يشير الخبراء أنه في الشهور الأولى من عمر الطفل، هناك أهمية كبيرة لصوت الأم للغة التواصل ، وعن هذا الأمر تؤكد الطبيبة الفرنسية “ايمانويل ريجون” في كتابها “اطمئن طفلي” أن الكلام لا يعني أن تثقل الأم بالثرثرة الطويلة طول الوقت لأن الأهم من الكلام “نبرة الصوت”.
يجب أن تحدث الأم طفلها بلغة الأطفال وبصوت هادئ وبكلمات بطيئة حتى يدرك الطفل أن أمه تتحدث إليه هو، وبالنسبة للنظرية الحديثة التي تدعو الأمهات إلى تدليك أطفالهن ورفض بعض الأمهات لها خشية أن تكون حركاتهن عنيفة وشديدة علي جسم الطفل، تقول ايمانويل : إن هذا الاعتقاد خاطئ لأن تدليك جسم الطفل مهم بشرط أن يتم بالطريقة السليمة والتي تتلخص في استعمال نوع من الفازلين وتدفئة اليدين قبل المرور بهما على جسم الصغير.
ويشترط أن يكون جو الغرفة دافئا وتبدأ الأم التدليك بثني أعضائه إلى الداخل ليأخذ جسمه نفس وضعه أثناء وجوده في الرحم، كما يشترط أن تكون حركة التدليك دائرية تبدأ من الصدر والظهر وتنتهي بالقدمين واليدين ، وتفيد هذه الحركات مع الأطفال الأكبر سنا في تهدئتهم قبل النوم عندما تنتابهم نوبات بكاء بلا سبب.
يمكن للأم أن تقيم حواراً مع طفلها الرضيع قبل أن يتمكن من الكلام، وها هي بعض المفاتيح التي تساعد علي التواصل الجيد مع الطفل الرضيع.
كيف نتكلم معه؟
عند التحدث مع الرضيع يجب وضع ثلاثة أشياء في الاعتبار هي: نبرة الصوت، والتعبير والحركات، قبل كل شيء يمثل الصوت نوعاً من الموسيقي، ويجب علي الأم أن تنتبه لنبرة الصوت المستخدمة، وألا ينقل الصوت بعض المشاعر السلبية التي قد تثير أو توتر الطفل، يجب أن نتكلم معه بطريقة ناعمة ورقيقة وهادئة ومطمئنة ومشجعة، ابتسمي له فهو يري تعبيرات وجهك، وقومي بعمل حركات ناعمة ورقيقة، حيث إن الرضيع يكون شديد الحساسية تجاه الطريقة التي نحمله بها.
يجب عدم الإسراع في الكلام، وأن نمنحه الوقت اللازم لأخذ رد الفعل المناسب للكلمات وعمل وقفات من الصمت، فهذه الوقفات تمنحه الوقت للابتسامة والتعبير عن رضائه.
ما هي الكلمات المناسبة؟
هناك لغة سهلة تسمي «لغة الحديث مع الطفل». لا تخافي من استخدام هذه الكلمات، فهي في طبيعة كل إنسان، تبدأ هذه الكلمات في الظهور عند الطفل بداية من الشهر 18، حتي هذا العمر، يكون الطفل متلقياً.. أي أنه يفهم ويخزن الكلمات في ذاكرته، ويربطها بالمواقف، فلتختاري إذن الكلمات السهلة والمناسبة والتي تتلاءم مع الواقع.
ما الذي يجب تجنبه؟
الخطأ الكبير الذي يقع فيه الأهل هو عدم التحدث إطلاقاً مع الطفل، فأُذن الطفل تتعلم، والطفل نفسه يعتاد وينتبه لموسيقي الصوت، وغير مستحب شغل الطفل بالأحاديث والكلمات الكثيرة، فالطفل يحتاج أحياناً للراحة، ويجب تجنب الحديث بصوت مرتفع وبشدة، ولا تختاري جملاً طويلة، عندما يبدأ الطفل في الكلام تجنبي الضغط عليه، فأنتِ بذلك تعقدين المسألة بمحاولة إكسابه كلمات جديدة بلا توقف، اتركيه يتعلم بطريقته الخاصة.
يؤكد علماء ما يعرفه منذ زمن طويل كثير من الآباء أن التحدث إلى الأطفال الرضع في عمر حوالي 3 شهور له تأثير على تطور مهام الدماغ المتعلقة بالوعي والإدراك .
أجرى باحثون في جامعة أمريكية مقارنة آثار الكلمات مقابل الأصوات لمجموعة أطفال رضّع في عمر 3 – 4 شهور .
عرض على جميع الأطفال مجموعة صور لأسماك أو حيوانات أخرى ، في المجموعة الأولى كانت الصور مصحوبة بكلمات بينما كانت صور المجموعة الأخرى مصحوبة بأصوات .
ووجد أن الأطفال الذين سمعوا كلمات كانوا أكثر قدرة للتعرف على الصور وتصنيفها مقارنة مع الذين سمعوا أصواتاً ونغمات .
