الكلمة الحانية أرقّ من وردة

طوق الياسمين

مشرف عام
طاقم الإدارة
#1
قشّري ضحكتي... تجدي دمعتي
إنها كلمات الشاعر التونسي الصغيّر أولاد أحمد، أحد رموز تونس الثقافية، وهو معروف بشعره الملتزم بقضايا الناس والمجتمع، ويقال بأن شعره يشبه روحه القلقة وشخصيته المناورة ومزاجه العصبي الساخر، القادر على أن يجعل المهجو يلتذ في أعماقه بهجاء أولاد أحمد له.
قيل عنه مزعج، لكن صديقه الشاعر المنصف المزغني، يقول عنه: إنه *منزعج»، لاذع الكلمة، متمرد على السائد، له آراء طريفة ومتميزة، وله مواقف جريئة، ومعروف عنه عشقه للغة، ويبدو هذا جلياً من اسم ابنته، فقد سماها *كلمات»، والطريف أن الشاعر يصر على القول: إن الزواج في المطلق مؤسسة نكدية، على حد تعبيره، وقد بقي الشاعر سنوات طويلة مطلقاً قبل أن يعيد تجربة الزواج منذ سنوات، وهو على مشارف الخمسين من عمره، وهو يرى أنه لكي يكون الحوار الزوجي إيجابياً يجب أن يتوجه إلى المستقبل، وأن يكون سؤال الزوجة هو: ماذا سنفعل غداً؟ وليس: أين كنت وماذا فعلت أول أمس؟

نجم تونس
اكتسب الصغيّر أولاد أحمد، مكانة كبيرة وشهرة واسعة جعلته *نجماً» في الساحة الثقافية بتونس وخارجها، وهو يؤكّد: *بعد الثورة استقبلوني ككائن خرافي في بعض البلدان»، وهو مشاكس ومتمرّد وعنيد مع من يختلف معهم في الرأي والقناعات، لاذع مع خصومه وأعدائه وهم كثر.
وعندما سئل عن سرّ *نجوميّته» أجاب: *إني أقول دائماً إني لست *كبيراً»، وإنما البلاد هي الصغيرة رغم عمقها التاريخي وعراقتها، ثم إني أكتب الشعر والنثر وأشتغل بالصحافة، وأتخذ مواقف في ظروف صعبة، وقد سبب لي ذلك العديد من المآسي والمشاكل».

علاقة الشعر بالفيزياء
والصغيّر أولاد أحمد، وهو اليوم في الستين من العمر، ولد في *سيدي بوزيد» التي انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة التونسيّة، وقد نصّب نفسه: *القيادة الشعريّة للثورة». وأصدر كتاباً عام 2013، يحمل نفس هذا العنوان، ومن أقواله المثيرة للجدل: *دور الشاعر هو مساعدة الحكومة على السقوط»، وهو في حديثه عن الشعر يؤيد فكرة الفيزيائي *أينشتاين» القائلة: *إذا لم تستطع شرح فكرتك لطفل عمره ست سنوات، فأنت نفسك لم تفهمها» مؤكّداً: *وما من شك في أن هذا الفهم الحقيقي للشعر هو الذي حدا بالشاعر الفرنسي *سان جون بيرس» لتخصيص خطابه، وهو يتسلم جائزة نوبل للآداب لعلاقة الشعر بالفيزياء»، وأولاد أحمد الذي تولى في وقت سابق إدارة *بيت الشعر» (1993-1997) لا يجد حرجاً في القول: *أحياناً أخلق الإشاعات ضد نفسي».

بين المغرب والمشرق
شارك الصغير أولاد أحمد، بكتابة مقالات في العديد من الصحف والمجلات التونسية والعربيّة، كما أصدر الكثير من المجموعات الشعرية من بينها: *ليس لي مشكلة» 1998، والكتب النثرية من أشهرها: *تفاصيل»
ولأن الكثير من المشارقة لا يعرفون من الشعراء في تونس إلا أبا القاسم الشابي، الذي كان وبقي الشجرة التي تخفي الغابة، فإن الصغيّر أولاد أحمد يعلّق على ذلك بقوله في لقاء صحفي: *عموماً لا أعتبر المشرق هو المركز، ولماذا يجب علينا الذهاب إلى المشرق لكي يقع الاعتراف بنا مثل ما فعل الشابي؟، ربما نحن في المغرب العربي مقصّرون قليلاً، وعلينا أن ننشر في بيروت أو في مركز مشرقي آخر، ولكني لا أعتبر المشرق هو المركز، فالأدب في المغرب العربي يتسم بجرأة لا أجدها كثيراً في المشرق» وهو ما فتئ يكرر: *همّي هي تونس» وهو من المدافعين بشراسة عن حرية التعبير بدون تقييدها بالسلاسل، حسب تعبيره، وقد سئل مرّة إن كان فعلاً يختلق أحياناً معارك مع خصومه وأعدائه؛ ليبقى في الواجهة، فأجاب: أحياناً نعم، ولا يجب أن تكون المعارك دائماً عميقة، فأنا أشتغل بالسخرية والنقد والفكاهة، فنحن في زمن وجودنا مهدد في كل لحظة، وعلينا أن ندافع عن وجودنا، وفي الحقيقة لا أشعر أني أخوض معارك بل إني أدافع عن نفسي؛ لأني متهم باستمرار»، وهو فعلا يتعرّض باستمرار إلى الكثير من النقد والانتقاد وصل حد الشتيمة، واتهامه بالكفر من مجموعات متشددة ومتطرفة.
م
ناصر للمرأة
والصغيّر أولاد أحمد مناصر في مواقفه وشعره للنساء، وهو القائل:
كتبتُ.. كتبتُ
فلم يبْقَ حرْفُ
وصَفْتُ.. وصفْتُ
فلم يكْفِ وصْفُ
أقولُ إذا، باختصار وأمْضي:
نساءُ بلادي
نساءٌ.. ونصفُ
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: الكلمة الحانية أرقّ من وردة

نبذة رائعة عن سيرة هذا الشاعر أوردتها هنا و قرأناها منك!
و راق لي إسلوبه كثيرا. تحيتي و تقديري لك على حلاوة الطرح.:hh14 :