[mark=#00ff33] أضخم الجنازات بين مانديلا وعبد الناصر وأم كلثوم
الأصغر كانت لحسن البنا وسيد درويش والمنفلوطي والأكبر للإمام أحمد بن حنبل
عبد الناصر مع أم كلثوم وقبلة لطفلة على تمثال مانديلا
ليس في التاريخ المسجل جنازة أضخم من التي أقاموها لهندي قضى في 1965 بأخطر الأمراض، ففيها شارك 15 مليون حزين، وهي في كتاب "غينيس" بلا منافس منذ ذلك العام، إلا إذا هاجت جنوب إفريقيا وماجت، وأقامت "مليونية" لمانديلا تفوقها، وبها تتفوق أيضا على ما كان من تشييع لاثنين من مشاهير العرب: الزعيم المصري جمال عبد الناصر والمطربة أم كلثوم.
يكتبون أن سبب ضخامة جنازة الهندي "سي إن آنادوراي" كبير وزراء ولاية تاميل نادو، المعروفة باسم "مدراس" أيضا، هو ميل الهنود إجمالا للمشاركة بالمآتم والجنازات، إضافة إلى أن سكان ولايته كانوا عام نال منه سرطان المريء لشدة إدمانه على مضغ التبغ، أكثر من 50 مليونا، أي سكان جنوب إفريقيا حاليا.
وهناك الأهم، وهو العائق الكبير أمام جنازة مانديلا للتضخم شعبيا: لم يكن التلفزيون الذي دخل بخجل واضح في 1959 إلى بعض ولايات الهند، طبقا لما طالعت "العربية.نت" عنه وعن الراديو فيها، قد وصل إلى ولاية تاميل نادو، حيث قاموا بتشييع "سي أن" وحرقوا جثمانه ونثروا رماده على الشاطئ، لذلك فمعظم سكان جنوب إفريقيا قد يتابعون جنازة أول رئيس أسود للبلاد عبر الشاشة الصغيرة، خصوصا إذا أمطرت، فتبقى المنافسة بينها وبين جنازتي عبد الناصر وأم كلثوم.
جنازات مليونية في مصر والجزائر
صورة لمانديلا يشارك في الدعاء مع بعض زعماء المسلمين بجنوب أفريقيا
جنازة عبد الناصر، الراحل في 28 سبتمبر/ايلول 1970 بنوبة قلبية قضى معها بعمر 52 سنة، شارك فيها بعد 3 أيام من وفاته ما معدله 4 ملايين تقريبا، من أصل سكان مصر البالغين ذلك العام 33 مليونا، وهناك من كتب أنهم كانوا 5 وآخرون وصلوا بهم إلى 6 ملايين، وقلة جعلتهم 3 ملايين على الأكثر.
الشيء نفسه حدث لجنازة "كوكب الشرق" أم كلثوم، فبعد يومين من وفاتها في 3 فبراير/شباط 1975 بمستشفى المعادي في القاهرة، قاموا بتشييعها في جنازة شعبية ورسمية من النوع المهيب، وكانت ضخمة بوضوح إلى درجة يؤكدون معها أن من شاركوا فيها كانوا أكثر من 4 ملايين، فيما وصل بعض ممن اطلعت "العربية.نت" على ما كتبوا، إلى جعلهم 5 ملايين "في واحدة من أعظم 8 جنازات بالعالم".
والوحيد الذي كانت جنازته "مليونية" الطراز من العرب، غير عبد الناصر وأم كلثوم، هو الرئيس الجزائري هواري بومدين، ففي نهاية ديسمبر/كانون الأول 1978 احتشد أكثر من مليونين بين مسجد الجزائر الكبير والمقبرة لمشاهدة جثمانه "وبعضهم وصل الى العاصمة مشيا لمشاهدة الرئيس الذي حكم الجزائر 13 سنة، وفي الجنازة سقط عدد كبير أرضا من التأثر، وهناك من داس على سواه ليحاول لمس النعش" وفق المكتوب عن ثالث أضخم جنازة عربية في التاريخ الحديث.
أصغر جنازات العرب سببها سعد زغلول
ومن أصغر جنازات المشاهير العرب، هي ما كانت للأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي، مع ذلك اختلفوا في عدد من مشى فيها على قلتهم، فبعضهم أكد أنهم كانوا 5 وآخرون وصلوا بهم إلى 6 فقط، والسبب أنها كانت في 12 يوليو/تموز 1924 وهو اليوم الذي أطلق فيه "شاب مجنون" الرصاص على سعد زغلول في محطة قطارات القاهرة، فهب المصريون مسرعين إلى بيت الزعيم الوطني بمئات الآلاف، ونسوا الكاتب الذي لم يعلموا بوفاته إلا بعد أيام.
من أصغر جنازات المشاهير العرب كانت لسيد درويش والمنفلوطي وحسن البنا
وقبلها بعام كان سعد زغلول نفسه السبب أيضا في مشاركة 4 أشخاص فقط بجنازة سيد درويش، على حد ما يكتبون ومتوافرة معلوماته "أون لاين" بكثرة، فيوم وفاة الموسيقار كان زعيم "الأمة" قادم إلى الإسكندرية من منفاه، فأسرع المصريون بعشرات الآلاف لاستقباله في الميناء، ونسوا "فنان الشعب" الذي غادر الدنيا في 15 سبتمبر/أيلول 1923 وهو في عز الشباب بعمر 31 سنة.
وهناك واحدة صغيرة أيضا لأحد مشاهير العرب، وهو حسن البنا، المؤسس في 1928 لحركة "الإخوان المسلمين" ومرشدها الأول، فقد اغتاله أحدهم بالرصاص مساء 12 فبراير/شباط 1949 وهو خارج من "جمعية الشبان المسلمين" في القاهرة، وبعد نصف ساعة من منتصف ليل ذلك اليوم توفي في مستشفى القصر العيني.
السلطات منعت إقامة جنازة له وتشييعه، فحملت نعشه زوجته لطيفة حسين الصوري، وكانت حاملا، وتناوب على الحمل بناته فقط، ووراء التابوت كان رجل وحيد بالكاد استطاع أن يمشي، لأن عمره كان 90 سنة، وهو والده أحمد عبد الرحمن البنا، الذي كان في حياته مصلحا للساعات، وأقامت العائلة بمفردها صلاة الميت عليه في المسجد، ووحدها قامت بدفنه، وشاءت الصدف أن تضع زوجته حملها في اليوم التالي تماما، وأبصرت النور آخر بناته الست، فسمتها أمها استشهاد.
الأكبر في التاريخ العربي
أما أكبر جنازة بتاريخ العرب، في النسبية الزمنية وتعداد السكان، فكانت للإمام أحمد بن حنبل، وعنها كتب الإمام عبد الوهاب الوراق، الكثير مما تختصره "العربية.نت" مع بعض التصرف، فذكر أنه حين توفي بعمر 77 سنة في 12 ربيع الأول عام 241 هجرية، أي 861 ميلادية "غسل جثمانه "مائة من بني هاشم، وخرج بنعشه ثمانمائة ألف من الرجال وستون ألفًا من النساء" أي تقريبا مليون شيعوه إلى مثواه.
تابع الوراق وكتب أن الخليفة المتوكل، راعته ضخامة الجنازة "فأمر بعض رجاله أن يقيسوا الموضع الذي وقف فيه الناس ليصلّوا عليه، فبلغ مقاسه ألفي ألف وخمسمائة ألف" أي مليونين ونصف المليون. ثم أنهى الوراق وكتب: "ما بلغنا أن جمعًا في الجاهلية ولا في الإسلام اجتمعوا في جنازة أكثر من الجمع الذي اجتمع على جنازة أحمد بن حنبل بعد وفاته".
[/mark]
الأصغر كانت لحسن البنا وسيد درويش والمنفلوطي والأكبر للإمام أحمد بن حنبل
عبد الناصر مع أم كلثوم وقبلة لطفلة على تمثال مانديلا
ليس في التاريخ المسجل جنازة أضخم من التي أقاموها لهندي قضى في 1965 بأخطر الأمراض، ففيها شارك 15 مليون حزين، وهي في كتاب "غينيس" بلا منافس منذ ذلك العام، إلا إذا هاجت جنوب إفريقيا وماجت، وأقامت "مليونية" لمانديلا تفوقها، وبها تتفوق أيضا على ما كان من تشييع لاثنين من مشاهير العرب: الزعيم المصري جمال عبد الناصر والمطربة أم كلثوم.
يكتبون أن سبب ضخامة جنازة الهندي "سي إن آنادوراي" كبير وزراء ولاية تاميل نادو، المعروفة باسم "مدراس" أيضا، هو ميل الهنود إجمالا للمشاركة بالمآتم والجنازات، إضافة إلى أن سكان ولايته كانوا عام نال منه سرطان المريء لشدة إدمانه على مضغ التبغ، أكثر من 50 مليونا، أي سكان جنوب إفريقيا حاليا.
وهناك الأهم، وهو العائق الكبير أمام جنازة مانديلا للتضخم شعبيا: لم يكن التلفزيون الذي دخل بخجل واضح في 1959 إلى بعض ولايات الهند، طبقا لما طالعت "العربية.نت" عنه وعن الراديو فيها، قد وصل إلى ولاية تاميل نادو، حيث قاموا بتشييع "سي أن" وحرقوا جثمانه ونثروا رماده على الشاطئ، لذلك فمعظم سكان جنوب إفريقيا قد يتابعون جنازة أول رئيس أسود للبلاد عبر الشاشة الصغيرة، خصوصا إذا أمطرت، فتبقى المنافسة بينها وبين جنازتي عبد الناصر وأم كلثوم.
جنازات مليونية في مصر والجزائر
جنازة عبد الناصر، الراحل في 28 سبتمبر/ايلول 1970 بنوبة قلبية قضى معها بعمر 52 سنة، شارك فيها بعد 3 أيام من وفاته ما معدله 4 ملايين تقريبا، من أصل سكان مصر البالغين ذلك العام 33 مليونا، وهناك من كتب أنهم كانوا 5 وآخرون وصلوا بهم إلى 6 ملايين، وقلة جعلتهم 3 ملايين على الأكثر.
الشيء نفسه حدث لجنازة "كوكب الشرق" أم كلثوم، فبعد يومين من وفاتها في 3 فبراير/شباط 1975 بمستشفى المعادي في القاهرة، قاموا بتشييعها في جنازة شعبية ورسمية من النوع المهيب، وكانت ضخمة بوضوح إلى درجة يؤكدون معها أن من شاركوا فيها كانوا أكثر من 4 ملايين، فيما وصل بعض ممن اطلعت "العربية.نت" على ما كتبوا، إلى جعلهم 5 ملايين "في واحدة من أعظم 8 جنازات بالعالم".
والوحيد الذي كانت جنازته "مليونية" الطراز من العرب، غير عبد الناصر وأم كلثوم، هو الرئيس الجزائري هواري بومدين، ففي نهاية ديسمبر/كانون الأول 1978 احتشد أكثر من مليونين بين مسجد الجزائر الكبير والمقبرة لمشاهدة جثمانه "وبعضهم وصل الى العاصمة مشيا لمشاهدة الرئيس الذي حكم الجزائر 13 سنة، وفي الجنازة سقط عدد كبير أرضا من التأثر، وهناك من داس على سواه ليحاول لمس النعش" وفق المكتوب عن ثالث أضخم جنازة عربية في التاريخ الحديث.
أصغر جنازات العرب سببها سعد زغلول
ومن أصغر جنازات المشاهير العرب، هي ما كانت للأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي، مع ذلك اختلفوا في عدد من مشى فيها على قلتهم، فبعضهم أكد أنهم كانوا 5 وآخرون وصلوا بهم إلى 6 فقط، والسبب أنها كانت في 12 يوليو/تموز 1924 وهو اليوم الذي أطلق فيه "شاب مجنون" الرصاص على سعد زغلول في محطة قطارات القاهرة، فهب المصريون مسرعين إلى بيت الزعيم الوطني بمئات الآلاف، ونسوا الكاتب الذي لم يعلموا بوفاته إلا بعد أيام.
وقبلها بعام كان سعد زغلول نفسه السبب أيضا في مشاركة 4 أشخاص فقط بجنازة سيد درويش، على حد ما يكتبون ومتوافرة معلوماته "أون لاين" بكثرة، فيوم وفاة الموسيقار كان زعيم "الأمة" قادم إلى الإسكندرية من منفاه، فأسرع المصريون بعشرات الآلاف لاستقباله في الميناء، ونسوا "فنان الشعب" الذي غادر الدنيا في 15 سبتمبر/أيلول 1923 وهو في عز الشباب بعمر 31 سنة.
وهناك واحدة صغيرة أيضا لأحد مشاهير العرب، وهو حسن البنا، المؤسس في 1928 لحركة "الإخوان المسلمين" ومرشدها الأول، فقد اغتاله أحدهم بالرصاص مساء 12 فبراير/شباط 1949 وهو خارج من "جمعية الشبان المسلمين" في القاهرة، وبعد نصف ساعة من منتصف ليل ذلك اليوم توفي في مستشفى القصر العيني.
السلطات منعت إقامة جنازة له وتشييعه، فحملت نعشه زوجته لطيفة حسين الصوري، وكانت حاملا، وتناوب على الحمل بناته فقط، ووراء التابوت كان رجل وحيد بالكاد استطاع أن يمشي، لأن عمره كان 90 سنة، وهو والده أحمد عبد الرحمن البنا، الذي كان في حياته مصلحا للساعات، وأقامت العائلة بمفردها صلاة الميت عليه في المسجد، ووحدها قامت بدفنه، وشاءت الصدف أن تضع زوجته حملها في اليوم التالي تماما، وأبصرت النور آخر بناته الست، فسمتها أمها استشهاد.
الأكبر في التاريخ العربي
أما أكبر جنازة بتاريخ العرب، في النسبية الزمنية وتعداد السكان، فكانت للإمام أحمد بن حنبل، وعنها كتب الإمام عبد الوهاب الوراق، الكثير مما تختصره "العربية.نت" مع بعض التصرف، فذكر أنه حين توفي بعمر 77 سنة في 12 ربيع الأول عام 241 هجرية، أي 861 ميلادية "غسل جثمانه "مائة من بني هاشم، وخرج بنعشه ثمانمائة ألف من الرجال وستون ألفًا من النساء" أي تقريبا مليون شيعوه إلى مثواه.
تابع الوراق وكتب أن الخليفة المتوكل، راعته ضخامة الجنازة "فأمر بعض رجاله أن يقيسوا الموضع الذي وقف فيه الناس ليصلّوا عليه، فبلغ مقاسه ألفي ألف وخمسمائة ألف" أي مليونين ونصف المليون. ثم أنهى الوراق وكتب: "ما بلغنا أن جمعًا في الجاهلية ولا في الإسلام اجتمعوا في جنازة أكثر من الجمع الذي اجتمع على جنازة أحمد بن حنبل بعد وفاته".
[/mark]