[frame="6 80"]
بقلم: عدلي صادق


لتكن واقعة استشهاد عرفات شاهين جرادات، حافزاً على البدء بالخطوات الإجرائية للانضمام الى "نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية" لوضع جريمة قتل الشاب الأسير، في إطارها الجنائي والقانوني المتناسب مع الفعل الإجرامي، باعتبار أن إزهاق روح الشاب الفلسطيني، سواء عرفات جرادات (رحمه الله) أو سواه، مصنّف في النظام، وفق عدد من المواد، كجريمة ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون، وتتقصى "الجنايات الدولية" هوية المجرم المسؤول، بل وتحدد المسؤولية الشخصية والاعتبارية عن الجرائم ضد الأسرى وفق فقرات من المادتين السابعة والثامنة من النظام.
فالجريمة واضحة ومكتملة الأركان، إذ استشهد عرفات بعد أيام من اعتقاله، وسقط تحت التعذيب، في سجن دولة ما زالت تعربد على كل صعيد، ولا تخفي تبجحها المستند الى وضعية الإفلات من العقوبة. وقد بات واضحاً من خلال عشرات الوقائع اليومية، أن حكومة نتنياهو تتعمد استثارة غضب الشعب الفلسطيني وتأجيج الأوضاع في الضفة، وهي تتمنى عودتنا الى حال التمظهر بالسلاح وقعقعته، وربما تفتعل الدسائس لكي يصبح السلاح هو خيارنا، ليطرح اليمين المتطرف نفسه، على جمهوره، كقوة ذات مآثر عسكرية، تواجه "الإرهاب" وتخوض ضده حرباً مشروعة، فيما العالم الظالم يتناسى أنها "الإرهاب" نفسه، وأن الأراضي التي ترتع فيها، هي أراضي شعب آخر، وأراضي دولة أخرى محتلة. فإن غلبت بعضنا القليل عواطفهم، واختلط معهم موتورون، وأفلتت الأمور من عقالها؛ فإن إسرائيل ستقدم نفسها، باعتبارها دولة ما زالت تواجه تهديداً وتخوض حرباً "عادلة" ضد "الإرهاب" بدل أن تكون دولة غاشمة وهي سبب انهيار العملية السلمية، وسبب تفشي التوتر في المنطقة، وسبب انفجار الغضب الشعبي، وهي التي تستفز الشعب الفلسطيني، وترفع بأفاعيلها منسوب التشدد في العالم العربي، وتتسبب في الإجهاز على "المعتدلين" وفي حرجهم وهروبهم من المشهد كله.
* * *
على الرغم من كل المصاعب؛ نحن أقوياء بما في أيدينا من أوراق، ونحتاج في هذه اللُجة الى وقفة موضوعية مع النفس، وعدم الاكتراث بالمزاودات، بحيث نقرأ تلميحات البعض بانتفاضة ثالثة، بشكل صحيح. إنها محاولة خبيثة لنزع الأوراق القوية من أيدينا, ولنحاذر ولنقرأ الموقف جيداً. إن القوى الوطنية مُطالبة في هذا الأثناء، بدور أكثر تأثيراً في حركة الشارع وفي حركة الجماهير عند نقاط الاحتكاك. الفصائل مطالبة بدور يجمع بين القدرة على التحشيد لإظهار الغضب الشعبي، وكبح جماح الانفعالات الى خطوات غير محسوبة. ونأمل أن تشتغل الفصائل بثمن خبزها الذي تقتطعه من مقدرات المجتمع. إن التعبير عن الغضب واجب وعمل مشروع، والخطوات الإجرائية للتوجه الى "الجنايات الدولية" لوقف عربدة الاحتلال، هي التي ستعطي لانجازنا في الأمم المتحدة معناه وأهميته. ومع ذلك ينبغي أن تكون حركة الجماهير منظمة، وذات مواقيت للإضراب والتضامن ولوقفات الغضب. ولنحاذر من محاولات البعض تسخين رؤوس الناشئة، وغوايتهم بفكرة "انتفاضة ثالثة" لزجنا في دوامة إن دخلناها لن نعرف كيف نخرج منها. ما يلائمنا اليوم، هو فعاليات منظمة، للتعبير عن الغضب الشعبي، ودبلوماسية نشطة لفضح سياسات الاحتلال، وإجراءات تتزامن فيها عملية التأهيل الأعلى للبنية القضائية الفلسطينية، مع بدء الاتصال بالجنائية الدولية وشبكة منظمات حقوق الإنسان الدولية. وما نحتاجه أيضاً، هو حكومة تكون بمثابة خلية مناضلة لإدارة الأزمة. ونقول علناً وصراحة، لنكن متنبهين لمحاولات البعض إيقاعنا في الفخ من خلال دغدغة العواطف وإيهامنا بأن العلاج الأمثل لكل هذه السفالات الاحتلالية هو مواجهتها بالعنف، وليس بالفعاليات الشعبية المنظمة وغير الارتجالية.
إن لدينا من التجارب ما يكفي لأن يجعلنا نعرف الصالح من الطالح، والمفيد من المدمر، والمنطق المؤثر من المنطق العقيم. فالمحتلون الأوغاد، يريدوننا حمقى وارتجاليين وأدعياء عمل عنفي، لكي نقع في الفخ ونأكل "العلقة" ويصبح "الحق" علينا. فالانتصار بالعنف مستحيل، وفق المعادلات القائمة والحصارات والاضطرابات العربية وانسداد أفق العون. وعلى هذه الحقيقة ينبغي ان نبني حساباتنا والأوراق الرابحة في ايدينا.
إننا نواجه عدواً لا حدود لحقده ولاستعدادة لاقتراف كل أنواع الجرائم. وفي هذا الخضم، لا يُعيننا أحد، ودول المنطقة تنفتح بطونها على مشكلات واضطرابات من كل نوع، وهي مرتهنة في الغالب لإرادات المرجعيات نفسها التي تحمي الاحتلال، ومقتل العشرات في أي بلد، وانهيار الاقتصادات وعذابات الناس في أي بلد، لم تعد تهز وجدان العالم، قياساً على قتل عشرات الألوف في سوريا وتدميرها حجراً حجراً، لسبب في حجم بعوضة، وهو أن يبقى بشار الأسد في الحكم. ولتحقيق ذلك، استدعيت كل "الجهاديات" استدعاءً بفتح المجال لها لدخول المعترك، لاستدرار عطف أمريكا والغرب، لنصرة الحاكم وسلالته، وهو الذي رفض اخذها من قصيرها، والإشراف في البداية على انتقال سلس وآمن للسلطة على أسس ديموقراطية.
إن كل ما حولنا بائس. والمحتلون يعربدون على هذا الأساس، الأمر الذي يجعلنا مضطرين للحذر بالاستفادة من تجاربنا، والأخذ بناصية الرشد، دون إغفال أهمية المواجهة الشعبية المنظمة للاحتلال، في إطار فعاليات تلقى احترام العالم، وتزيد من احتقار وإدانة هذا العالم لحكومة إسرائيل وسياساتها.
[/frame]
 

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#2
رد: استشهاد عرفات شاهين جرادات،

طرح راقى كرقى تألقك الدائم
سلمت يداك على الاجاده
وبنتظار جديدك القادم
تحياتى اليك
 

ساري

مشرف أقسام الرياضة
#5
رد: استشهاد عرفات شاهين جرادات،

دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ

يُسع ـدنى أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم

وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ

تـقبلـوٍ خ ـآلص إحترامي

لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
 

أسير الترحال

مشرف القسم الفلسطيني
#6
رد: استشهاد عرفات شاهين جرادات،

تشرفت بمرورك العطر

اخى ساري

دمت بود
 

زبيدة

مشرفة أقسام ألفوتوشوب سابقا
#7
رد: استشهاد عرفات شاهين جرادات،

شكرا عالموضوع
 

أسير الترحال

مشرف القسم الفلسطيني
#8
رد: استشهاد عرفات شاهين جرادات،

تشرفت بمرورك اختى

بارك الله فيكى

دمتى بخير