
أينَ صِرنا يا بغدادُ من أمجادِ الغابرينا**مالي أرى مُحَياكِ أخفى حُزناً دفيناً
أينَ العَساكِرُ التي كانَ يُحسَبُ لَها**ألفُ حسابٍ و ما طاقَ غَضبَتها عادينا
أينَ قَوسُ النَصرِ الذي كنتُ أختالُ تَحتَهُ**و أتَبَختَرُ أني مِن ثَراكِ نَسَباً و طينا
ما عُدتُ أقصِدُ أرضَ كَربلاءَ زائراً**خَجلاً من سيدي الحسين سِبطُ هادينا
و لَستُ أنيخُ راحلتي بالكوفةِ حَيثُ عليٌ**و ذو الفِقارِ أُهدِيَ للعُلوجِ الغاصبينا
و أبا حنيفةَ في كُلِ جُمعةٍ تُدَّنَسُ حُرمَتَهُ**ذاكَ الذي من فِقهِهِ الوَرى مُغتَرِفينا
و المَنصورُ لَم يَعد شاهِدَهُ كسابِقِ عَهدِهِ**شامِخاً تَهابُ مَرآه حُشودُ الزائِرينا
و إن تَسَل عن ماجِداتِ العِراقِ فيا أسفاهُ**خَلفَ القضبانِ رثَت لِحالهِنَّ الزنازينا
حَتّى النَخيلُ لَم يَسلَم منَ الأذى و جُزَّ طَلعُهُ**و أُحرِقَ الجِذع و صارَ جذوَةً لِلمُحتَطِبينا
وَ النَوائِحُ في كُلِ يومٍ قّد بُحَّت حَناجِرُهُنَّ**و مَلَلنا سرادِقَ العَزاءِ و تبادُلَ تعازينا
و إن يَنقَمُ أبناءُ الكِنانةِ على حاكِمِهم**فَهَلا أهدَونا مُرسِيَّهُم و وهبناهُم مُرسينا!
وَ لَسنا نَبخَسُ حَقَّهُم في التظاهُرِ و لكِن**لو عانَوا مِثلنا لأسمَوهُ أميرَ المُؤمِنينا!
()()()()()()()()()
"فارس بلا جواد"
26/5/2013
الأحد
التعديل الأخير: