
أحبتي في منتدى حب العرب, نبدأ معكم سلسلة حوارات جديدة نسلط فيها الضوء على أداء وسائل الإعلام وفق رؤانا الخاصة.تابعوا معي و الجزء الأول من هذا البحث:
عِندَما كُنّا صِغاراً نَتَسَمَّرُ أمامَ شاشةِ التِلفازِ نَتلَقَّفُ مِنهُ المَعلومةَ و الخَبرَ بلا تفكيرٍ في صِحةِ المَصدرِ و حياديةِ المقصدِ من المادةِ المعروضةِ، و ذلكَ لقصورِ الإدراكِ آنذاك عَن الغَوصِ في "ما وراء الخبرِ" و براءةُ التفكيرِ التي تجعلَنا نرى في ما يُعرَض شَيئاً تَحوطَهُ هالةٌ من المِصداقيةِ و القدسيةِ _ربما_ لا يمكنُ أن نَتَجرأَ حتى على التَّشكيكِ فيها وَ لَو معَ أنفسَنا.
نَعَم يا سادَة؛ هكذا كانَت نَظرتنا لِلإعلامِ أو على الأقَلِ نَظرةُ كاتِبِ المَوضوعِ!, و رُبَما كان ذلكَ بِسَبَبِ مَحدودِيّةِ القَنواتِ المتاحةِ في بُلدانِنا و بالتالي يَنعَدِمُ أو يَقِلُّ التَّضارُبُ و الإختلافُ فيما يُنشَر بَينها و بالتالي لا تَتزَعزَع ثِقَتَنا بِها أو يجدِ الشَّكُ منفذاً لهُ لِيتسللَ إلى داخِلِ تَفكيرِنا.
أما اليوم و في ظل هذا الفضاءِ الواسعِ من وسائلِ الإعلام؛ باتَ من الصَّعبِ علينا أن تبقى نظرتنا إليَها هيَ ذاتها التي كانَت تَملأ أسماعَنا بأخبارِها وَ أعيُنَا بمرئياتِها، فقد إتسعَ إدراكُنا و تفَتَّقَت أذهانُنا على كثيرٍ من الأمورِ التي كنا نجهَلُها و التي كانَت تَحولُ براءةُ التَّفكيرِ دونَ الوقوف عَلَيها. فأصبحنا نَفهَم اللعبةَ أكثر,و بأنَّ وسائلِ الإعلامِ هذهِ مهما إدعَت من حياديةٍ في الطرح و جعلِ الحقيقة هي مبتغاها و تقول الحق على ايٍّ كانَ دون تمييز بوصفها السلطة الرابعة في الدولة و غيرها من الشعارات الرنانةِ التي تحاول كل قناة منها الإستئثار بشعارٍ خاصٍ بها تتغنى به,لم تعد هذه الأمور لتنطلي على أحد بعد خيبةِ _صاحب الموضوع_ بها سواءاً المحليةَ منها أو الإقليمية و نفورهُ من الكثيرِ منها إلى وسائل أخرى بديلة ترضي قناعتهُ أكثر و بِما هو أقرب إلى المعقول و المستساغ منطقيا وفق ما هو مستخلص من نتائج و مشاهدات موثقة بالفيديو و الصور و التي يصعب التلاعب بها بعكس الأخبار المكتوبة التي قد يتم التلاعب في مضمونها و حيثياتها وفق أجندات خاصة تخضع لرغبة و سياسة القناة و التي لا يستطيع أيُّ كان من موظفيها و إعلامييها الخروج عنها إلا أن أراد الخروجَ نهائيا من بنايتها و فضاء عملها!
نعم كانت هذه مقدمة مواضيع تسلط الضوء على وسائل الإعلام وفق مفهومنا البسيط الذي يحتمل الخطأ و الصواب.و نقوم بمناقشته هنا في أروقة منتدى حب العرب و لا أريد بالضرورة التسليم بكل نقطة أوردها هنا.بل اتعطش إلى الرأي المخالف المنطقي و التنبيه إلى هفوةٍ اسوقها هنا دون قصد ربما و النقد الموضوعي البنّاء الذي يُثري الطرح و على الأقل لا يجعلنا نأتي بما نعيبُ عليهِ وسائلِ الإعلام!!
بإنتظار تعليقاتكم و ترقبونا إن شاء الله في أجزاء أخرى متممة لفكرة الطرح مع أسئلة حوارية خفيفة..و من الله التوفيق.
مع أطيب الأمنيات
"فارس بلا جواد"
الأربعاء, 26 تشرين*الثاني, 2014
التعديل الأخير: