[frame="2 70"]
لم يكن فقيه موريتاني يتوقع أن تتسبب مشاركته في مسلسل فني في انفضاض الناس من حوله، ورفضهم الصلاة خلفه، رغم أنه يدرك أن الفن منبوذ في المجتمع الموريتاني.
وفي كل يوم، ينظر الإمام عليين ولد همت خلفه عند الاستعداد للصلاة لحث المصلين على رص الصفوف، فيكتشف أن أعداد المصلين أقل في كل يوم، والوجوه التي اعتادت الوقوف خلفه غابت نهائياً عن المسجد الذي أصبح مقراً للمحتجين على مشاركة فقيه ديني في مسلسل درامي، ويسعون إلى عزله من الإمامة بداعي أن التمثيل مناف للورع والدين.
ويحاول إمام مسجد "دار النعيم" شمال العاصمة نواكشوط، عبثاً استصدار فتوى من رجال الدين المعروفين لتدعم موقفه، ومن أجل المحافظة على مركزه يمضي الإمام وقته في محاججة الرافضين له الذين يحثون الناس على هجر المسجد.
ويقول "قبل كل صلاة أدخل في جدال مع الذين يرفضون الصلاة خلفي، ويزجرون كل من يدخل المسجد، ويهم بالصلاة خلفي، ومنهم من يتهموني بالزندقة والكفر، وبعضهم يقتنع حين أشرح له موقفي وهدفي من التمثيل".
ويشير الإمام إلى أنه مقتنع أن دوره في المسلسل لا ينافي الدين والأخلاق، بل هو وسيلة لتوجيه المجتمع، وتنبيهه عن خطورة انتشار الزواج السري. ويضيف "شاركت في مسلسل اجتماعي عنوانه "بنت الناس" يعالج قضية الزواج السري، وأديت شخصية رجل دين يتزوج سرا عدة مرات، ويرفض الاعتراف بابنته من إحدى هذه الزيجات".
ويعد هذا الإمام أول رجل دين يشارك في مسلسل درامي بموريتانيا، وناقش المسلسل انتشار الزواج السري في المجتمع وخطورته على اختلاط الأنساب، وتشجيع بعض رجال الدين له، مما منحه غطاء شرعياً استغله الكثيرون في عقد زيجات سرية مؤقتة.
ويقول الباحث محمد أحمد ولد بيروك، إن الإمام عليين ولد همت يواجه عزلة حقيقية بسبب نظرة المجتمع الموريتاني القاصرة للفن، فهو منبوذ ومناف للورع والالتزام، ولا تمارسه إلا الطبقة الاجتماعية الأقل شأناً ومكانة، كما أن الناس لا تقبل من رجل الدين التمثيل، لأن ذلك يتنافى مع شخصية يجب أن تتحلى بضوابط الاحترام والوقار كشخصية الإمام.
ويشير إلى أن مشكلة الإمام فتحت نقاشاً حول حرمة التمثيل، ومدى قبول المجتمع دخول النخبة إلى هذا المجال. وأضاف أن قبول المجتمع هذه الفكرة يحتاج إلى جهد كبير يبدأ بكسر النخبة حاجز الخوف والرهبة مع المشاركة في الأعمال الدرامية ولو بمشاهدة قليلة، وتوعية المجتمع بأهمية الفن ودوره في تقدم الأمة.
[/frame]
لم يكن فقيه موريتاني يتوقع أن تتسبب مشاركته في مسلسل فني في انفضاض الناس من حوله، ورفضهم الصلاة خلفه، رغم أنه يدرك أن الفن منبوذ في المجتمع الموريتاني.
وفي كل يوم، ينظر الإمام عليين ولد همت خلفه عند الاستعداد للصلاة لحث المصلين على رص الصفوف، فيكتشف أن أعداد المصلين أقل في كل يوم، والوجوه التي اعتادت الوقوف خلفه غابت نهائياً عن المسجد الذي أصبح مقراً للمحتجين على مشاركة فقيه ديني في مسلسل درامي، ويسعون إلى عزله من الإمامة بداعي أن التمثيل مناف للورع والدين.
ويحاول إمام مسجد "دار النعيم" شمال العاصمة نواكشوط، عبثاً استصدار فتوى من رجال الدين المعروفين لتدعم موقفه، ومن أجل المحافظة على مركزه يمضي الإمام وقته في محاججة الرافضين له الذين يحثون الناس على هجر المسجد.
ويقول "قبل كل صلاة أدخل في جدال مع الذين يرفضون الصلاة خلفي، ويزجرون كل من يدخل المسجد، ويهم بالصلاة خلفي، ومنهم من يتهموني بالزندقة والكفر، وبعضهم يقتنع حين أشرح له موقفي وهدفي من التمثيل".
ويشير الإمام إلى أنه مقتنع أن دوره في المسلسل لا ينافي الدين والأخلاق، بل هو وسيلة لتوجيه المجتمع، وتنبيهه عن خطورة انتشار الزواج السري. ويضيف "شاركت في مسلسل اجتماعي عنوانه "بنت الناس" يعالج قضية الزواج السري، وأديت شخصية رجل دين يتزوج سرا عدة مرات، ويرفض الاعتراف بابنته من إحدى هذه الزيجات".
ويعد هذا الإمام أول رجل دين يشارك في مسلسل درامي بموريتانيا، وناقش المسلسل انتشار الزواج السري في المجتمع وخطورته على اختلاط الأنساب، وتشجيع بعض رجال الدين له، مما منحه غطاء شرعياً استغله الكثيرون في عقد زيجات سرية مؤقتة.
ويقول الباحث محمد أحمد ولد بيروك، إن الإمام عليين ولد همت يواجه عزلة حقيقية بسبب نظرة المجتمع الموريتاني القاصرة للفن، فهو منبوذ ومناف للورع والالتزام، ولا تمارسه إلا الطبقة الاجتماعية الأقل شأناً ومكانة، كما أن الناس لا تقبل من رجل الدين التمثيل، لأن ذلك يتنافى مع شخصية يجب أن تتحلى بضوابط الاحترام والوقار كشخصية الإمام.
ويشير إلى أن مشكلة الإمام فتحت نقاشاً حول حرمة التمثيل، ومدى قبول المجتمع دخول النخبة إلى هذا المجال. وأضاف أن قبول المجتمع هذه الفكرة يحتاج إلى جهد كبير يبدأ بكسر النخبة حاجز الخوف والرهبة مع المشاركة في الأعمال الدرامية ولو بمشاهدة قليلة، وتوعية المجتمع بأهمية الفن ودوره في تقدم الأمة.
[/frame]