الكل يشهد بإبداع العرب و تميزهم في هذا اللون من الأدب و برعوا فيه و أتقنوه أيما إتقان, و فوق هذا أبدعوا أبياتا من الشعر فيها ميزات نادرة يصعب ربما محاكاتها مع إستقامة المعنى في كل حالاتها, و من هذه الأساليب أنها يمكن قراءتها بالعكس و منها ما يتغير معناها تماما إن قرئت بالعكس و هكذا, تفضلوا بقراءتها:
ألــوم صديقـي وهــذا محــــال
صديقـــي أحبــــه كــلام يقـال
وهــذا كـلام بليــغ الجمــال
محــال يــقال الجمـال خيـال
الغريب في هذه الأبيات هو أنك تستطيع قراءتها أفقيا و عموديا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويقول الامام علي رضي الله عنه :
مودته تدوم لكل هول *** وهل كل مودته تدوم
حيث ان هذا البيت يقرا من الجهتين و في هذا إبداع جميل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هناك ثلاث أبيات عجيبة إذا قرئت من اليسار تقلب المعنى إلى ما يضاد القصد الذي قيلت لأجله هذه الأبيات, و إليكم الأبيات:
بصيغة المدح..
طلبوا الذي نالوا فما حُرمــــوا **** رُفعتْ فما حُطتْ لهـم رُتبُ
وهَبوا ومـا تمّتْ لــهم خُلــــقُ **** سلموا فما أودى بهم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا **** حُمدتْ لهم شيمُ فـمـا كَسَبوا
و عندما تقرأ من اليسار تصير ذما:
رُتب لهم حُطتْ فمــــا رُفعتْ **** حُرموا فما نالوا الــذي طلبُوا
عَطَب بهم أودى فمــــا سلموا **** خُلقٌ لهم تمّتْ ومــا وهبُوا
كَسَبوا فما شيمٌ لــهم حُمـدتْ **** كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا البيت الطريف لا يتحرك اللسان بقراءته :
آب همي وهم بي أحبابي
همهم ما بهم وهمي مابي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما هذا البيت فإن الشفتين لا تتحرك حين قراءته:
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة
سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع أطيب الأمنيات